أجمع عدد من المستثمرين الملائكة ومديرى صناديق رأسمال مخاطر على أهمية تفعيل دور المدير المالى فى مراقبة أوجه إنفاق وعائدات الشركات الناشئة بمصر، لاسيما بعد المشكلة الأخيرة لـ «كابيتر» الناشئة لخدمات التجارة الإلكترونية.
كانت «كابيتر» تعرضت منذ فترة لأزمة مالية أسفرت عن عزل الأخوين محمود وأحمد نوح من منصبيهما التنفيذيين بالشركة نتيجة عدم الوفاء بالتزاماتها تجاه المساهمين، وذلك وفقاً لبيان مجلس إدارتها
وشدد المستثمرون على ضرورة حوكمة إدارة الشركات الناشئة العاملة بالسوق المحلية، علاوة على مراجعة ردود أفعال العملاء تجاه الخدمات المقدمة من الشركات.
وقال الدكتور خالد إسماعيل، الشريك المؤسس لصندوق «هيم إنجلز» لرأسمال المخاطر، إن المستثمرين يحثون الكيانات الناشئة على ضرورة التدقيق فى أوجه إنفاق الجولات التمويلية التى يحصلون عليها، مشيرا إلى أنهم سواء «الملائكة» أو صناديق استثمارية يمتلكون خبرات فى السوق تفوق رواد الأعمال.
جاء ذلك على هامش جلسة نقاشية نظمتها شبكة البحر المتوسط للاستثمار الملائكى «أليكس انجلز»، أول أمس حول مستقبل الاستثمار فى الشركات الناشئة بمصر، حضرتها «المال».
وأوضح «إسماعيل» أن المؤسسين بحاجة للتركيز على عدة عوامل منها قياس مدى رضاء العملاء عن طبيعة الخدمات المطروحة بالأسواق، والاهتمام باقتصاديات الوحدة «Unit Economics» والتى تستند إلى احتساب التكاليف وإيرادات نموذج العمل المتعلقة بكل مستخدم على حدة ، علاوة على التحقق من تسجيل أرباح إيجابية على الأمد البعيد عقب الإنفاق على حملات التسويق.
من جانبه، قال هانى السنباطى المدير العام لصندوق «سوارى» لرأس مال المخاطر، إن الشركات الناشئة يجب أن تعمل ضمن نطاق إدارى مراقب من الجهات التمويلية ليس على مستوى تقييمها فقط ولكن لكل الأمور المتعلقة بالاستشارات المالية والإدارية.
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من المستثمرين يفضلون الاهتمام بالنمو الظاهرى على حساب وجود هيكل إدارى قوى، مبينا أن نسبة كبيرة من الأزمات التى تضرب الشركات الصغيرة تتعلق بنقص تنظيم قطاع العمليات بها.
فى سياق متصل، قال لؤى الشواربى، المحامى و المستثمر الملائكى، إن الكيانات الناشئة تعانى من الناحية القانونية الكثير من الالتزامات المادية أو المعنوية ، بالإضافة إلى أن المؤسسين يتطلعون دائما إلى حصد الجولات التمويلية للمساهمة فى رؤوس الأموال دون النظر لاعتبارات أخرى أكثر أهمية.
ولفت إلى أن الأفكارالإبداعية تحتاج من 2 إلى 3 سنوات للنمو والازدهار، مبينا أن الشركات الناشئة ترتكب فى الكثير من الأحيان خطأ فادحا يتمثل فى اقتحام أسواق مشبعة بالخدمات المقدمة، الأمر الذى يدفع المؤسسين لإنفاق المزيد من الأموال دون الحصول على عوائد مجزية مقابل ذلك.
وتابع إن المدير المالى للشركة يعد أحد أهم المناصب التنفيذية التى تعمل على حوكمة أنظمة الشركات الناشئة و إدارة مواردها الاستثمارية وأوجه إنفاقها.