مدن صينية تلجأ للحوافز المالية لتشجيع المستهلكين

بعد انكماش أداء الشركات

مدن صينية تلجأ للحوافز المالية لتشجيع المستهلكين
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

7:31 ص, الأربعاء, 4 مارس 20

قررت المدن الصينية التى تعتمد بدرجة كبيرة على صناعة المركبات مثل جوانجزو، وفوسهان، وشيانجتان، ووهان موطن فيروس كورونا، منح حوافز مالية لتشجيع المستهلكين على شراء السيارات التى تعرضت لخسائر هائلة خلال الشهرين الماضيين، بسبب انتشار العدوى.

وذكرت وكالة رويترز أن بعض الحكومات المحلية تخطط لإعادة الدعم المالى لشراء السيارات الكهربائية، الذى أوقفته العام الماضى، لكنها لم تحدد حجمه ولا ميعاد تطبيقه، ومنها مدينة جوانجزو التى توجد فيها مصانع لشركات تويوتا، وهوندا، ونيسان.

لكن حكومة مدينة شيانجتان -التى تقع جنوب إقليم ووهان- ستمنح كل مستهلك 3 آلاف يوان (429 دولار) عند شراء سيارة مصنوعة محليا من شركة جيلى الصينية، لتشجيع شراء السيارات التى هبطت طوال العامين الماضيين.

وأعلنت بلدية مدينة فوسهان القريبة من جوانجزو، التى يوجد فيها مصنع لشركة فولكس فاجن الألمانية بالتعاون مع FAW جروب الصينية، عن منح سيولة نقدية بقيمة 2000 يوان لشراء سيارات جديدة، و3 آلاف يوان عند استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة.

وتتوقع رابطة CAAM هبوط مبيعات السيارات فى الصين بأكثر من %10 خلال النصف الأول من العام الحالى، بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذى تسبب فى إغلاق المصانع عدة أسابيع، وحظر التصدير، ووقف وسائل المواصلات العامة، ومنع خروج الناس للحد من العدوى.

وكانت وكالة موديز إينفستور سيرفيز الأمريكية لخدمات المستثمرين، توقعت هبوط مبيعات السيارات حول العالم بأكثر من %2.5 خلال العام الحالى؛ بسبب انتشار فيروس كورونا مع نظرة مستقبلية سلبية لقطاع المركبات، بينما تتوقع انخفاض مبيعات الصين بحوالى %2.9 هذا العام.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن مبيعات السيارات انخفضت فى فبراير الماضى لتسجل هبوطا للشهر العشرين على التوالى، وأن مبيعات المركبات العاملة بوقود الطاقة الجديدة انخفضت أيضا بنسبة %51.6 على أساس سنوى خلال الشهر الماضى، متوقعة مزيدًا من الانخفاض الشهر الحالى أيضًا.

وبدأت شركة جيلى خدمة جديدة تسمح للمستهلكين بشراء السيارات أون لاين لأول مرة، وتوصيلها للمنازل فى محاولة منها لتعزيز المبيعات مع انتشار فيروس كورونا، الذى منع الناس من الذهاب لمعارض ومنافذ البيع للحد من العدوى، من خلال التنسيق مع العاملين فى معارض ومنافذ البيع القريبة من المستهلكين بعد أن تحالفت جيلى مع أطراف متخصصة فى البيع أون لاين، مثل تيمال، و JD.com، وسونينج دوت كوم.

وأدى وباء كورونا إلى إغلاق معظم مصانع ومعارض المركبات طوال الأسابيع الماضية منذ بداية العام الحالى، لدرجة أن مبيعات سيارات الركوب فى الصين هوت طوال الشهرين الماضيين.

وأعلنت جيلى أن إنتاجها خلال فبراير الماضى بلغ %33 فقط من الإنتاج الشهرى المعتاد، بسبب غياب معظم العاملين لمنع انتشار العدوى، لكنها تأمل أن يعود %90 من العمال إلى المصانع الشهر الجارى، بعد أن اتخذت تدابير صحية مناسبة، منها شراء أقنعة وجه واقية لجميع العاملين والبائعين.

واتجهت شركات أجنبية أيضاً مثل تيسلا الأمريكية، وbmw ومرسيدس الألمانيتين، إلى البدء فى الدعاية لمنتجاتها لبيعها أون لاين مع تفاقم انتشار كورونا.

ومن ناحية أخرى، أعلنت شركات ماروتى سوزوكى، وماهيندرا اند ماهيندرا، وتاتا موتورز أن تزايد العدوى من فيروس كورونا أدى إلى توقف سلسلة توريد المكونات وقطع الغيار من الصين إليها.

وتعرضت شركات السيارات العالمية ولاسيما الآسيوية لهبوط مبيعاتها هذا العام بسبب كورونا، ومنها ماهيندرا اند ماهيندرا الهندية بأكثر من %42 وتاتا موتورز بحوالى %34 ولكن ماروتى سوزوكى أكبر شركة فى الهند انخفضت مبيعاتها بنسبة طفيفة بلغت %1.6 فى فبراير الماضى، مقارنة مع نفس الشهر من عام 2019.

كما هبطت أيضًا مبيعات سيارات هيونداى موتور الكورية الجنوبية التى تحتل مع شقيقتها كيا موتورز المرتبة الخامسة عالميا فى صناعة السيارات، بحوالى %13 على أساس سنوي، لتنزل إلى 275 ألفا على مستوى العالم فى فبراير، وسط تفشى فيروس كورونا الذى أدى إلى تعطل إمدادات المكونات من الصين.

وتعد هيونداى موتور أول شركة كبرى تعلن حجم مبيعات فبراير فى ظل انتشار الفيروس، ما يظهر للمستثمرين تأثيره المحتمل على الصناعة بعد أن أغلقت مصنعا فى كوريا الجنوبية لإصابة عامل بالفيروس، ما أثر على إنتاج طرازات شهيرة مثل باليساد، لكن جرى استئناف العمل به بعد أيام قليلة خلال الأسبوع الماضى.

وتسبب فيروس كورونا الذى نشأ فى الصين فى تكبد الأسواق المالية العالمية خسائر بنحو 5 تريليونات دولار خلال الأسبوع الماضى، فى الوقت الذى يتأهب فيه المستثمرون وصانعو السياسة لضربة شديدة للنمو العالمى.

وتراجعت مبيعات السيارات اليابانية %10.3 فى فبراير مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى، وسط تصاعد المخاوف من توقف الإنتاج، وصعوبة توريد المكونات من الصين بسبب تفشى الفيروس، ليتأكد اتساع نطاق تأثير «كورونا» على اليابان ثالث أكبر اقتصاد فى العالم، رغم أن المبيعات بلغت 430 ألفا و185 سيارة الشهر الماضى، بانخفاض ليس كبيرا عن نفس الشهر من العام الماضى، الذى بلغ فيه 479 ألفا و427.

وعلى صعيد آخر أدى انتشار كورونا إلى إلغاء معرض بكين للسيارات الذى كان مقررًا خلال الشهر الماضى، وكذلك معرض جنيف للسيارات الذى كان من المقرر أن يبدأ نسخته التسعين خلال هذا الأسبوع، بسبب تدابير صحية اتخذتها الحكومة السويسرية لاحتواء الفيروس.