على المصرى
بعد مرور 4 أسابيع على مباراة الذهاب، وتأخير 15 يوما عن موعد الإياب، سيحتدم الصراع بين ريفر بليت وبوكا جونيورز، مساء اليوم الأحد، على لقب كأس كوبا ليبرتادوريس، وسينصب نفسه زعيما لأمريكا الجنوبية، حينما يلتقيان فى التاسعة والنصف بتوقيت القاهرة، على ملعب سانتياجو برنابيو، فى العاصمة الإسبانية مدريد.
وسيكون البطل هو الأشهر فى التاريخ، بعد حالة الجدل الكبيرة التى صاحبت لقاء الإياب، التى كان من المقرر أن تقام على ملعب “مونيومنتال”، معقل ريفر بليت، يوم 24 نوفمبر الماضى، ولكنها تأجلت أكثر من مرة، بعد اعتداء مشجعيه على حافلة بوكا قبيل وصولها للملعب.
وعلى بعد نحو عشرة آلاف كيلو متر، من بوينس آيرس إلى مدريد، يلتقي الغريمان الأرجنتينيان، في مباراة يؤمل أن تضع حدا لسلسلة من الأحداث المثيرة للجدل، بعدما رفض ريفر بليت، خوض نهائي المسابقة القارية الأهم في كرة القدم بعيدا من ملعبه، ومطالبة بوكا جونيورز، باعتباره فائزا باللقب، بعد تعرض حافلته لاعتداء من مشجعي منافسه.
وأثار نقل المباراة إلى مدريد حفيظة الناديين، حيث رفض ريفر بليت، خوض المباراة في مدريد، على اعتبار أنه لا يتحمل مسؤولية الاعتداء على حافلة بوكا جونيورز، لأنه وقع خارج ملعبه “مونيومنتال”، ويستحق أن يخوض الإياب على أرضه.
في المقابل، لا يزال بوكا جونيورز، وحتى الساعات الأخيرة قبل المباراة، مصرا على أنه يستحق نيل اللقب من دون أن يخوض الإياب، ومؤكدا أنه سيرفع الأمر للتحيكم الرياضى، للمطالبة بمعاقبة غريمه التقليدى، بموجب مواد قانونية من نظام الاتحاد القاري تتصل بحالات مماثلة.
ويتحضر الفريقان لخوض لقاء يعرف بـ”نهائي القرن”، نظرا لأنه يجمع للمرة الأولى في نهائي المسابقة القارية، بين قطبي كرة القدم الأرجنتينية،
فى المرة الأخيرة التي سيقام فيها نهائي ليبرتادوريس بنظام الذهاب والإياب، حيث تقرر اعتماد نظام المباراة النهائية، اعتبارا من العام المقبل، على أن يقام النهائي الأول في العاصمة التشيلية سانتياجو.
وتسبب الهجوم على حافلة ريفر بليت، فى عدد من التأجيلات لإياب نهائي البطولة، ويرى فريق “المليونيرات”، أن قرار نقل المباراة إلى مدريد، أضاع حقه في خوض المباراة على ملعبه ووسط جماهيره.
وعلى الجانب الآخر، يشكو فريق بوكا جونيورز، كل ما حدث أمام المحكمة الرياضية الدولية “كاس”، مطالبا باعتبار غريمه مهزوما، أسوة بما حدث في عام 2015، وفي ظل كل هذه الأحداث، نسى البعض أن مباراة الذهاب بين الفريقين كانت عرضا كرويا رائعا، وشهدت تبادل الأهداف بين الطرفين وانتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.
وتحظى المباراة بمشاهدة عالية، حيث ستتواجد شخصيات بارزة فى النهائي، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة، والمدير الرياضي لأتلتيكو مدريد ميجيل أنخيل مارين، ولاعب الفريق الأرجنتيني أنخيل كوريا، إضافة للفرنسي أنطوان جريزمان، مهاجم الفريق، والمدافع الأوروجواياني دييجو جودين.
وسيتواجد الأرجنتيني دييجو سيميوني، المدير الفنى لأتلتيكو مدريد، بعدما كان مديرا فنيا لريفر بليت سابقًا، وفاز معهم بالدوري الأرجنتيني، عام 2008، وكان مساعده بورجوس، لاعبًا في الريفر، فيما كان مساعده الثاني نيلسون فيفاس، لاعبا فى بوكا جونيورز، وريفر بليت.
وسيحضر الأوروجواياني لوكاس توريرا، لاعب وسط آرسنال، والأرجنتينيان خافيير سافيولا، وإستيبان كامبياسو، وكذلك خافيير زانيتي، نائب رئيس إنتر ميلان الحالي، بالإضافة لعدد من رؤساء الأندية الإسبانية، الذين تمت دعوتهم.
وسيكون رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، على رأس الحضور، وعدد من وزراء الدولة، بالإضافة لجيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي “فيفا”، وألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي “يويفا”، وأليخاندرو دومينجيز، رئيس اتحاد أمريكا الجنوبي “كونميبول”، وروبياليس رئيس الاتحاد الإسباني، وفلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد.
وفي حال فوز بوكا جونيورز، بهذا اللقب، سيكون السابع في تاريخه، ليعادل رقم مواطنه إنديبنديينتي، صاحب الرقم القياسي في البطولة، فيما سيكون اللقب هو الرابع في تاريخ ريفر بليت، في حالة فوزه بلقاء اليوم.
ويعود الفوز الأخير لبوكا جونيورز بلقب المسابقة إلى 2007 عندما فاز بلقبه السادس، أما ريفر بلايت فيسعى إلى التتويج به للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015.
وفي غياب أي مفاجأة قد تطيح بالمباراة مجددا، سيكون قطبا الكرة الأرجنتينية على موعد اليوم في مدريد، علما بأن إسبانيا التي تضم أكبر جالية أرجنتينية في العالم، ويأمل الناديان في أن تمتلئ مدرجات سانتياجو برنابيو، باستثناء جزء منها سيبقى فارغا للفصل بين المشجعين.
وهي المرة الأولى منذ نحو خمسة أعوام التي ستكون مدرجات ملعب بين فريقين أرجنتينيين، محتشدة بمشجعي الطرفين، بعدما دفع عنف كرة القدم السلطات الأرجنتينية، بدءا من عام 2013، إلى منع حضور جمهور الفريق الزائر.
وخصصت 20 ألف تذكرة، لمشجعي كل من الفريقين في إسبانيا، إضافة إلى خمسة آلاف لمشجعي كل منهما في الأرجنتين، وفي حين نفدت الفئة الأولى خلال ساعات من طرحها، لا تزال بعض تذاكر الفئة الثانية متوافرة، على الأرجح نظرا للكلفة المرتفعة للانتقال عبر المحيط للحضور.
وسينال الفائز باللقب القاري شرف تمثيل أمريكا الجنوبية في كأس العالم للأندية، المقررة في الإمارات في ديسمبر الجارى، وتعود أول مواجهة بين الفريقين إلى العام 1913، وانتهت بفوز ريفر بلايت 2 – 1، لكن بوكا جونيورز، يتفوق في تاريخ لقاءات الفريقين بـ88 انتصارا مقابل 81 لمنافسه، في حين انتهت 78 مباراة بالتعادل.