عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًّا، اليوم، بمقر الحكومة، بحضور وزراء السياحة والآثار، والتموين والتجارة الداخلية، والمالية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والتجارة والصناعة. استهلّ رئيس الوزراء حديثه بالقول إن هذا المؤتمر، الذي يُعقد بتواجد عدد من الوزراء، يأتي في ضوء حرص الحكومة، كعادتها في مختلف الأزمات والتحديات، على اتباع نهج الشفافية والمكاشفة وتوضيح الحقائق للشعب المصري؛ حتى نتجاوز معًا هذه الشدائد والمِحن.
وقال إن هذا النهج مستمر منذ أزمة جائحة كورونا، حيث أثبتت الدولة قدرتها على الصمود، والقدرة على تخطّي هذه الأزمة الكبيرة، ونجحنا في تحقيق معدلات تنمية شهد لها العالم أجمع، رغم كل التحديات والصعاب التي واجهت الدولة في هذا الشأن.
وتابع مدبولي: اليوم يعدّ هو اليوم الرابع عشر في الأزمة الجديدة؛ وهي الأزمة الروسية الأوكرانية، التي طالت تداعياتها وآثارها السلبية كل دول العالم، وانعكست آثارها بالتالي علينا في مصر،
مشيرًا إلى أن الاقتصاد العالمي مرّ بالعديد من الأزمات منذ عام 2008 تقريبًا، وكلما بدأنا نتعافى من أزمة تتبعها أزمة أخرى جديدة.
وتابع أنه رغم أننا كنا على وشك التعافي من أزمة كورونا وما تلاها من أزمة التضخم واضطراب سلاسل الإمداد، حيث شهدت الأسواق اضطرابًا شديدًا وارتفاعًا في الأسعار للسلع العالمية بسبب هذا التضخم، وارتفاع تكلفة الشحن،
فإن الحكومة وهي تراقب عن كثب تلك الأزمات الاقتصادية، بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية لتلقي بظلالها على كل دول العالم وليس فقط على هاتين الدولتين المنخرطتين في هذه الأزمة.
مما أدى إلى ظهور موجات تضخمية كبيرة التي تحدث عنها جميع خبراء العالم، وصندوق النقد الدولي أكد أنه ستكون هناك تأثيرات كبيرة جراء هذه الأزمة على اقتصادات العالم والأسواق المالية، وفي كل بلدان العالم.
إضافة لما قاله رئيس البنك الدولي، الذي التقاه، الأسبوع الماضي، من أن الأزمة الروسية الأوكرانية اندلعت في وقت سيئ للغاية يشهد التضخم فيه معدلات عالية وتواصل الأسعار ارتفاعاتها على مستوى العالم، مما زادت معه حِدّة هذه الأزمة.
وأضاف مدبولي أنه بعد 14 يومًا فقط من اندلاع الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا والتي تكبِّد العالم نحو 400 مليار دولار، حسبما يرى الخبراء،
حتى إن دول العالم بدأت تغير لهجتها التفاؤلية مع بدء التعافي من جائحة كورونا لتظهر نظرة تشاؤمية حيال الأزمة الجديدة وانعكاساتها على اقتصادات الدول،
وبدلًا مما كان متوقعًا أن تستمر موجات التضخم لفترة مؤقتة، أصبحت هناك آراء عديدة ترجح استمرار هذه الموجات لفترات أخرى.
وضرب رئيس الوزراء عدة أمثلة تبين حجم الآثار السلبية للموجات التضخمية، التي طالت الدول العظمى نفسها، مشيرًا، في هذا السياق، إلى أن معدل التضخم في الولايات المتحدة وصل إلى 7.5%،
كما أن دول أوروبا ومنطقة اليورو وصلت بها نسبة التضخم إلى 6%، رغم أن هذه الدول لم يكن معدل التضخم بها يتجاوز 1% أو 2%، وهو الأمر الذي يشير إلى أن معدلات التضخم زادت بمقدار 3 أضعاف في فترة وجيزة.