دعا الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إلى تسجيل هذا اليوم في التاريخ، حيث يشهد 23 ديسمبر 2021، انعقاد الجلسة رقم 174 لمجلس الوزراء، لأول مرة في مقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي موسع، عقده رئيس الوزراء عقب ترؤسه أول اجتماع للحكومة بكامل هيئتها في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وقال خلاله رئيس الوزراء أنه يسترجع اليوم على المستوى الشخصي، كيف كانت العاصمة الإدارية الجديدة منذ 5 سنوات، بالضبط مجرد رسومات وخرائط، وبعد هذه المدة الوجيزة تتواجد الحكومة اليوم في مقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، وسط حجم عمل وتنمية في هذا الموقع، يمثل اعجازاً بكل المقاييس من واقع الخبرة الهندسية.
وأضاف أن الدولة المصرية استطاعت أن تنفذ ذلك الحجم الهائل من العمل خلال 5 سنوات لتنفيذ عاصمة جديدة، بينما أي عاصمة جديدة استغرقت عند تنفيذها على مستوى العالم نحو 20 سنة، كي تصل إلى حجم العمل المتحقق هنا.
وأكد أن ما تحقق يعود إلى فضل الله وكرمه، ولكن لولا الإرادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومتابعته اليومية لسير العمل مع كافة الجهات، لما كانت الحكومة ستكون موجودة اليوم في هذا المقر.
وأضاف رئيس الوزراء قائلا أن ما نعايشه اليوم يدعو إلى الشعور بالفخر، حيث يمثل بداية حقيقية للجمهورية الجديدة، خاصة مع تحرك الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية فوق كل شبر على أرض مصر.
ونوه في هذا الصدد إلى التواجد أمس في الصعيد، في انطلاقة أسبوع كامل من افتتاح مشروعات كبيرة في محافظات الوجه القبلي، ثم التواجد اليوم في العاصمة الإدارية الجديدة، بما يعكس أن الدولة المصرية بها عمل وإنتاج في كل شبر منها، وهذا رمز للجمهورية الجديدة.
ودعا رئيس الوزراء لاستحضار بدايات الإعلان عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، التي شهدت تقليل البعض من مدى قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشروع بهذا الحجم، لافتأً إلى أنه باسترجاع تاريخ مصر منذ مصر القديمة، سنجد أن مصر وهي تنتقل من عصر إلى عصر، كان يصاحب ذلك دائماً إنشاء عاصمة جديدة.
وتابع: إن الخديوي إسماعيل أنشأ في القرن التاسع عشر مقر الحكم الجديد لمصر، الذي تتواجد فيه الحكومة اليوم، في منطقة وسط البلد، أو القاهرة الخديوية، وكان بهذه الخطوة ينشئ عاصمة جديدة لمصر، حيث ترك مقر الحكم في القاهرة الاسلامية، سعياً نحو الحداثة والتقدم، وكان الأمر حينها بمقياس السكان يمثل خلق عاصمة جديدة، حيث أنشأ الحي الذي استمرت فيه الحكومة 150 سنة، حتى لحظة التحرك الآن.
وأكد مدبولي أن العاصمة الادارية الجديدة مخططة لتستوعب نمو وتقدم مصر لـ 200 سنة مستقبلا، وأنه رغم الفخر بما تحقق في هذا المشروع خلال 5 سنوات فقط، فمازال العمل مستمراً، حيث إن كل ما تم تنفيذه لا يمثل سوى مرحلة أولى فقط من مراحل التنمية التي تتم في هذا المكان.
وشدد رئيس الوزراء على أن التنمية التي تتحقق لاتقتصر على المباني، فالحي الحكومي الذي تتواجد فيه الحكومة اليوم، يشهد تنفيذ توجيه الرئيس السيسي، بأننا لا ننتقل جغرافياً فقط، حيث يتم إنشاء الحي الحكومي بالتوازي مع التحديث الكامل في منظومة العمل الحكومي، الأمر الذي يعكس أن التحدي الأكبر منذ اللحظة الأولى لم يكن تدشين المنشآت، بل رقمنة وحوكمة العمل الحكومي، وإدخال نظم عمل جديدة غير مسبوقة.
والأهم البدء في تدريب وتأهيل الموظفين الذين سينتقلون للعمل بالعاصمة، ليكونوا قادرين على مواكبة الرؤى والأهداف التي نسعى من ورائها لبناء دولة حديثة.
وتابع مدبولي إنه من هذا المنطلق فلم يكن الأمر فقط يتعلق بالعملية الإنشائية للمؤسسات ولكن مرتبط بإقامة بنية أساسية معقدة، فيما يخص الاتصالات ومنظومة إدارة النظم والمعلومات، وربط المدينة بالكامل معا باعتبارها مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع المستدامة، حيث إن العاصمة تضم أنظمة حديثة لم يكونوا معتادين عليها، وبدؤوا تطبيق هذه المنظومة فيها وفي جميع المدن الحديثة التي بدأت الدولة المصرية في تنفيذها، واليوم العاصمة الإدارية واحدة من هذه المدن.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن اليوم شهد انعقاد أول اجتماع لمجلس الوزراء في العاصمة الجديدة، حيث كان هناك توجيه واضح من الرئيس، بالبدء في اجراءات الانتقال الحكومي إلى العاصمة الإدارية الجديدة اعتباراً من ديسمبر 2021، ولذا كان هناك إصرار كبير على عقد أول اجتماع داخل العاصمة.
وبهذه الخطوة يكونوا قد بدأوا بالفعل عملية الانتقال التدريجي، الذي قد يستغرق بعض الوقت مع الوضع في الاعتبار الملاحظات والتشغيل التجريبي وعملية الربط الشبكي بين جميع المباني بعضها البعض.
وكشف رئيس الوزراء، خلال حديثه بالمؤتمر الصحفي، عن أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع مجلس الوزراء بمقر المجلس في العاصمة الإدارية الجديدة بمعدل مرتين في الشهر، وتم التوافق مع الوزراء على هذا الشأن، وسيعقد الاجتماع بالتبادل، بحيث يعقد مرة في العاصمة ومرة في المقر القديم، وذلك تدريجياً حتى الاستقرار الكامل.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي خالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على الجهد الهائل الذي يحدث في مصر، وقال أن هذه المشروعات لم تكن لتنفذ لولا الرؤية الثاقبة لمستقبل هذه الدولة والإرادة السياسية الكبيرة للرئيس، مؤكداً أننا كنا بالمعنى الحرفي نتحدى التحدي لتنفيذ هذا المشروع، مما جعل أي مسئول أجنبي يأتي لمصر اليوم يتساءل عن الكيفية التي تم من خلالها انجاز حجم العمل هذا في هذه المدة، لأنهم يعلمون جيدا أن حجم هذا العمل بالمعايير المعتادة يأخذ وقتا كبيراً.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة عنوان للجمهورية الجديدة وهي كما يقول الرئيس دائما خطوة من ألف خطوة نحن في حاجة إليها في الدولة المصرية من أجل أن نصل للحلم الذي نتطلع إليه والذي يتمثل في أن يشعر كل مواطن في كل شبر من مصر بوجود تنمية حقيقية تصل حتى باب بيته، وهذه هي الفكرة التى يقوم عليها مشروع “حياة كريمة” والذي نستهدف منه تطوير الريف المصري الذي ظل لفترات طويلة لا يوجد تنمية حقيقية تحدث به.
وأضاف: وجودنا اليوم هو رسالة تؤكد لكل المواطنين المصريين أن الدولة عازمة على تحسين وجه الحياة في هذا الوطن لكل المواطنين المصريين، وتوجه بالشكر للصحفيين والإعلاميين على المشاركة في هذا الحدث المهم في تاريخ مصر، ولكل من بذل جهدا في إنجاز هذا الحلم.