ألقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ، كلمة في الجلسة الرئيسية لاجتماعات اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة بالعاصمة العراقية بغداد، والتى ترأس الجانب العراقي فيها مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق الشقيق، بمشاركة أعضاء الجانبين المصري والعراقي، وعدد من المسئولين الحكوميين في البلدين.
في مستهل كلمته، قدم الدكتور مصطفى مدبولي ، خالص شكره وتقديره إلى الجانب العراقيّ، بالأصالة عن نفسه وعن أعضاء الوفد المصري المرافق، لما لمسوه من مظاهر ترحيب وحفاوة استقبال من الأشقاء فى العراق.
ونقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية، وتمنياته للعراق؛ قيادة، وحكومة، وشعباً، بدوام الرفعة والتقدم، وأن تكلل أعمال اللجنة العليا المشتركة بالنجاح.
وأكد على أن هناك توجيهات من الرئيس السيسي بأن يتم العمل على دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأن هناك تكليفات واضحة منه بأن تكون كل الخبرات المصرية فى مختلف المجالات مسخرة للأخوة العراقيين.
وأكد رئيس الوزراء أن انعقاد هذه الدورة من الجنة العليا المصرية العراقية يأتي في توقيت بالغ الأهمية، تشهد فيه المنطقة تطورات متلاحقة تُلقي بانعكاساتها على جميع دول المنطقة.
وأضاف أن ذلك الأمر يستدعي تعاون مصر والعراق وتضافر جهودهما على جميع المستويات؛ لمواجهة تلك التحديات والمخاطر المشتركة، من خلال إقامة شراكة استراتيجية مبنية على الإيمان بوحدة المصير، والمصالح المشتركة، وعمق العلاقات بين الشعبين الضاربة في جذور التاريخ.
وأكد مدبولي في كلمته أيضا على ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، موضحا أنها ترتكز على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسيادته، ورفض كافة أشكال التدخلات الخارجية بشئونه، أو الاعتداءات غير الشرعية داخل حدوده.
وشدد في الوقت نفسه على تفهم مصر الكامل للخصوصيات السياسية والتاريخية والجغرافية للعراق، التي تؤهله لأن يكون ساحة لتلاقي المصالح وليس لتعارضها، أو للتنافس الإقليمي والدوليّ.
وقال رئيس الوزراء إنه يحمل اليوم إلى أرض بلاد الرافدين رسالة تضامن وتهنئة للعراق، الذي تمكن ببسالة أبنائه وتضحياتهم من الانتصار على الإرهاب الغاشم، والتغلب على ذلك الخطر العالمي الداهم، والذي يهدد جميع دول ومجتمعات العالم.
وأضاف أن هناك تحديا آخر ماثل أمامنا لا يقل أهمية، يتعلق بمخطط استهداف الدولة الوطنية في منطقتنا، والسعي إلى تفكيك مؤسساتها ومحاولة فرض حالة الفوضى.
وفي سياق كلمته، أشاد رئيس الوزراء بمستوى التنسيق القائم بين مصر والعراق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال آلية التعاون الثلاثي.
مع السعي لتعزيز العمل العربي المشترك، بما يُساهم في التصدي إلى التحديات المتعددة، التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.
وأكد رئيس الوزراء أن اجتماعات اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة يتم عقدها؛ لتعظيم الاستفادة المتبادلة من خبرات وإمكانات الدولتين، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تعاونهما بمختلف المجالات وبما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
واستعرض بعض النجاحات، التي استطاعت مصر تحقيقها في السنوات الست الماضية، وتشكل مجالات متاحة للتعاون المشترك، والتي من بينها تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي الشامل بعزيمة قوية ورؤية واضحة، وكان وراءه حكمة القيادة السياسية ورؤيتها الثاقبة.
وقال رئيس الوزراء :” أول ما يرد على الذهن من تجاربنا الناجحة هو قدرتنا على تحويل العجز الشديد بالطاقة الكهربائية إلى فائض كبير، بدأنا في تصديره إلى دول الجوار، وفي فترة زمنية وجيزة”.
وتابع أن مصر أصبح لديها بنية أساسية كانت لازمة لأي استثمارات مستهدفة؛ والدولة أنجزت شبكة طرق قومية متطورة وضعت مصر في المرتبة الثامنة والعشرين عالمياً بمؤشر جودة الطرق، وقناة السويس الجديدة كذلك كانت إنجازاً هاماً فتح شرياناً جديداً لتيسير حركة التجارة العالمية.
وقال مدبولي إن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في التركيز على المشروعات القومية الكبرى، وفي الاهتمام بالبنية الأساسية، أسهمت في تخفيض نسبة البطالة، ودفع معدلات الإنتاج بالصناعات المغذية لقطاع التشييد والبناء، منوها إلى تقدم مصر 9 مراكز في مؤشر التنمية المستدامة لعام 2020.
وأشار مدبولي إلى أن مصر والعراق لديهما إمكانات إنتاجية وتصديرية كبيرة، وانه يجب مضاعفة استثمارها لزيادة حجم وقيمة التجارة البينية، إضافة إلى العمل سوياً لإزالة كافة العوائق أمام انسياب البضائع بين البلدين.
ونوه إلى أن هناك أسطول نقل وشركة مشتركة تتمثل في شركة الجسر العربي، ويمكن تطوير وسائل النقل والتعاون بين موانئ ومنافذ مصر والعراق والأردن؛ لاستيعاب ما المستهدف من زيادة كبيرة في حجم التجارة.
وأضاف أنه مستهدف زيادة التعاون في مجالات البترول والغاز أيضا ، بما في ذلك إنشاء شركات مشتركة للصناعات الكيماوية، واستغلال ما تذخر بها بلادنا من ثروات معدنية، وتصنيعها بدلاً من تصديرها بصورتها الخام.