قال الدكتور محمود محي الدين ال، إن حزمة 100 مليار دولار المقدمة من الدول المتقدمة في 2009 للنامية لم تصل بشكل حقيقي.
جاء ذلك خلال مداخلة عبر أحد التطبيقات مع برنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة “ON”، عشية انطلاق قمة المناخ كوب 26.
وحول توقع للقمة، وهل ستشهد أجندة محددة أم مجرد خطابات، أجاب محمود محي الدين قائلا: “نتوقع مزيجاً من الخطب العصماء وغير العصماء وبعض الإجراءات التي طال إنتظارها بالإضافة لأمور غير مكتملة الأفق والمسار”.
وأضاف: “تلك الملفات غير المتكملة في إجراءات تنفيذها قد تلقي عبئاً أكبر على القمة التالية كوب 27 التي تسضيفها مصر في نوفمبر 2022”.
محمود محي الدين : افتتاح القمم منذ باريس 2015 على مستوى القادة حقق نتائج أفضل من العكس في القمم السابقة
وأضاف محمود محي الدين: “بالتالي مشاركة مصر في هذه القمة عبر وفد رفيع المستوى يقوده رئيس الجمهورية بالشراكة مع القادة في افتتاح الاعمال وهي مسألة بالغة الأهمية وقد بدأ هذا السلوك منذ قمة باريس 2015 حيث يبدأ القادة افتتاح الأعمال ثم استكمال لمباحثات وأخيراً كلمة نهائية على ماسوف سيتم”.
وتابع: “عندما تكون البدايات فنية ثم تصعد في النهاية على مستوى القادة في القمم التي سبقت باريس 2015 لم تؤت ثمارها وهذا حدث في القمم السابقة”.
واستطرد: “الأمم المتحدة تعلمت من دروس القمم التي سبقت باريس 2015 حيث بدأت تأخذ التوجيهات السياسية من القادة والتحركات التي ستتم ومن ثم تنطلق أعمال القمة وهو مايؤدي إلى أن تكون نتائجها أفضل من العكس”.
وحول عوامل نجاح القمة قال محي الدين : “من الممكن الحديث عن تخفيض الانبعاثات والعمل عليه ولكن تحديد المسؤولية يبدأ ممن تسبب في ذلك هل هي الدول الأفريقية التي تشكل مجتعمة أقل من 3% أم الولايات المتحدة المشاركة بنحو 25% من تلك الانبعاثات أم الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة التي تتستضيف القمة بالمشاركة مع إيطاليا ؟ أم الصين التي تشكل نحو 13-14% من تلك الانبعاثات ؟
المسؤولية تضامنية جماعية في مواجهة الانبعاثات لكن تحديد المسؤولية مهم جداً
وأضاف: “إذا كانت تلك الانبعاثات ضارة ومخطر لكن تحديد المسؤولية مهم وهي تضامنية جماعية لكن الأعباء تختلف”.
وشدد على أن المسؤول عن تلك الانبعاثات عليه الدور والعبء الأكبر.
وانتقدا ما أسفرت عنه اجتماعات دول العشرين التي تمثل نحو 80% مجتمعة من تلك الانبعاثات حيث كان من المنتظر من قمتها أن تقدم التزامات أكبر في هذا الشأن.
محمود محي الدين : حتى يتكيف العالم مع المتغيرات المناخية مطلوب 100 تريليون دولار
وأوضح أن ما أسفرت عنه قمة مجموعة العشرين قد يكون مؤشراً على مدى نجاح قمة المناخ قائلاً : “ملف التمويل من الملفات المهمة وعندما نتحدث عن حزمة 100 مليار دولار الحائرة بين الدول المتقدمة والنامية منذ عام 2009 إبان قمة كوبنهاجن حيث قيل وقتها أن الدول المتقدمة سوف تلتزم بتقديم 100 ميلار دولار للدول النامية .. وحتى هذه اللحظة لم يأت منها شيئاً”.
وأبان أن حزمة 100 مليار دولار كان يبنغي أن تأتي بشكل متواتر ومتزن بما يحقق التوازن بين تخفيف وطأة هذه التغيرات بالاضافة للتكيف سواء من خلال الاستثمارات في الطاقة المتجددة أو حماية المجتمعات المعرضة للخطر.
وأضاف: “التقارير تقول أننا وصلنا إلى 80 مليار دولار لكن في الواقع أن تلك العملية الحسابية تتم بشكل يحمل في طياته قدر من المجاملة وفي أفضل التقديرات فهذه الخطمة لم يصل منها سوى 60%”.
وأوضح أن قيمة 100 مليار دولار التي أطلقت في عام 2009 لم تعد كافية في قمة كوب “26 ” وتحتاج المراجعة وقد يتم مراجعتها في عام 2025.
وقال: ” لو تحدثنا عن المطلوب حتى يتكيف العالم مع تلك المتغيرات فنحن نتحدث عن 100 تريليون دولار وإذا كنا لم نسنتطع تدبير 100 مليار دولار فكيف سنواجه تلك الاحتياجات المستجدة وهي تنقسم إلى استمارات عامة وخاصة وداخل الدول نفسها “.