محمود محيى الدين: سنجد أنفسنا الفترة المقبلة أمام «أغنياء كورونا»

أزمة فيروس " كورونا " التى يشهدها العالم حاليا لفتت الانتباه إلى واحد من الدروس المستقبلية

محمود محيى الدين: سنجد أنفسنا الفترة المقبلة أمام «أغنياء كورونا»
جهاد سالم

جهاد سالم

4:59 م, الأحد, 5 أبريل 20

قال الدكتور محمود محيى الدين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون التنمية المستدامة ، إن أزمة فيروس ” كورونا ” التى يشهدها العالم حاليا لفتت الانتباه إلى واحد من الدروس المستقبلية.

وقال محيي الدين إنه كما كنا أمام أغنياء حرب فى بعض الفترات سنجد أنفسنا الفترة المقبلة أمام “أغنياء كورونا”

وأوضح أن الدروس المستقبلية تتمثل في كيفية اهتمام العالم بالنظام الصحي العام والصحة الوقائية والرعاية الصحية الأولية وكذلك نظام التأمين الصحي الشامل للجميع.

الأزمة جعلت النظام الصحى والطبى محل اهتمام العالم

ونوه إلى أن هذه الأمور لابد أن تكون محل اهتمام الدولة المصرية ونصب أعينها في استشراف المستقبل .

ولفت محيى الدين خلال لقائه بمجلس أمناء وأساتذة وطلاب جامعة النيل الأهلية برئاسة الدكتور طارق خليل، في بث حي مباشر عبر الحواسب والهواتف الذكية، إلى أننا أمام ما يطلق عليه ” العاصفة الكاملة ” التى تتطلب من الجميع آليات تعامل مختلفة بل الاستعداد لما بعدها .

وكشف د. محمود محيى الدين، في لقائه على الهواء من نيويورك في محاضرته التى حملت عنوان: “مواجهة العاصفة الكاملة : اقتصاد العالم ما بعد كورونا ” عن ما يسمى “الوجه الآخر” لشكل العالم ، وكيفية الاستعداد لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقال إن هذه الأزمة وما نحن فيه الآن تحدثنا عنه منذ عامين فيما سمى ” المربكات الكبرى ” وكانت مرتبطة بالتغيرات التكنولوجية.

واستكمل أنه كان على المحك قضايا لم تكن محل اهتمام عالمى كما هي الآن ، لكنها كانت محل اعتبار فيما تعرض له العالم من أزمات صحية آخرها كانت من 2014 وحتى 2016 المتعلقة بمرض ” الأيبولا ” ومن قبلها فيروس ” سارس “.

واشار إلى أنه يجب ألا نتناسى قيام مؤتمرات دولية كبرى في العالم بمناقشة ما تعلق بالتغيرات السكانية والتحضر السريع الذى أسفر عن آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة وكذلك التغيرات فى المناخ.

واستكمل : لنجد أنفسنا أمام تغيرات في الاقتصاد العالمى واتجاهه ناحية الشرق، بل لاحظ الجميع وقتها تحرك مركز جاذبية العالم ناحية الشرق خاصة بعد أزمة الأسواق الناشئة عام 1997 .

وإستطرد: بعدها أصبحنا أمام التقلبات الحادة التي شهدها سوق النفط ، بالاضافة إلى التحديات العالمية والهشاشة الاقتصادية والعنف حول العالم وتنامى النزاعات والصراعات ، والجدل حول مستقبل العولمة السابق على ما نحن فيه.

وقال إن كل هذه الأمور توقعتها تقارير منشورة فى مصر ومعظم الجامعات العالمية من 2016 وحتى 2019 خاصة بالتوقعات للاتجاهات العامة فى العالم .

وباء”كورونا” كانت متوقعا قبلها بأسابيع

وقال محمود محيى الدين إنه قبل أزمة فيروس ” كورونا ” بأسابيع ومع نهاية عام 2019 كانت هناك توقعات مستقبلية بأننا أمام “مربكات كبرى” وتوقعات بأزمة ديون وأزمات صحية سيئة بل أن البنك الدولي كان له توقع بأن الاقتصاد العالمي في حالة هشاشة .

وأعلن عدد من الخبراء في 2019 أن العالم على وشك الدخول في أزمة صحية كبيرة ووباء عالمي ولكن كانت العبرة المهمة في قدرة العالم على الاستعداد للتعامل مع الأزمة.

ولفت محيى الدين إلى مقالة مهمة منشورة في الدوريات العالمية لـ ” بيل جيتس ” تحدثت عن آليات خروجنا من هذه الأزمة من خلال استشراف أمور خاصة بالمستقبل بعد التعافى من جميع المشكلات الاقتصادية والسياسية والصحية .

ونوه إلى تحذير منظمة الصحة العالمية التي أكدت على انتشار فيروس كورونا حول العالم ، وذكر أن رقم المصابين بالفيروس في 28 يناير 2020 كان لا يتجاوز 80 ألف مصاب ، بينما اليوم تصل التقديرات العالمية إلى أكثر من مليون .

ولفت الي ان العالم كله أصبح في انتظار إعلان منظمة الصحة العالمية بأن هذا الوباء أصبح تحت السيطرة أو على الأقل تم التوصل إلى لقاح مناسب له وإلى أن تأتي هذه اللحظة فحالة الارتباك العام قائمة ومشروعة .

وقال إن هناك ميزات من وراء ما يشهده العالم من هذه الأزمة تتعلق بأن قطاع الرعاية الصحية سيأخذ وضعه في الاهتمام والرعاية وتدبير الأموال خاصة.

واستكمل أنه من المؤسف التبريرات التي جاءت من الدول المتقدمة بأنها لم تكن مستعدة لذلك لأنها لم تعرف أى أوبئة كبرى منذ الحرب العالمية الأولى مما دعاها إلى الاهتمام بالصحة العلاجية على حساب الصحة الوقائية، لكن ما حدث وضع الأنظمة الصحية العالمية جميعها في حالة مراجعة كبرى .

وكشف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون التنمية المستدامة، أن كبار الباحثين والعلماء والسياسيين في تقرير صادر سبتمبر 2019 أكدوا أن تصرفاتنا مع الأزمات الصحية تتراوح ما بين الاهمال والارتباك والفوضي .

وقال إن الوضع الاقتصادي العالمي كشفه تقرير سابق في يناير الماضي بأن الوضع هش وذلك قبل الإعلان أننا في حالة وباء.

واشار التقرير الي أن هناك خللا في الأسواق ونزاعات تجارية بين أقطاب التجارة العالمية وتراجع في نسبة التجارة لم يشهدها العالم منذ الأزمة المالية العالمية التي بدأت في 2008 – 2009

وأشار أن التوجه الاقتصادي العالمي كان بحاجة إلى أزمة من هذا النوع ليتم الإعلان أننا دخلنا في حالة ركود لا تقل عن ما شهدناه في أزمة 2008 وستستمر معنا لمدة عام تقريبا.

واشار إلي أنه حتى لو كانت هناك مقومات لسرعة الخروج من أزمة الركود ، حتى لا ندخل في مرحلة كساد كبيرة خاصة أن هذا الوضع يعيد بنا الأذهان وضع ما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية .

وقال: كنت قد أكدت في أكثر من مرة أن العالم في حالة ركود ينتظر الإعلان الرسمي وهو ما يستوجب إجراءات في السياسة الاقتصادية العالمية ونفس الأمر فيما يتعلق بالسياسة الصحية.

ورأى نائب رئيس البنك الدولي الأسبق، ووزير الاستثمار المصري الأسبق ، وأستاذ المالية بكلية الإدارة بجامعة النيل الأهلية ، أن هناك مشكلة بحاجة إلى تدخل سريع وعاجل وهي المتعلقة بالأمن الغذائي ومدى توافر السلع لأن خطوط الإنتاج معطلة بسبب حركة النقل والتداعيات الصحية.

وتابع: أصبحنا أمام مشكلات متعلقة بالعرض والطلب والديون وسنجد دول لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها وعدم قدرة البعض على السداد ، وتلوح في الأفق تلك المشكلات بالإضافة إلى المطالبات المتعلقة بجدولة الديون

وكشف محمود محيي الدين بأن الوضع العالمي ليس طيبا في تعامله مع الأزمة الحالية خاصة أن عام 2019 شهد عدة تحذيرات بأننا مقبلين على مشكلات.

واستكمل : للأسف الدول بشكل عام كانت قدرتها على المستجدات الخاصة بالتعامل مع الأزمة سواء كانت إيجابية أو سلبية ضعيفة لنجد أنفسنا أمام صدمات كبرى ومربكة وهي بمثابة اختبار شديد لتعامل الدول مع ما نحن فيه خاصة مع التوقعات بعدم العودة السريعة للنمو.

وإقترح بأن يكون موضوع الرعاية الصحية محل اهتمام من قبل دول العالم ومن بينهم مصر في مقابل أيضاً الاهتمام بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والأمن الغذائي .

من جانبه أعلن الأستاذ الدكتور حسن يوسف على، عميد كلية الإدارة بجامعة النيل الأهلية والأستاذ الفخرى للإقتصاد بجامعة ولاية أوهايو، في نهاية البث بأن المحاضرة القادمة في الموسم الثقافي للكلية ستكون عن الأستشرافات المستقبلية بعد أزمة كورونا.

وقال إن استخدام الأساليب التكنولوجية فى التواصل عن بعد والتى تستخدمها جامعة النيل منذ أكثر من سنتين ستجعلنا قادرين على استقطاب قامات عالمية بجميع المجالات فى المستقبل القريب.