محمد عبد المولى العضو المنتدب للشركة : بيت التأمين المصرى السعودى/ سلامة تدخل نادى المليار قريبا

عبد المولي: لا مستقبل لأى كيان دون عقول نابهة قادرة على أن يكون شعارها «الحياة بأسرها حلول لمشكلات وليس مشكلات لحلول» كما قال الفيلسوف الألمانى كارل بوبر

محمد عبد المولى العضو المنتدب للشركة : بيت التأمين المصرى السعودى/ سلامة  تدخل نادى المليار قريبا
ماهر أبو الفضل

ماهر أبو الفضل

8:10 ص, الأحد, 19 ديسمبر 21

أجري الحوار- ماهر أبو الفضل:

رغم احتفاظ شركة بمركزها الثالث عشر بين شركات تأمين الممتلكات العاملة فى السوق، خلال العامين الماليين 2018/ 2019 و2019/ 2020، والمركز الرابع بين شركات التأمين التكافلى التى تزاول نشاط الممتلكات أيضًا، فإن هذا الترتيب له دلالته، وهو أن حفاظها على مقعدها الرابع بين قائمة الخمس الكبار فى شركات التكافلى ممتلكات، يعكس عدم القدرة على تجاوز هذا الترتيب رغم أنها أول شركة تأمين تكافلى أنشئت فى السوق المصرية.

عفوا، الصورة ليست قاتمة كما قد يتصور البعض، فرغم احتفاظ بيت التأمين المصرى السعودى/سلامة بموقعها فإن ة ارتفعت- وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة من الهيئة العامة للرقابة المالية- لتصل إلى %2.2 فى 2020 بإجمالى أقساط مباشرة بلغت 438.5 مليون جنيه، مقابل حصة سوقية بلغت نسبتها 2.1 %فى 2019، بإجمالى أقساط مباشرة بلغت 377 مليونا.

التغير الجديد فى المشهد، هو وجود إدارة تنفيذية شابة، لديها رصيد من الخبرات لم يتكون فقط فى شركات التأمين متعددة الجنسيات، بل فى منافسة على كعكة الممتلكات بشكل عام وعلى التأمين التكافلى بصورة خاصة، مما يستدعى طرح سؤال شكلى عن موقع الحصة السوقية لشركة بيت التأمين المصرى السعودى من خريطة تلك القيادة الشابة، أقصد هنا محمد عبد المولى، العضو المنتدب الجديد، الذى لم يمر على تسلم مهام منصبه أكثرمن أحد عشر شهرًا أو عام على الأكثر.

والسؤال الجوهرى له علاقة بالسياسة الجديدة التى سيتبعها عبد المولى وفريق عمله فى الإدارة العليا؟ وماهية الفرص التى يبحث عنها؟ أقصد كوسيلة سهلة لجمع أكبر عدد من الأقساط بغض النظر عن فاتورتها؟ ومتى سيلجأ له متحوطًا من آثاره السلبية، أو يعرض عنه درءًا لمفاسد هذه الوسيلة؟

الحوار مع «عبد المولى»، ربما اتخذ إطارًا نفسيًا للخروج من نمط التقليدية والأسئلة النمطية التى تتمحور حول المستهدف من الأقساط والأرباح، ليس من قبيل نصب الشباك له بل للتعرف عن كيف يفكر؟ أو كما قال الفيلسوف اليونانى «سقراط» «تكلم حتى أراك»..

وإلى نص الحوار.

● «المال»: بيت التأمين المصرى السعودى أقدم شركة تأمين تكافلى فى مصر، تأسست قبل عقدين تقريبًا، هل ترى أن الشركة فى مكانتها المستحقة ؟ ومتى تكون راضيا عن أدائها؟

عبد المولى: رغم أن، تُعد أقدم وأول شركة تأمين تكافلى فى مصر، إلا أننا لسنا راضون عن مكانتها الحالية، وهى تستحق أن تكون فى مكانة أفضل وأسبق مما هى فيه.

ومنذ اليوم الأول لتبوء المنصب كعضو منتدب قبل عام تقريبًا، أوضحت لكافة العاملين فى الشركة أن جُل هدفنا سينصب على أن تكون الشركة فى مكانتها المستحقة بين شركات التأمين العاملة فى السوق، وهذا لن يتأتى بمعسول الكلام ولا التنظير الأجوف بل بالعمل والجهد المتواصل، والأهم الإيمان بهذا العمل والتخطيط المنضبط الحريص.

على كلِ، لقد بدأنا مشوار الألف ميل بخطوة، وأول خطوة هى العنصر البشرى، فى خطوة تستهدف التفتيش عن الفرص، لتعظيم المُتاح والقائم منها وتوليد الجديد، للوصول لحالة من الرضا.

نستهدف الحصة السوقية بشرط أن تكون مُعبرة عن جودة الإكتتاب

● «المال»: وكيف يتم ترجمة هذا الرضا، هل بالحصة السوقية أم بتحقيق نتائج فنية جيدة أم بالربح الكلى أم بالخدمة، ما أقصده كيف يُترجم هذا الرضا أو الوصول له؟

عبد المولى: ترجمة الرضا أن تكون الشركة نموذجًا للشركات الأخرى، سابقة عنها وليس لاحقة لها، تتميز بالخدمة، والنتائج بكافة جوانبها، وهو طمع مشروع وطموح لايمكن أن يتندر علينا أحد به.

كما أن الرضا أيضا يترجم بالمكانة قبل المكان، أى ، والتباهى بالكوادر الزاخرة فيها والانتماء لها، وتوفير المساحات بما يعطى الأريحية للعاملين فيها، وكذا الخدمات التى تقدم للعاملين والأجهزة المعاونة مثل الوسطاء والأهم الخدمات المقدمة للعملاء.

وبالنسبة للحصة السوقية، نحن نستهدفها ولكن الأهم منها أن تعكس جودة الاكتتاب ولن يتأتى ذلك دون انتقاء الخطر والتحوط فى سياسة القبول، فليس المهم أن تكون ضمن الخمس أو العشر الكبار، المهم دلالة هذا عمليًا فى نتائج الأعمال، كما قلت سلفا، والدلالة هى مؤشر الربحية، لأن الوصول إلى حصة سوقية بدون نتائج فنية مقبولة يعنى استنزاف الجهود والتكلفة الإدارية بلا داع، مثل الضجيج بلا طحين، والبيت السعودي/ سلامة ليست شركة حديثة العهد، ليكون هدفها الأول الحصة السوقية، وحتى وإن كان هذا المؤشر مهم لكن الأهم منه النتائج الفنية.

● «المال»: معنى ذلك أن الحصة السوقية ليست رُكن أساسى فى إستراتيجية «بيت التأمين»؟

عبد المولى: الأصل بالنسبة للبيت السعودى هو ، وكذا الربحية الكلية، لأنه لو لم يتم تحقيق ربحية من النشاط الفنى أو ما يُعرف بفائض الاكتتاب، ستكون هناك صعوبة فى تحقيق عوائد استثمار مناسبة، تُكمل الربحية، دون أن يكون الاعتماد الأساسى هو عائد الاستثمار.

● «المال»: هل يمكن مجازًا القول إن بيت التأمين المصرى السعودى ستتعامل وكأنها بلا ظهير استثمارى،وما أقصده أن يكون الاستثمار مُكملا وليس أساسيا للتحفيز على ضبط الاكتتاب ومؤشر التسعير للوصول بالربحية لمستوى مقبول فنيا؟

عبد المولى: من الصعوبة القول، إن بيت التأمين ستتعامل وكأنها بلا ظهير استثمارى، فالاستثمار مهم وهو أساس لكل شركات التأمين، لأنه يعوض العجز فى الاكتتابات، لاسيما مع المنافسة الشرسة فى السوق المصرية،وانخفاض مؤشر التسعير، ومن ثم فمن الصعوبة بمكان أن تغفل الاستثمار.

وحينما أقول إنه لايجب الاتكاء على ،ليس معنى ذلك إغفاله، ولكن نظرا لانخفاض العوائد بالأساس نتيجة انخفاض عوائد الأموال المستثمرة فى البنوك بسبب ضعف الفائدة مقارنة مع أوقات سابقة وكذا المشكلات التى تعانى منها البورصة.

وأود الإشارة إلى أنه من الطبيعى أن تحقق أرباحًا من نشاطها الرئيسى، لكن بسبب المنافسة الشرسة، توجد فروع تتكبد خسائر وأخرى مولدة للأرباح، وما يعوض الخسارة فى الفروع التى لا تحقق فوائض هو عوائد الاستثمار، فالتأمين والاستثمار نشاطان مكملان، ولا يجب إغفال أحدهما أو التركيز على أحدهما دون الآخر.

ومن وجهة نظرى توجد معادلة صعبة، أقصد تحقيق الحصة السوقية والربح أوالـ «profit » فى نفس الوقت، لكن إن كانت المعادلة صعبة إلا أنها ليست مستحيلة.

● «المال»: كيف ستحقق هذه المعادلة ولماذا لم تُحقق فيما قبل؟

عبد المولى: تحقيق هذه المعادلة لا يتم فى يوم وضحاها، أما عن سبب عدم تحقيقها فيما قبل، لايمكننى الحُكم على فترات سابقة لا أعلم تفاصيلها وطبيعة القرار ومحدداته خلالها، لكن وجب القول أن البدء متأخرًا لتحقيق المعادلة أفضل من أن لا تأتى بعد، وللوصول لهذا الهدف لابد من وضع خطة متوسطة وطويلة الأجل .

● «المال»: إذا كنت لا تريد الحكم على فترات سابقة وهذا حقك، لكن أليس من حقك أن تكون على عِلم بنقاط القوة والضعف فى البيت السعودى بحيث يتم تدعيم عناصر القوة ومعالجة عناصر الخلل أو الضعف؟

عبد المولى: ، ونقاط الضعف والفرص المتاحة، والبيت السعودى تعمل على تلافى نقاط الضعف، من خلال تدعيم عناصر القوة ومعالجة عناصر الخلل.

على كلِ، لا توجد شركة ليس لديها الفرص والتحديات معًا، وكل إدارة فى العادة يكون لها وعليها، وهذه القاعدة تنطبق أيضا على العضو المنتدب الحالى محمد عبد المولى، فأنا لست مستثنى منها، وهذا لايعنى خطأ الإدارة، ولكن لأننا بشر، ومن ثم فتفكيرنا سيظل نسبيا يحتمل الصواب والخطأ، لكن الأهم هو تصويب الخطأ، حينما نكتشفه وعدم المكابرة فيه، لأن «خير الخطائين التوابون»، أو بمعنى أوضح، تحسين ما مضى وترقب لما هو آت لتعظيم الفرص المتاحة وتوليد الأخرى الجديدة.

الإهتمام بالعنصر البشري وإضافة كفاءات جديدة لتدعيم الجانبين الفني والتسويقي

● «المال»: لن ننكأ جراح الماضى، ومن ثم فما هى أول خطوة فى مشوار الألف ميل؟

عبد المولى: أول خطوة هى العنصر البشرى، والذى يحتاج تطويرًا، وحقنه بعناصر جديدة أو تدعيم الشركة بعناصر وخبرات مختلفة وهو ما تم بالفعل، وأن تتسم هذه العناصر ببعض الصفات منها السمعة الجيدة، ولديهم علاقات بوسطاء تأمين مؤهلين، ويمتلكون فِكرًا غير نمطى، أى خارج الصندوق، ولديهم إمكانات فنية وتسويقية عالية، وأقصد هنا الموظفين الإداريين، بمعنى جلب كفاءات فنية تتمتع بخبرة تسويقية ولديها علاقات بمنتجين، ولديهم أريحية فى التعامل معًا.

● «المال»: ماذا تقصد بالأريحية فى التعامل بين الموظف الإدارى والكادر الإنتاجى أو التسويقى؟

عبد المولى: ترجمة الأريحية أن يكون الموظف الإدارى قادر على وليس العكس، لأن شركة التأمين تذليل العقبات للمسوقين أو المنتجين، أو بمعنى أوضح بناء الجسور معه لا الحواجز .

● «المال»: معنى ذلك أنك تراهن على الموظف المبتكر والخلاق وليس التقليدى أو النمطي؟

عبد المولى: بالتأكيد، لأن دورالموظف ومهمته، اختصار الإجراءات وتبسيط الخطوات بما يحقق الهدف، طالما أنها لا تخرج عنة، أى أن يقوم بتكسير تابوه النمطية، فلا مجال إلا للمبتكر، ولا مستقبل لأى كيان دون عقول نابهة قادرة على أن يكون شعارها «الحياة بأسرها حلول لمشكلات وليس مشكلات لحلول» كما قال الفيلسوف الألمانى كارل بوبر.

تفكيك مركزية القرار وتفويض بعض الصلاحيات للكوادر العليا بضوابط محددة

● «المال»: تقصد من ذلك أنك ستفكك المركزية أو أنك لن تسعى للإدارة المركزية أو تركز السلطات فى يد فرد أو مجموعة ضئيلة من الأفراد؟

عبد المولى: أولا من الصعوبة بمكان إدارة أى مؤسسة بفكر الفرد الواحد أو الأوحد «One man show» وقد نشأت فى بداية حياتى على هذا التفكير، اى تفويض الصلاحيات، لأن تفويض الصلاحيات سيحقق هدفين، الأول منح الثقة للموظف بما يجعله قادرا على تحمل المسئولية وشعوره بأنه جزءًا من كل وليس مجرد منفذ، والثانى الوصول للهدف بأقصر الطرق وأبسطها وليس أعقدها.

وبالمناسبة هذا الفكر تعلمته من الكيان الذى كنت أعمل به فى بداية حياتى وهو شركة« AIG » والتى أدين لها بالفضل فى تكوين رصيد من الخبرات المتراكمة لدى سواء إداريا أو فنيا، ومن أهم دروسها تفويض الصلاحيات واللامركزية فى الإدارة .

خلاصة القول أن اللامركزية التى أعنيها،هى ، وأن يضطلع بكامل مسئولياته فى ضوء الأهداف الرئيسية الموضوعة والإستراتيجية المستهدفة، وفى النهاية يتم التقييم بناء على النتائج.

● «المال»: أتعنى أن وظيفة العضو المنتدب من وجهة نظرك هى وضع الإستراتيجيات بحيث يتم تنفيذها من خلال العناصر التنفيذية؟

عبد المولى: بالتأكيد فنظرية الرجل الأوحد أو «one man show» لن تؤدى إلى شيئ.

● «المال»: ألا يمكن القول إن تركز السلطات والقرارات فى يد العضو المنتدب ببعض الشركات مبعثها أنه مسئول بمفرده أمام مجلس الإدارة والمساهمين؟

عبد المولى: قد أتفق معك، فى حالة ما إذا تم توزيع الاختصاصات أو تفكيك المركزية بشكل عشوائى، أو توزيع الصلاحيات بلا ضوابط، كما أنه من الأفضل وضع ضوابط واختصاصات والأهم انتقاء العناصر المخول لها هذه الصلاحيات، وأن يكون هناك رصيد من الثقة فى القدرات الفنية والإدارية.

● «المال»: معنى ذلك أنك تبحث عن أهل الكفاءة وليس الثقة؟

عبد المولى: لايمكن الاختلاف أو الخلاف على ذلك فالكفاءة تسبق الثقة، لكن لو كان أهل الكفاءة هم أنفسهم أهل الثقة، نكون قد جمعنا الحسنيين، أما إذا كانت المفاضلة بين الكفاءة والثقة ستكون الكفاءة هى الكًفة الرابحة، لأن أهل الثقة فقط يعنى هدم الكيان بمن فيه وعليه.

● «المال»: قلت إن هناك موجة شديدة من المنافسة، وفى الوقت ذاته تسعى إلى تعظيم الربحية الفنية دون التنازل عن الوصول بالشركة لحصة سوقية تلائم إمكاناتها، فكيف تتحقق هذه المعادلة؟

عبد المولى: المعادلة صعبة، لكن ليست مستحيلة، فإن تحقق ربحًا دون، لابد من وجود خطة خلاقة، ولكن الأهم من ذلك أن يكون لديك رصيد من الثقة بين العملاء، وهذا لن يتأتى دون الاهتمام بملف التعويضات، كونها أساس شركة التأمين، فنشاط أى شركة تأمين هو بيع «الوعد» أى الوعد بالتعويض، وإن لم تف بهذا الوعد تكون قد فقدت أهم بل النشاط الأهم والرئيسى لك، فتغطية الخطر ليس ذات جدوى إن لم يُترجم لتعويض مُسدد، طالما أنه يتسق مع شروط الوثيقة.

التركيز علي ملف التعويضات وتحسينها لأنها العنوان الأبرز لكسب ثقة العملاء

● «المال»: أتقصد أن التعويضات هى كلمة السر؟

عبد المولى: بالتأكيد، فالبداية تكون بتحسين التعويضات، وتحسين الخدمة وانتقاء العناصر القادرة على التعامل مع التحديات، لتبنى الجسور لا الحواجز مع العميل، بالإضافة إلى إدخال التكنولوجيا فى العمل، خاصة فى التعويضات، ووجود «call center» للرد على كافة الاستفسارات سواء للعميل أو للوسيط، وهو ما يتطلب تدريبًا مكثفا للعناصر البشرية، مع تجنيب بعض الأموال لتوقع زيادة ، وهى ضريبة أو فاتورة مستحقة فى طريق تحسين التعويضات والمقصود بها صرف التعويض فورا بشرط توافر شروط الاستحقاق فى الوثيقة، لأن الخسارة فى البداية بهدف تحسين التعويضات هى خسارة مؤقتة ويتم تعويضها بثقة العملاء على المدى المتوسط والطويل.

● «المال»: هل هناك نماذج لشركات اتخذت نفس الأسلوب أم أن هذه الخطة تتناسب مع ظروف البيت السعودي؟

عبد المولى: توجد تجارب بالفعل ومنها إحدى الشركات متعددة الجنسيات والتى وضعت خطة توقعت خلالها تكبد خسارة لمدة ثلاث سنوات فى فرع تأمينى معين، ولكن بعد هذه المدة نجحوا فى تبوء المركز الأول على مستوى السوق، وتمكنوا بعد ذلك من فرض السعر العادل والحقيقى، لوجود إرث من الثقة تم تكوينه خلال سوابق سنواتهم الذى تم فيها تحسين التعويضات وهى العنوان الأبرز للخدمة.

وأود الإشارة هنا إلى أن جنى الثمار لابد وأن يسبقه تحمل التكلفة، بمعنى أن تحسين التعويضات أو خدمة التعويضات يتطلب تحمل تكلفة الخسارة مؤقتا، والخسارة هنا هى تكلفة التعويضات نفسها، ومن هذا كله يمكن القول إن مكاسب قليلة تتسم بالاستدامة أفضل كثيرا من مكسب سريع يلحقه خسارة متواصلة.

الخسارة المقصودة ليس فقط على المدى القريب والتى يمكن تعويضها، لكن الخسارة الأكبر تعنى فقد ثقة العميل فى الشركة والتى ستترجم بطبيعة الحال فيما بعد فى صورة تدنى أقساط أو قبول أخطار رديئة، وكذا تعويضات متراكمة وبطء فى سدادها، وهو ما يخصم من رصيد شركة التأمين بشكل مباشر والسوق بشكل عام على المدى المتوسط والطويل.

وبذلك يمكن القول تلخيصًا، إن تحسين التعويضات هى خير سفير لشركة التأمين.

● «المال»: قلت إنك تعيد بناء الشركة والبداية كانت بضخ دماء جديدة واستقطاب كوادر لديها كفاءة عالية، لكن يتردد أن دخول عبد المولى البيت السعودى كان سببا فى خروج عناصر منها تتسم بالكفاءة ، بسبب رفض «عبد المولى» كوافد من الخارج أو عدم قبولهم لتوجهه ورؤيته؟

عبد المولى :لن أختلف معك فى استقالة بعض العناصر، لكن السؤال هل هذه العناصر لم تعمل فى أماكن أخري؟ والإجابة، إنهم انتقلوا من البيت السعودى لشركات أخرى، وبطبيعة الحال قمت باستقطاب عناصر من شركات أخرى، وأزعم أن رد هذه الشركات كانت باستقطاب عناصر من البيت السعودى، فانتقال العناصر من شركة لأخرى أمر طبيعى خاصة إذا كانت الانتقالات لوجود مزايا إضافية لهم وليس بسبب عدم وجود بدائل.

● «المال»: هل هذا يعنى إلغاء العاطفة فى الحفاظ على العنصر البشرى طالما أنه لا يقبل التوجهات الجديدة؟

عبد المولى: لست صلدًا، لكن أو الرئيسى فى اتخاذ القرار، قد يتم إعمال العاطفة فى أحيان كثيرة بشرط عدم تأثيرها على الشركة ومستقبلها واستقرارها، لأن إلغاء العقل كليًا سيؤدى إلى نتائج وخيمة لكافة العاملين فى أى شركة، فالعقل مطلوب ومهم دون إلغاء العاطفة كملح للعلاقات الإنسانية.

نستهدف 650 مليون جنيه أقساط مباشرة العام الحالي ونسبة النمو 20 %

● «المال»: وماذا عن المستهدف العام الحالي؟

عبد المولى : نستهدف 650 مليون جنيه أقساطا فى نهاية يونيو المقبل،مقابل 543 مليونا محققة فى يونيو 2021، أى نسبة النمو تلامس 20%، ونسعى لدخول نادى المليار جنيه أقساط مباشرة خلال السنوات القليلة المقبلة.

يمكن اللجوء لأسلوب المنافسة السعرية إذا كان الخطر جيدا جدًا

● «المال»: متى تنافس «البيت السعودى» سعريًا على خطر تأمينى أو متى تلجا للمنافسة السعرية بشكل عام؟

عبد المولى: لو كان الخطر جيدا جدًا، على سبيل المثال وليس الحصر التأمين على مبنى إدارى ضد الحريق أو السطو.

● «المال»: ولكن يظل الخطر التأمينى متوقع الحدوث بغض النظر عن ماهيته أو طبيعته؟

عبد المولى: اتفق معك ..ولكن قلت المنافسة السعرية قد نلجأ إليها إذا كان الخطر جيدا جدًا وفقا لتقارير المعاينة، هذه نقطة، النقطة الثانية أن شركة التأمين لديها اتفاقية إعادة تأمين والاتفاقيات لا تُحدد أسعار، وبالنسبة للمخاطر ذات مبالغ التأمين الضخمة لايُتخذ فيها قرار بالتسعير المنفرد بل بعد دراسة جماعية من الإدارات المختصة.