محمد سلطان.. (بواقى) مواطن مصرى

12:31 م, الأربعاء, 21 يناير 15

جريدة المال

المال - خاص

12:31 م, الأربعاء, 21 يناير 15

إيمان عوف

صورة مؤلمة.. وجه شاحب… وعيون مغمضة… بواقى مواطن مصرى يحمل اسماً مصرياً خالصاً يدعى «محمد سلطان»، ذلك الشاب الذى طالما حلم بالحرية، التى قد تختلف أو تتفق معها، ولكن الحلم غالبه.. راوده عن حياته وشبابه الذى أراد أن ينطلق فى وطن يخلو من الظلم والظلام… فى الصورة شاب لكن عمره ألف عام.. الدماء تسيل من فمه.. لن يدخرها أو يتراجع عنها فداء لحلمه بالحرية، فهى كانت متاحة ومباحة لكل من رفض حلمه فى الأيام الأولى من الثورة وإلى الآن.. عينان بالرغم من أنهما مغمضتان لكنهما توحيان بعمق الحلم وسريانه فى الدماء التى تتساقط نقطة تلو الأخرى. 

كانت أمامه الفرصة سانحة… أن يبقى فى أمريكا التى يحمل جنسيتها مع جنسيته المصرية.. لكن هناك شيئاً ما، لا يعلمه إلا القليلون جذبه واتاهه فى وطن لا يعلم معنى أن يحبه أبناؤه. 

360 يوماً تحكيها لقطة لمصور… وخلافات سياسية بين مؤيدين للإخوان ومعارضين لهم، رافضين للسيسى ومؤيدين له.. تيار ثالث… ومحبطين.. لكن لا أحد أجهد نفسه فى أم يسأل «بماذا يفكر سلطان الآن»، وهو بين عالمين…الموت أو الحياة.. هل هو حزين على حلمه… أم نادم على إصراره… هل يتذكر صور أحبائه وهم يبكونه حياً، هل يتذكر وقفته مع رفاق الأمس وأعداء اليوم بميدان التحرير… هل تمنحه فرحة إسقاط مبارك فى الـ11 فبراير 2011 قبلة جديدة للحياة.. هل تبكى عيناه المغمضتان حزناً على مينا دانيال.. والشيخ عماد عفت، هل يتذكر حبيبته بعدما ضجت من إصراره على الإضراب عن الطعام عاماً كاملاً.. هل يعرف سلطان أنه بعد أيام قليلة ستأتى الذكرى الرابعة للثورة.. وقد تحولت لعيد للشرطة… هل علم أن مبارك حصل على البراءة… هل هو حزين أم أن روحه ارتقت وجسده تمتع بخفة لم يتمتع بها من قبل، فهو تخلص من كل ما يخص الحياة سوى حلم بسيط.. أم أن الأحرى أن نسأل هل ما زال سلطان يحلم أم الحلم قد كف؟!

جريدة المال

المال - خاص

12:31 م, الأربعاء, 21 يناير 15