محمد رياض: أجري عن «لن أعيش في جلباب أبي» لم يتعد 6 آلاف جنيه

سعيد باحتفاظي بحب الجمهور لي وتوهجي الفني حتى الآن

محمد رياض: أجري عن «لن أعيش في جلباب أبي» لم يتعد 6 آلاف جنيه
أحمد حمدي

أحمد حمدي

2:01 ص, الجمعة, 26 يونيو 20

حالة درامية نادرا ما تتكرر كل 25 عاما في تاريخ الدراما المصرية ، وهي توحد الجمهور المصري مع مسلسل لن أعيش في جلباب أبي وتحقيقه نجاحا كبيرا ومشاهدة عالية في كل مرة يعرض فيها على القنوات الفضائية المختلفة ، لكن هذه المرة تطور الامر بتحقيق المسلسل تريند رقم 1 على تويتر مؤخرا بعرضه على شاشة دي ام سي دراما برغم مرور 25 عاما على تقديم المسلسل الذي قام ببطولته الفنان الكبير الراحل نور الشريف وعبلة كامل والفنان محمد رياض صاحب شخصية ” عبد الوهاب ” التي اثرت في الكثير من الشباب في البيوت المصرية في هذا المسلسل .

” المال ” حاورت الفنان محمد رياض أحد أبطال جلباب أبي الذين حققوا شهرة كبيرة من هذا المسلسل ورأيه في تحقيق العمل تريند اليومين الماضيين وتعاونه مع بعض المؤلفين والمخرجين في مشواره الفني ، والادوار التي قدمها في التلفزيون وعلاقته بالفنان ياسر جلال صديق ورفيق مشواره الفني.

أعرب الفنان محمد رياض في بداية حواره للمال عن سعادته بتحقيق مسلسل لن أعيش في جلباب أبي حاليا التريند بعرضه على شاشة دي إم سي دراما، برغم مرور 25 عاما على العرض الأول له وذلك لم يحدث في تاريخ الدراما العربية لأي مسلسل .

واكد رياض ان السبب يرجع لأن المسلسل توافرت فيه عناصر كثيرة ، اهمها انه قصة عن الاديب الراحل احسان عبد القدوس وهي رواية لاتتعدى 50 صفحة لكن السيناريست مصطفى محرم بعبقريته وهو من أهم مؤلفي الدراما في مصر استطاع أن يصيغ هذه الرواية بطريقة مميزة واحتفظ بنفس اسم الرواية، لدرجة أنه في البداية المخرج أحمد توفيق كان متخوفا ان يكون اسم المسلسل صعب على الجمهور ” لن أعيش في جلباب أبي” ورغم ذلك تم الاحتفاظ بالاسم.

ولفت إلى أن موضوع وقصة المسلسل كان يمس كل بيت مصري في تلك الفترة وبعدها، لأنه لايوجد بيت في مصر ليس فيه شخصية “عبد الوهاب” التي قدمها في المسلسل سواء الابن او الاخ لأنه موضوع متجدد وقضية انسانية، إضافة لقضية صعود رجل أعمال من الصفر حتى أصبح قوة اقتصادية كبيرة جدا باجتهاد شديد ودون اي انحراف.

وهناك رجال أعمال كثيرون مثل عبد الغفور البرعي في مصر ، فهو قدم نموذجا مختلفا لرجل الاعمال لانه كان يتم دائما تقديم نماذج رجال الاعمال المنحرفين حتى يصلون للقمة والشهرة والمال ، مضيفا ان البيت المصري بطبقته الوسطى الموجودة بكل تفاصيله فكان مسلسلا حقيقيا بكل تفاصيله سواء كادراته واختيار فريق العمل كان مناسبا جدا للقصة ، ووجود مخرجا كبيرا كان عظيما مثل احمد توفيق والفنان الكبير الراحل نور الشريف .

سعيد باحتفاظي بحب الجمهور لي وتوهجي الفني حتى الآن

وأوضح ايضا انه كان عملا دراميا متكاملا بجميع عناصره ، برغم أنه واجه ظروفا صعبة للغاية وقتها لا يعلمها الكثيرون، حيث كان يتم التصوير في ستوديو بدائي للغاية وبرغم ذلك حقق المسلسل نجاحا منقطع النظير وأصبح بمثابة ايقونة الدراما المصرية.

وشدد رياض أن المسلسل لا ينافس أعمالا درامية اخرى حاليا لتحقيقه التريند وإنما هو رقم 1 بعد 25 عاما ، لذلك يجب على صناع الدراما المصرية دراسة هذه الظاهرة الفريدة من نوعها والتوقف عندها لأنه ليس مجرد نجاح مسلسل تليفزيوني، بل لان عدد مرات عرض المسلسل حوالي 3000 مرة في القنوات الفضائية ويحظى دائما بمشاهدة عالية ومازالت الجماهير مرتبطة به جدا حتى الان والاجيال تشاهده بنفس الحماس والشغف ومؤثرا في الجمهور بنفس القوة.

لذلك على شركات الإنتاج أن تقدم أعمالا درامية تعتمد على الموضوع بدرجة كبيرة والبطولة الجماعية ايضا ، مضيفا انه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية اليومين الماضيين من أجل تهنئته بعد 25 عاما على مسلسل لن أعيش في جلباب ابي كانه لاول مرة يعرض على القنوات الفضائية .

وعن رأيه في الدراما المصرية الفترة السابقة قال رياض : الدراما مازالت بخير وقدمنا مسلسلات جيدة في الموسم الدرامي الاخير منها الاختيار و100 وش والبرنس ونحب تاني ليه .

وعن الأدوار التي قدمها في مشواره الفني مقارنة بجلباب ابي قال : أصنف هذا العمل بأنه الأهم وساهم في وصول شهرته كفنان عربي وجميع الوطن العربي كان له مكانة فيه ، برغم أنه قدم حوالي 137 عملا فنيا مؤكدا انه لو تم حصر أهم 30 عملا في الدراما المصرية السنين الماضية فسيكون من نصيبه حوالي 20 عملا منهم على الاقل ، لافتا إلى أن جلباب ابي كان بوابة مرور له في كل الدول العربية .

أما فيما يتعلق بالتعاون مع بعض المؤلفين والمخرجين الكبار في مسيرته الفنية فقال : تعاونت بالفعل مع مخرجين ومؤلفين مهمين جدا مثل رباب حسين ومصطفى محرم وغيرهم واستفاد منهم الكثير على المستوى الفني والانساني .

ياسر جلال ظلم في حياته وكان يستحق البطولة من 10 سنوات

وكشف الفنان محمد رياض ايضا انه تم التفكير في فترة معينة في تقديم جزء ثان من لن اعيش في جلباب ابي ، لكن لم يكن الحماس لذلك كبير ، لاسيما ان هناك مسلسلات ضعف نجاحها وبريقها مع الجمهور حينما قدم منها اجزاء اخرى حيث لم تحقق الاجزاء الثانية نفس مستوى نجاح الجزء الاول منها .

وعن اختياره لأدواره الفنية أعرب عن كونه محظوظا نوعا ما في ذلك ، برغم انه في بدايته الفنية لم يكن يستطع اختيار ما يريد تقديمه لكنه كان محظوظا بتبني المخرج أحمد توفيق له في بداية مشواره الفني وكان صاحب فضل كبير عليه وكذلك المخرج إسماعيل عبد الحافظ .

وقال ايضا إن جلباب ابي وغيره من الاعمال الدرامية المصرية التي قدمت في تلك الفترة تحديدا ، ساهمت بدرجة كبيرة في تعريف الوطن العربي بتفاصيلنا كمصريين ولهجتنا وعاداتنا ومبادئنا حيث كانت الدراما المصرية في ذلك الوقت عظيمة حقا.

وكشف محمد رياض عن بعض كواليس جلباب ابي بعد سنين طويلة فقال : هذا العمل لايعرف الكثيرون أنه تكلف إنتاجيا مليونا و200 ألف جنيه فقط وفي ذلك الوقت لم يكن رقما كبيرا، مؤكدا أن أجره عن دوره في المسلسل كان 6500 جنيه تقريبا بما يعادل حاليا 120 ألف جنيه وهو أجر قليل جدا، مضيفا أن الأجر الذي تقاضاه وقتها قام بالإنفاق من جيبه عليها حتى يستطيع شراء ملابس جديدة لشخصية “عبد الوهاب” لانه كان مضطرا لذلك للظهور بأطقم ملابس جيدة وهو عائد من أمريكا، فكان ثمن البدلة التي يشتريها وقتها بحوالي 550 جنيها من منطقة المهندسين وكان يشتري وقتها 4 بدل حتى يظهر بهم في مشاهد مختلفة، مؤكدا انه أنفق من جيبه 4 أضعاف أجره في المسلسل من أجل شخصية ” عبد الوهاب”، بمراحلها المختلفة لافتا إلى أن الأجور اصبحت اعلى بكثير حاليا في المسلسلات من تلك الفترة .

أما فيما يتعلق باراء الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي حاليا اثناء عرض المسلسل على دي ام سي بشان ملابس الكثير من شخصيات جلباب ابي الملفتة للنظر خاصة الموظف “فهيم افندي ” والملابس البلدي التي كانت ترتديها الفنانة عبلة كامل، حيث لم يكن موجودا وقتها “ستايليست” ولا “ارت director” لدرجة أن فاطمة كشري كانت لاتستطيع رفع يديها من كم الذهب التي تلبسه في المسلسل وهي تفاصيل صغيرة كانت تهتم بها رباب حسين وقتها، وكان عبد الوهاب يرتدي ملابس سوداء مناسبة لحالته النفسية في المسلسل فكان “سايكو” وشخصية صعبة للغاية وساعده في ذلك المخرج أحمد توفيق كان ممثلا ومخرجا عبقريا .

وعن ذكرياته في المسلسل والمواقف التي لاينساها في كواليسه قال الفنان الكبير، انه لم يكن يقوم بعمل مكياج للشخصية التي يقدمها لكن كان في مشهد الفرح الخاص به من “روزالين ” التي قدمتها الفنانة ايناس مكي قال له الماكيير الخاص بالمسلسل “أن يضع بعض الفاوندشين ” من أجل حفل الزفاف فوافق على ذلك وكانت لأول مرة يجلس على طاولة المكياج وحينما شاهده المخرج أحمد توفيق رفض بشدة ماقام به قائلا “روح اغسل وشك وتعالالي”.

وعن كواليس فريق العمل قال ايضا : كان اسمه “ديك البرابر” لأنه كان الرجل الوحيد على كل أخواته البنات فكان الابن المدلل في الأسرة المصرية ، وكان يحدث ذلك معه في الاستوديو، مضيفا كان الجو أسري منضبط في الكواليس كانت هناك جدية شديدة في العمل وذلك سمات لوكيشين المخرج أحمد توفيق ورباب حسين والفنان الراحل نور الشريف وكانت الفنانة عبلة كامل وجميع الممثلين مرحين جدا في الكواليس .

وعن الأصداء التي تلقاها اليومين الماضيين عن عرض المسلسل، أكد أن التعليقات التي جاءته على مواقع التواصل الاجتماعي أدهشته حقيقة، حيث احتفت السوشيال ميديا بهذا المسلسل بصورة غير متوقعة أبدا، لاسيما أن قضية المسلسل بان كل اب ناجح يريد ابنه ان ينجح لنفسه وليس على حساب نجاح ابيه ، فكان يتلقى تعليقات من الكثيرين من الشباب على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي انهم مثل شخصية” عبد الوهاب ” وواجهوا نفس مشاكل الشخصية فهي قضية لن تموت، كذلك نوع التربية في البيت المصري كانت بصورة معينة .

واوضح كذلك أن وقت عرض جلباب أبي في ذلك الوقت كان يعرض بجانبه، مسلسل نصف ربيع الآخر للفنان الكبير يحى الفخراني والهام شاهين ومنى زكي وأحمد السقا وحنان ترك ، وحقق نجاحا كبيرا وقتها لكن جلباب ابي كان تاثيره اكبر في الجمهور .

أما عن كونه راضيا عن المكانة الفنية التي حققها في مشواره الفني قال رياض : قدمت حوالي 130 مسلسلا وكنت اقدم حوالي 7 مسلسلات في السنة ولن يستطيع احدا تقديم هذا الكم والجودة في نفس الوقت واعتز بجميع المسلسلات التي قدمتها السنين الاخيرة مثل ” رحيم ” الذي قدمته مع الفنان ياسر جلال ولعبة ابليس وكفر دلهاب وغيرها .

وعن علاقته بالفنان ياسر جلال ومدى تحقيق الاخير نجاحا كبيرا السنين الاخيرة قال : ياسر ظلم كثيرا في مسيرته الفنية وكان يستحق أن يحصل على البطولة قبل مسلسل “ظل الرئيس بعشر سنوات” وهو طيلة عمره بطلا وقدم أفلاما سينمائية كثيرة لكن لكل فنان وقت معين والأمور لاتحسب بهذه الطريقة، مشيرا انه كمحمد رياض ما زال باقيا في ذاكرة الجمهور حتى الآن بنفس التوهج الفني ومقدار حب الناس له وهي نعمة كبيرة من الله .