توقع محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة “أليانز” أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي “المركزي الأمريكي” أسعار الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس (نصف نقطة مئوية) هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يعقد المركزي الأمريكي اجتماعه القادم في 14 و15 يونيو الجاري.
توقعات متحفظة
وتعتبر توقعان العريان برفع الفائدة 50 نقطة أساس “متحفظة” مقارنة بتوقعات أخرى ترى أن المركزي سيأخذ منحا أكثر تطرفا في تشديد السياسة النقدية، استنادا إلى أرقام التضخم الأمريكية التي قفزت إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عاما.
ووفق بيانات تم الكشف عنها أمس الأول، وصل مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في مايو الماضي إلى 8.6% بشكل فاق التوقعات.
ويقول العريان إن هذا الرقم مرشحا للقفز إلى 9% متحديا إجراءات مجلس الاحتياطي.
خطر الركود
ولفت العريان الذي يشغل أيضا منصب رئيس كلية كوينز بكامبريدج، إلى أن مخاطر الكرود أيضا بدت أكثر تهديدا في الوقت الحالي.
وتابع العريان في لقاء تلفزيوني مع شبكة CBS الإخبارية: “أعتقد ان علينا أن نكون أكثر تواضعا فيما يتعلق بمدى ما نعرفه عن دورة التضخم هذه.. أخشى أن الأمور ستزداد سوءا”.
وجدد كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز انتقاداته بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي “تخلف” عن مجاراة هدف التضخم.
وقال العريان “نحن الآن في فترة تضخم مصحوب بالركود مع وجود خطر استمرار التضخم الذي ينتهي به الأمر إلى دفع الاقتصاد الأمريكي نحو الركود.. أفضل سيناريو هو أن يستعيد الاحتياطي الفيدرالي السيطرة على التضخم ويحقق ما يسمى بالهبوط الناعم”.
ويشير التضخم المصحوب بالركود إلى تزايد معدلات البطالة إلى جانب الارتفاع الحاد في الأسعار، بينما يستخدم الاقتصاديون المصطلح على نطاق أوسع للإشارة إلى الفترة التي يظل فيها التضخم أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي في حين يتباطأ الاقتصاد أو حتى ينكمش.
أما الهبوط الناعم فيشير إلى تحكم السلطات النقدية في التضخم عبر تباطؤ تدريجي في النمو الاقتصادي يتجنب الركود. ويكون الهبوط الناعم هدفا للبنوك المركزية عندما تسعى رفع أسعار الفائدة بما يكفي فقط لمنع إنهاك الاقتصاد والسيطرة على التضخم المرتفع دون التسبب في انكماش حاد.
وقال العريان “لسوء الحظ ، ميزان المخاطر يميل بطريقة سلبية نحو الركود في الوقت الحالي”.
نقطة مضيئة
وأشار العريان إلى قوة معدلات التشغيل الأمريكية باعتبارها “نقطة مضيئة تبعدنا عن الركود الآن. موضحا: “هذا هو السبب في أن الركود لا يزال سيناريو مستقبلي خطر وليس أمرا أكيدا”.