محمد العريان : واقعنا المؤلم فرض علينا العيش في حي محفوف بالتحديات العالمية

حيث تكمُن وُعُورَة هذه الرحلة في الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي والتمويل العالمي

محمد العريان : واقعنا المؤلم فرض علينا العيش في حي محفوف بالتحديات العالمية
منتصر عبد الجابر

منتصر عبد الجابر

3:08 م, الأحد, 23 أكتوبر 22

ألقى الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، كلمة مسجلة، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي (مصر -2022)، الذي بدأت فعالياته صباح اليوم بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور كبار المسئولين والوزراء ونخبة من الخبراء والمختصين بالشأن السياسي والاقتصادي وممثلين عن مجتمع الأعمال المصري، والخبراء.

كما أوضح أنه في عالم كهذا؛ تحمل النظام المالي الكثير من الديون، واكتسب المزيد من المديونيات لأنه افترض أن هذا النظام سيستمر لفترة طويلة، ومع ذلك، فإن التضخم قد غير كل هذا ونتيجة لذلك يتعين على النظام المالي نفسه التكيف مع هذا الواقع المتغير، وكما قلت سابقًا، إنها حقيقة تتغير بسرعة كبيرة وتتمثل في رفع سعر الفائدة والذي يعد الأعلى من قبل الاحتياطي الفيدرالي منذ عدة عقود، مع ذلك، تأتي ضغوط السيولة في كبرى الأسواق المالية في العالم، وتأتي ردود فعل السوق الهائلة على أي تقلب في السياسة، كما رأينا مع المملكة المتحدة، ومع ذلك تأتي مخاطر وقوع أزمة مالية.

وأكد الدكتور محمد العريان أن هذه بيئة صعبة للغاية بالنسبة للغالبية العظمى من دول العالم، فالحي المحيط يتحدى المنزل، إنها الواقع الذي يتطلب عناية كبيرة، ومرونة كبيرة واستجابة نشطة في التعامل مع تلك الأمور التي لا يمكن تصورها، فهذه السمات الثلاث وهي العناية والمرونة والاستجابة النشطة يجب وضعها في الاعتبار أثناء انتقالنا من الحي المحيط إلى المنزل، حيث الاقتصاد المصري وآثاره.

وأشار د.العريان إلى أنه سيركز، خلال كلمته، على السياق المحيط بمصر، مشبهها بمنزل يوجد في حي يعبر عن البيئة المحيطة به، لافتاً إلى أن الأحياء ذات أهمية وتأثير على المنزل ؛ فالحي الجيد يعزز من قيمة المنزل، في الوقت الذي تفرض التحديات التي يواجهها الحي تحديات على المنزل.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أنه بدأ كلمته بصورة منزل وحي محيط به، ولكنه سيختتم بصورة أخرى، وهي صورة لرحلة وعرة للغاية وصولا إلى وجهة أفضل، حيث تكمُن وُعُورَة هذه الرحلة في الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي والتمويل العالمي، لذا فهي رحلة وعرة بطبيعتها لكنها إلى وجهة أفضل، وستتميز تلك الوجهة بنمو أكثر شمولاً واستدامة من حيث المُناخ والبيئة، كما ستتميز بنظام مالي أكثر استقرارًا بالفعل، وليس التمويل المصطنع للبنوك المركزية في الدول المتقدمة، بل الاستقرار المالي الحقيقي، ونأمل أن يتسم العالم بتنسيق أفضل للسياسات العالمية لمعالجة المشكلات المشتركة.