محمد العريان: الفيدرالي الأمريكي لن يرفع الفائدة في 2025 حتى لو لم يتحقق هدف التضخم

"واشنطن محظوظة بوضع استثنائي جلب لها 500 مليار دولار بفائدة متدنية"

محمد العريان: الفيدرالي الأمريكي لن يرفع الفائدة في 2025 حتى لو لم يتحقق هدف التضخم
عبدالغفور أحمد محسن

عبدالغفور أحمد محسن

7:02 م, الجمعة, 10 يناير 25

توقع محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة أليانز، ورئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة مرة واحدة خلال عام 2025، مستبعدا أي رفع للفائدة على مدار بقية العام حتى لو لم يتحقق هدف التضخم البالغ 2%.

وأوضح العريان خلال مقابلة مع تلفزيون CNBC أن هدف التضخم الأمريكي “عفا عليه الزمن” وهو مستوحى من تجربة بنك نيوزيلندا (المركزي) في تسعينيات القرن الماضي.

وبحسب مجلس العلاقات الخارجية (منظمة بحثية أمريكية مستقبلة) فإن هدف التضخم عند 2% والذي تتبناه البنوك المركزية في الدول المتقدمة على نطاق واسع،  نشأ في نيوزيلندا على نحو مرتجل تماما إذ مرت البلاد في أواخر الثمانينيات بفترة من التضخم المرتفع وصلت إلى 15%، وشعر بنك الاحتياطي النيوزيلندي بأنه يتعين عليه وضع هدف محدد، وبمجرد تحديده عند 2% أصبح هذا الهدف “إنجيلًا” بين بقية البنوك المركزية خاصة في كندا وإنجلترا، وهو الأمر الذي قاومه الفيدرلي قبل أن يعتمد الهدف عند 2٪ رسميًا في يناير 2012.

وأوضح العريان: “على مدى السنوات الثلاث الماضية، سمعتونني أؤكد أن التضخم سيكون في نطاق بين 2.5% إلى 3% بالنظر إلى العناصر الهيكلية لهذا الاقتصاد”.

وكان التضخم السنوي الأمريكي قد سجل 2.7% في نوفمبر 2024.

وتابع العريان:”سيتسامح الفيدرالي مع تضخم في هذا النطاق.. والحقيقة أنه ليس هناك مشكلة تضخم.. المشكلة تظهر عند ربط مستوى التضخم بهدف الـ 2%، لقد سمعتم كثيرا عن أضرار التضخم الثابت عن sticky inflation (مصدر قلق للعديد من البنوك المركزية ويحدث بسبب عدم قدرة الأسعار على التكيف بسرعة مع التغيرات في العرض والطلب) لكن ما تواجهه أمريكا هنا هو تضخم مستقر stable inflation (معدل تضخم منخفض ومستقر بدرجة كافية بحيث لا يؤثر على اتخاذ القرار) وهذا لا يعطل الاقتصاد الأساسي بأي شكل مؤثر”.

وأوضح: “على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبتعد عن الاعتماد المفرط على البيانات ويتبنى وجهة نظر استراتيجية، وبدلاً من تأجيج التقلبات، عليه أن يحاول الحد منها”.

وقال إن هناك قضيتان يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي التعامل معهما الآن، الأولى هي السياسة النقدية والثانية هي المشهد السياسي.

النمو الاقتصادي وسوق السندات

وأكد العريان أنه بشكل عام، الأهم هو قوة الاقتصاد الذي مكن الولايات المتحدة من جذب 500 مليار دولار لسوق الدخل الثابت بمعدل فائدة متدني حول 5% بفضل الوضع الاستثنائي للبلاد.

وأضاف: “يعكس هذا ببساطة تأثير الاقتصاد الأقوى والأكثر نشاطا في العالم، وأعتقد أننا سنرى عائدات للسندات تتراوح بين 4.75 إلى 5٪ في المتوسط ​​​​لهذا العام ، اعتمادا على ما سنسمعه من الإدارة الأمريكية الجديدة (إدارة دونالد ترامب)”.

واعترف العريان بأن الأسواق قلقة من حقيقة مفادها أن العجز والديون في الولايات المتحدة يسيران على مسار لا يظهر أي علامة على التحسن على الإطلاق، “لكننا محظوظون لأننا أصحاب أنظف قميص متسخ (تشبيه بأن أمريكا سيئة ولكن كل الآخرين أسوأ منها) ومازلنا استثنائيين بين البلدان المتقدمة واستثنائيتنا الاقتصادية تجتذب الأموال إلى هذا البلد”.

ودافع العريان عن وجهة نظره فيما يتعلق بهدف التضخم (جادله أحد الضيوف بأن الفارق بين 2% و3% كبير جدا وأن التأثير المركب لهذا التضخم على مدار السنوات اللاحقة مدمر) فقال إن الاستثنائية الاقتصادية الأمريكية والتفوق على بقية العالم يكمن في الاستثمار باقتصاد الغد، وفي محركات النمو المستقبلية.

وأوضح: “طالما أن توقعات التضخم مستقرة، ستظل قادرا على الإبحار”.