قال محللون أتراك إنه بعد فترة مضطربة شابها انعدام ثقة متبادل، تُتاح الآن أمام تركيا والاتحاد الأوروبي فرصة سانحة للعودة بالعلاقات إلى المسار الطبيعي، والمضي قدما وفقا لأجندة إيجابية.
تحسين العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي
وخلال قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت الجمعة الماضي، اتفق الزعماء الأوروبيون على تحذير تركيا ضمنيا من فرض عقوبات بشأن ، حليفة تركيا في الناتو، بشأن حقوق التنقيب في شرق المتوسط.
وأسفر هذا عن توتر إقليمي خطير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
لكن الزعماء أعلنوا أيضا استئناف “أجندة إيجابية” تشمل تعزيز العلاقات التجارية وفقا لاتحاد جمركي محدَّث، ودعم التعاون مع تركيا بشأن قضيتي الهجرة واللاجئين.
كما تضمنت الأجندة تخفيف قيود التأشيرات على المواطنين الأتراك في الاتحاد الأوروبي، ما كانت تركيا تلح في طلبه.
فصل جديد في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروب
لكن أنقرة انتقدت بعضا مما جاء في نص الأجندة، لا سيما ما يتعلق بالتهديد بفرض العقوبات، ولكن على وجه العموم يظل المناخ إيجابيا بشأن فتح فصل جديد في والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وفقا للمحللين.
وقال المحلل السياسي التركي سركان دميرداش إن “قمة الاتحاد الأوروبي بشأن التصعيد الأخير في شرق المتوسط والعلاقات مع تركيا، قد فتحت بالفعل نافذة لفرصة سانحة جديدة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وبين تركيا واليونان”.
وأضاف دميرداش، وهو أيضا مدير مكتب صحيفة ((حُريت)) في أنقرة، إن خلق أجندة إيجابية تتفق مع المقترحات التي تعتزم المفوضية الأوروبية تقديمها خلال الأسابيع المقبلة “سيكون له أهمية حيوية لأنه سيسلط الضوء على نوعية ومستوى الحوار بين تركيا والاتحاد الأوروبي”.
تجمد محادثات العضوية في الاتحاد الأوروبي
وتطرق تركيا باب الكتلة الأوروبية منذ أكثر من 40 عاما، وهي الآن دولة مرشحة للانضمام . لكن محادثات الانضمام تجمدت لعدة سنوات بسبب معارضة بعض الدول الأعضاء لعضوية تركيا.
وقال الاتحاد الأوروبي إن تركيا فشلت في تبني معاييره السياسية الرئيسية.
وأضاف دميرداش “يوجد حوار جديد يجري حاليا، وسيكون لنجاح هذا الحوار أهمية حاسمة لأن السنوات القليلة الماضية برهنت على أن غياب أجندة ملموسة ومشروعات متبادلة قد زاد من إضعاف العلاقة بين الجانبين”.
تصاعد التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي
وشهدت الشهور الأخيرة تصاعد التوترات بين اليونان وتركيا من جانب، وبين قبرص وتركيا من جانب آخر.
وهناك في الوقت الحالي آلية لتخفيف حدة التوتر بين أثينا وأنقرة قيد العمل في إطار حلف الناتو، وذلك بالتزامن مع قيادة ألمانيا دفعا دبلوماسيا نحو حوار أوسع نطاقا.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في أنقرة، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الاتحاد نجح في “تحقيق التوازن في مواجهة تركيا، ليس فقط عبر الرفض، وإنما أيضا عبر خيارات الحوار”.
علاقات تجارية قوية
وأشار المصدر إلى أن أكثر من 50 بالمئة من الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، يأتي من الاتحاد الأوروبي.
ويظل الجانبان متشابكين بشدة من الناحية الاقتصادية، ويظل كل منهما في حاجة إلى الآخر.
ويقول المراقبون إن رئاسة ألمانيا الدورية للاتحاد الأوروبي وفرت أساسا قويا لحوار أفضل مع أنقرة عبر بناء الثقة بين الطرفين.
وعقب قمة بروكسل، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي يرغب في إقامة حوار بناء وأجندة إيجابية مع تركيا.
فرصة سانحة لتحسين العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي
وقالت ميركل “قمة الاتحاد الأوروبي ‘فرصة سانحة’ لإقامة تعاون وثيق مع تركيا. وستركز المحادثات المقبلة على تحديث الاتحاد الجمركي ورفع القيود عن تأشيرات السفر”، مضيفة أن قضية التأشيرات ستُناقش في ديسمبر.
وقال برهان الدين دوران، المنسق العام لمؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا)، “ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يضع في اعتباره مصالحه الاستراتيجية طويلة الأجل في دعم الحوار التركي-اليوناني. ويجب على البرتغال، التي ستتولى الرئاسة في يناير، أن تحذو حذو ألمانيا وتلتزم بإصلاح علاقة أوروبا مع الأتراك”.
وأضاف دوران أن الجهود الدبلوماسية لم تعمل فقط على تخفيف التوترات بين أنقرة وأثينا، وإنما وفرت أيضا مجموعة من الظروف الملائمة لإصلاح العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ككل.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.