أعلنت السلطات التركية يوم الاثنين اعتقال أكثر من 1100 شخص في الاحتجاجات التي عمّت أنحاء تركيا منذ انطلاقها في 19 مارس، في ظلّ حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تُخيّم على البلاد التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الأسبوع الماضي.
يُحيط الغموض بمستقبل تركيا، لكنّ المحللين يتوقعون فترةً طويلةً من التقلبات في الليرة التركية واحتياطيات النقد الأجنبي التي ستحتاج البلاد إلى استنزافها للحفاظ على استقرارها.
أفادت صحيفة فاينانشال تايمز في 21 مارس بأنّ مسؤولي البنك المركزي أنفقوا 12 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي الأسبوع الماضي لدعم الليرة، بعد أن سجّلت العملة أدنى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزةً 40 ليرة للدولار. وتراجعت الأسواق في البداية إثر نبأ الاعتقال، وحظرت تركيا يوم الأحد البيع على المكشوف وخفّفت قواعد إعادة الشراء في محاولةٍ لدعم الأسهم.
كتب وولفانغو بيكولي، الرئيس المشارك لشركة تينيو الاستشارية، في مذكرة صدرت يوم الاثنين: “تُمثل الاحتجاجات أكبر رد فعل شعبي وأكثرها انتشارًا منذ أكثر من عقد، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث”.
وقال: “من الواضح، حتى في هذه المرحلة المبكرة، أن حالة عدم اليقين السياسي لم تنتهِ بعد. مرة أخرى، ألحقت أجندة الرئيس أردوغان السياسية ضررًا بالغًا بالتوقعات الاقتصادية لتركيا”.
يُعتبر إمام أوغلو على نطاق واسع أقوى منافس سياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد أُلقي القبض عليه بتهم فساد قبل أيام قليلة من ترشيحه المتوقع لحزبه للرئاسة. يرفض هو وأنصاره هذه التهم، قائلين إنها ذات دوافع سياسية.
في غضون ذلك، تتصاعد حملة أردوغان الأوسع نطاقًا على نشاط المعارضة. منذ اعتقال إمام أوغلو، فرضت تركيا قيودًا على السفر إلى إسطنبول للحد من الاحتجاجات، وأغلقت الجسور وخنقت الإنترنت، ولا تُشير وسائل الإعلام الحكومية التركية إلى الاحتجاجات في تغطيتها.
صرح أردا تونجا، الخبير الاقتصادي والمستشار المستقل المقيم في إسطنبول، لشبكة سي إن بي سيبأن البلاد تقترب من نقطة اللاعودة.
وقال تونجا: “تركيا على وشك أن تصبح ديكتاتورية. رد فعل الشعب على ما يجري منذ 18 مارس سيحدد مصير مستقبل البلاد”.
وأضاف: “لا يمكن لأي زعيم، ديمقراطي كان أم لا، أن يُسكت إرادة الشعب عاجلاً أم آجلاً”.
ومن جانبه، انتقد أردوغان المتظاهرين بشدة، قائلاً خلال عطلة نهاية الأسبوع إن حكومته لن “تستسلم” لـ”التخريب” أو “إرهاب الشوارع” قبل المزيد من المظاهرات المخطط لها، وفقاً لرويترز.