■ بعد تصفية القومية وايقاف طرة
شعاع : خروج المزيد من المنتجين وحدوث عمليات اندماج يدعم القطاع
فاروس: %20.6 ارتفاعا متوقعا للفجوة بين الطاقة الإنتاجية والاستهلاك
العربى الإفريقى: بقاء الطلب عند معدلات العام الماضى أفضل سيناريو لهذا العام
يرى خبراء ومحللون أن شركة أسمنت بورتلاند طرة لن تكون اللاعب الأخير الذى يغادر ملعب صناعة الأسمنت، فى ظل ضغوط عديدة والفجوة بين العرض والطلب التى تصل إلى 35 مليون طن فى 2019، ودخول لاعبين جُدد بالسوق، وارتفاع مُطرد بالتكاليف، وتراجع قوى متوقع بالصادرات، وعجز الشركات عن تمرير زيادة التكلفة للمستهلكين.
كانت شركة السويس للأسمنت -الأم- أعلنت نهاية مايو المنقضى موافقة مجلس الإدارة على الإيقاف المؤقت لنشاط شركتها التابعة شركة أسمنت بورتلاند طرة المصرية، عقب تدهور النتائج المالية والخسائر التى تجاوزت قيمة حقوق المساهمين للأخيرة.
يضم قطاع الأسمنت بالبورصة المصرية حاليا 6 شركات، وهى بورتلاند طرة -على وشك التصفية-، و السويس للأسمنت، مصر بنى سويف للأسمنت، وجنوب الوادى للأسمنت، والعربية للأسمنت، و مصر أسمنت قنا، وجميعها عانت من خسائر او تراجع فى نتائجها المالية بالربع الأول من العام الحالى، بضغوط هبوط حاد فى المبيعات.
يقول مارك أديب، محلل قطاع الأسمنت ببنك استثمار فاروس، إن قطاع الأسمنت يعانى من فجوة كبيرة بين الطاقة الإنتاجية والطلب، وارتفاع التكاليف، وتراجع هوامش الأرباح، ومع استمرار الأوضاع الحالية لن تكون أسمنت بورتلاند طرة اللاعب الأخير الذى يغادر القطاع.
قدر أديب نسبة ارتفاع الفجوة بين الطاقة الإنتاجية، والطلب للعام الحالى %20.7 مقارنة بالعام الماضى، لتصعد إلى 35 مليون طن فى العام الجارى، مقارنة 29 مليون طن فى 2018، مرجعا ذلك إلى تراجع نسب التشغيل، وارتفاع المنافسة، وارتفاع أسعار المواد الخام، وضعف القدرة على تمرير هذه الزيادة للمستهلكين.
أرجع تفاقم الفجوة إلى مصنع الجيش الذى بدأ إنتاجه إبريل 2018، بطاقة إنتاجية 12 مليون طن، والمنافسة القوية بالسوق، بجانب احتمالات اتجاه بعض الشركات لوقف التصدير مع تراجع سعر العملة الأجنبية، ما يؤثر على الأرباح المتولدة من العملية التصديرية.
توقع استمرار تراجع الطلب خلال الربع الثانى من العام الحالى، بعد انخفاض معدلاته بنسبة %7 لربع الأول من العام.
ويرى أن الشركات الأقوى بقطاع الأسمنت حاليا هى مصر بنى سويف للأسمنت، والسويس للأسمنت، والعربية للأسمنت، على الترتيب، بينما قال إن أوضاع بورتلاند طرة، ومعاناتها منذ فترات كبيرة من خسائر قوية، أدى فى النهاية إلى قرار التصفية.
تقول ريهان حمزة محلل قطاع الأسمنت بشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، إن القطاع شهد ضغوطا قوية فى الربع الأول من العام الحالى تمثلت فى تراجع الطلب بواقع %7، والصادرات بنسبة %27 إلى 160 ألف طن، مقارنة 220 ألف طن فى الفترة المماثلة من العام الماضى.
تشير إلى أن الضغوط تستمر العام الحالى بالكامل للقطاع، وما يترتب عليه أن أفضل سيناريو لمعدلات الطلب يكون عند 50 مليون طن، وهى نفس كميات العام الماضى.
أرجعت ذلك إلى عدة أسباب أبرزها تباطؤ النمو الذى شهده قطاع العقارات فى الفترة الماضية، عقب الطفرة التى شهدها سابقا، ومصنع بنى سويف التابع للجيش، الذى بدأ إنتاجه العام الماضى بكمية 13 مليون طن، فضلا عن الدخول المتوقع لشركة أسمنت المصريين بالسوق الربع الأخير بالعام الحالى.
تابعت: «ارتفاع أسعار الطاقة بالنصف الثانى من العام الحالى فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى الحكومى، يؤدى إلى المزيد من الزيادة بالتكاليف على الشركات، مع استمرار عجزهم عن تمرير الزيادات السعرية للمستثمرين».
تؤكد أن الضغوط التى يواجهها قطاع الأسمنت لن تجعل بورتلاند طرة الأخيرة التى ستخرج من القطاع، لا سيما مع تأثر موقف بعض الشركات المالى، والتى فضلت عدم الإفصاح عن أى تفاصيل بشأنها.
تقول إن الشركات الأقوى فى قطاع الأسمنت بالبورصة وفقا لمضاعفات ربحية الأسهم والعوامل الأخرى يأتى ترتيبها كالتالى، مصر بنى سويف للأسمنت، والعربية للأسمنت، والسويس للأسمنت، ثم مصر أسمنت قنا.
قالت مى عبدالعزيز، محللة قطاع الأسمنت ببحوث بنك استثمار شعاع، إن صناعة الأسمنت تواجه تحديات مستمرة، مع مرورها بجولات مختلفة من تباطؤ الطلب خلال مرحلة عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى إبان ثورة يناير 2011، وارتفاع أسعار المازوت الذى كانت تعتمد عليه سابقا.
تابعت فى تقرير حديث: «مؤخرا واصلت معدلات الطلب انخفاضها بعد أن ضاعفت شركة أسمنت العريش إنتاجها فى مصنع العريش إلى 13.3 مليون طن فى محافظة بنى سويف وذلك فى الربع الثانى من العام الماضي».
أضافت بينما تغادر بورتلاند طرة السوق، بطاقة إنتاجية 3 مليون طن، تحل شركة أسمنت المصريين بطاقة إنتاجية 2.2 مليون طن، لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية للقطاع بالكامل 82.3 مليون طن نهاية العام.
تشير إلى أن الضغط على الأسعار تسبب فى تراجع إيرادات الشركات، فى ضوء انخفاض أسعار البيع بنسبة %15 على أساس سنوى بالربع الأول من 2019 إلى 828 جنيها للطن، من 971 جنيها للطن بالفترة المماثلة من 2018.
تقول إن جميع شركات الأسمنت المدرجة بالبورصة قامت بالبيع بأسعار أقل من متوسط السوق، ما تسبب فى الضغط على هوامش ربحيتها، وكان تراجع هوامش الربحية هو العنصر الأساسى المسيطر على الربع الأول من العام.
توضح محللة قطاع الأسمنت بشعاع أن القطاع مُقبل على مرحلة جديدة من تراجع الهوامش نتيجة ارتفاع أسعار الكهرباء، والمحروقات المخطط له فى يونيو الجارى، الذى ينعكس سلبا على أسعار النقل والمواد الخام، ويترتب عليه ارتفاع تكلفة الطن على المنتجين بما يتراوح بين 10 – 20 جنيها.
تشير إلى أنه محتمل تحسن وضع السوق بشرط حدوث بعض الأمور، التى تشتمل على خروج المزيد من المنتجين بالسوق، وحدوث عمليات اندماج أو استحواذ، أو توافق الطلب مع العرض.
بالربع الأول من العام، تحولت السويس للأسمنت للخسارة بقوائمها المجمعة بقيمة 95.16 مليون جنيه، مقابل صافى ربح 130.48 مليون جنيه، بالفترة المماثلة من العام الماضى، وسط هبوط ملحوظ فى المبيعات إلى 527.7 مليون جنيه، مقابل 774 مليون جنيه.
كما تفاقمت خسائر تابعتها أسمنت بورتلاند طرة إلى 51 مليون جنيه، مقارنة 13.8 مليون جنيه، نتيجة ارتفاع تكلفة المبيعات، والمصروفات التمويلية.
وانخفضت أرباح شركة العربية للأسمنت بواقع %96 بالربع الأول من العام الحالى إلى 5.97 مليون جنيه، مقارنة 162 مليون جنيه الفترة المماثلة من العام الماضى، وسط تراجع المبيعات إلى 827.85 مليون جنيه، مقارنة 913.9 مليون جنيه.
تراجعت أرباح شركة جنوب الوادى، العام الماضى بنسبة %54، إلى 10.18 مليون جنيه، مقارنة 22.14 مليون جنيه، وسط تراجع قوى فى مبيعاتها إلى 798.9 مليون جنيه، مقارنة 1.02 مليار جنيه الفترة المماثلة من العام الماضى.
ضغطت تكلفة المبيعات بقوة على أرباح شركة مصر للأسمنت – قنا، لتتراجع بالربع الأول من العام بنسبة %80.9 ، إلى 12.05 مليون جنيه، مقارنة 63.1 مليون جنيه، الفترة المماثلة من العام الماضى.
وتراجعت أرباح شركة مصر بنى سويف للأسمنت %77 بالربع الأول من العام الحالى إلى 29.53 مليون جنيه، مقارنة 125.9 مليون جنيه الفترة المماثلة من العام الماضى.