افتتح اللواء أ ح خالد شعيب محافظ مطروح اليوم الجمعة مسجد الزبير ابن العوام بقرية علوش بإدارة شرق مطروح يرافقه الدكتور إسلام رجب نائب محافظ مطروح واللواء أشرف إبراهيم السكرتير العام لمحافظة مطروح ، والمهندس حسين السنيني السكرتير العام المساعد وفضيلة الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة وكيل الوزارة ، وجمع من قيادات مطروح التنفيذية والشعبية والأمنية بالمحافظة.
ويأتي أفتتاح مسجد الزبير بن العوام ضمن أربعة مساجد يتم افتتاحها في إطار احتفالات محافظة مطروح بالعيد القومى .
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف أن المسجد تبلغ مساحته ٣٠٠ متر تم إحلاله وتجديده بالجهود الذاتية بكلفة قدرها ثلاثة ملايين جنيه تقريبا .
وعلى الجانب الآخر كلف فضيلة وكيل الوزارة الشيخ محمد مصطفى بافتتاح مسجد أسامة بن زيد الذي تم إحلاله وتجديده بمساحة ٢٥٠ متر بتكلفة قدرها ٢ مليون جنيه ، وكلف فضيلته الشيخ سامي كواسة مدير إدارة النجيلة بافتتاح مسجد الرحمة بمساحة ١٣٠ متر ، تم إنشائه بالجهود الذاتية بتكلفة مليون ونصف .
كما كلف فضيلته الشيخ رضا البرلسي مدير إدارة شرق بافتتاح مسجد المدينة المنورة بقرية القصابة بإدارة شرق مطروح بمساحة قدرها ( ٣٠٠ ) وقد تم تطويره وصيانته بالجهود الذاتية بتكلفة بلغت ٧٠٠ ألف جنيه أفاد عبد البصير أن هذه المساجد تأتي لخدمة أهلنا في البوادي تخفيفا عليهم وتيسيرا لإقامة الشعائر والمناسبات الدينية .
ويأتي افتتاحها ضمن فاعليات العيد القومي لمحافظة مطروح والذي سيختتم بافتتاح صرح كبير الجمعة القادمة بمسجد الغفران علم الروم .
وقد أدى خطبة الجمعة وشعائرها فضيلة الشيخ حسن عبد البصير تحت عنوان ” الطفولة بناء وأمل بين فِيها أنَّ مِن أَجلِّ نِعَمِ الله الذرية الصالحة فالأَطْفَالُ نِعْمَةٌ جَلِيلَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ الوَهَّابِ الَّتِي لا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}ومن شكر الله أن أن تحوطها بالتربية والتزكية والرعاية والعناية خَلقا وخُلُقا وجسدا وروحا وعقلا من خلال الاهتمام العلمي والثقافي .
لقد اهتم الإسلام بتربية النشء ليخرج كالزهرة الجميلة في الروض الأنف فهم مستقبل الأمة وحملة أمانتها ودعامة نهضتها . إنَّ الطُّفُولَةَ تَتَوَقَّفُ عِنْدَهَا الأَحْكَامُ، فَهَا هُوَ نبينا صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، يَنْزِلِ مِنْ مِنْبَرِهِ الشَّرِيفِ، وَيَقْطَعُ خُطْبَتَهُ السَّامِيَةَ؛ تَلَطُّفًا وَتَحَنُّنًا لِتَعَثُّرِ حَفِيدَيْهِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا؛ وَتَصَوَّرْ مَعِي أَنَّ الصَّلَاةَ الَّتِي هِيَ رَاحَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسَكِينَتُهُ وَطُمَأْنِينَتُهُ، كَانَ حَضْرَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّفُهَا لِأَجْلِ بُكَاءِ طِفْلٍ صَغِيرٍ، فَهَا هُوَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ يُوقِفُ حُكْمَ التَّأَنِّي وَالتَّمَهُّلِ، وَيَتْرَكُهُ إِلَى مَا هُوَ أَحَبُّ مِنْهُ فِي هَذَا المَقَامِ مِنَ التَّحَنُّنِ وَالتَّرَفُّقِ وَالشَّفَقَةِ وَالتَّلَطُّفِ بِالطِّفْلِ، وَإِشْبَاعِ نُهْمَتِهِ فِي المُتْعَةِ وَالتَّرْفِيهِ وَالتَّعْلِيمِ، فِي تَطْبِيقٍ نَبَوِيٍّ فَرِيدٍ وَحَالٍ شَرِيفٍ لِتِلْكَ القَاعِدَةِ القُرْآنِيَّةِ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ}.
أَلَا يَسْتَحِقُّ أَطْفَالُنَا الرَّحْمَةِ المُوَجَّهَةِ مِنَ اللِّسَانِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ وَهُوَ يُوَاسِي طِفْلًا فِي مَوْتِ عُصْفُورِهِ، جَابِرًا خَاطِرَهُ، مُتَرَفِّقًا بِهِ، رَافِعًا الحُزْنَ عَنْ قَلْبِهِ: «يَا أَبَا عُمَيْر، مَا فَعَلَ النُّغَيْر؟» أَوَّلُ أُسُسِ الْبِنَاءِ النَّفْسِيِّ الْوِجْدَانِيِّ لِلطِّفْلِ هُوَ إِشْعَارُهُ بِالدِّفْءِ الْأُسَرِيِّ، وَالَّذِي تَعَجَّبَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ مِنْ بَعْضِ مَظَاهِرِهِ؛ حِينَ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ!، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ”(متفق عليه).
إن حسن التربية، تسهم في تكوين ولد صالح، يدعو لوالديه بعد وفاته، يقول النبي (ﷺ): ( إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له ).