مجلس WGC: تدفق 298 طنا من الذهب على صناديق المؤشرات بقيمة 16 مليار دولار

خلال الربع الأول بسبب الوباء

مجلس WGC: تدفق 298 طنا من الذهب على صناديق المؤشرات بقيمة 16 مليار دولار
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

9:57 ص, الأثنين, 4 مايو 20

أعلن مجلس الذهب العالمى WGC أن صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب والمشارك فيها مستثمرون معظمهم فى الولايات المتحدة ودول أوروبا أضافت 298 طنا من المعدن الأصفر بقيمة حوالى 16 مليار دولار لمخزوناتها خلال الربع الأول من العام الجارى بسبب وباء كورونا الذى انتشر فى 216 دولة وسبب الذعر فى الأسواق المالية العالمية.

وأكد مجلس WGC أن استخدام الذهب فى صناعة الحلى هبط بحوالى %39 خلال الربع الماضى بالمقارنة بالربع الأول من عام 2019 لينزل إلى 325.8 طن مسجلاً أدنى مستوى منذ عشر سنوات على الأقل بينما انخفضت مبيعات السبائك والعملات الذهبية بأكثر من %6 لتهبط إلى 241.6 طن.

وذكرت وكالة رويترز أن مشتريات البنوك المركزية تراجعت أيضا بحوالى %8 فى الربع الماضى بسبب الوباء لتنخفض إلى 145 طنا بسبب التدابير التحفيزية اللازمة لمكافة فيروس كورونا كما هبطت الاستخدامات الأخرى مثل صناعة الإلكترونيات وتركيبات الأسنان والمحوهرات وغيرها من الصناعات الدقيقة %8 لتنزل إلى 73.4 طن.

ومع ذلك ارتفع إجمالى الطلب على المعدن النفيس بحوالى %1 خلال الثلاث شهور الأولى من العام الجارى ليزداد إلى 1083.8 طن مقارنة به خلال نفس الشهور من العام الماضى مع تزايد الإقبال على المعدن الأصفر الذى يعد خير ملاذ وقت الأزمات ليتجاوز سعره 1700 دولار للأوقية فى ختام تعاملات الأسبوع الماضى، ويميل المعدن النفيس للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق لأنه يعد تحوطا من التضخم وعدم استقرار العملة.

وأوضح مجلس WGC أن إقبال المستثمرين على شراء الذهب يرجع لتزايد المخاوف من جائحة فيروس كورونا ليعوض الانهيار فى إنتاج الحلى مما أدى لاستقرار الطلب على المعدن الأصفر فى الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام التى انتشرت فيها العدوى بين أكثر من 3.5 مليون شخصا فى العالم قلبت تجارة الذهب رأسا على عقب، فى ظل التأثير الضخم لإجراءات العزل العام على أكبر سوقين لإستهلاك المعدن الأصفر وهما الصين والهند وتعطل خطوط الإمداد وإغلاق الحدود بين الدول.

وتسببت الجائحة فى اضطرابات بالأسواق المالية مما أدى لزيادة الاستثمار فى المعدن النفيس الذى يعتبر من الأصول الآمنة والقادرة على الاحتفاظ بقيمتها على المدى الطويل لدرجة أن جون ريد كبير استراتيجيى السوق فى مجلس الذهب العالمى وصف تداعيات كورونا بأنه أكبر تغير للسوق تعيه ذاكرته ويتوقع مزيدا من التأثيرات السلبية فى الشهور القادمة مع استمرار زيادة أعداد الوفيات والإصابات حول العالم.

وأدى مرض كوفيد-19 إلى زيادة الطلب على الاستثمار فى الذهب خلال الربع الأول كأفضل ملاذ آمن وقت هذه الأزمة الصحية كما جذبت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات ضخمة بلغت 298 طنا، بزيادة %7 عن الربع الأول من العام الماضى مما دفع الحيازات العالمية فى هذه المنتجات تقفز إلى مستوى قياسى تجاوز 3185 طنا من الذهب.

ويرى المحللون أن تدفق المستثمرين الأمريكيين على شراء الذهب هذا العام يعزز توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب، فقد صدرت سويسرا أكبر مركز فى العالم لتنقية المعادن النفيسة 43.2 طن من الذهب للولايات المتحدة فى مارس الماضى، وسط الذعر من انتشار العدوى من فيروس كورونا لتسجل أعلى مستوى منذ عام 2012.

وجاء ارتفاع صادرات الذهب السويسرى للولايات المتحدة مع انخفاض التصدير للدول التقليدية مثل الهند وبريطانيا، بينما لم تستورد الصين أى شحنات منذ بداية العام هذا العام حتى الشهر الماضى بسبب الوباء الذى ظهر فيها أصلا منذ نهاية العام الماضى، ومازالت تعانى منه حتى الآن، وإن كانت بدرجة أقل نسبيا من دول أوروبا والولايات المتحدة.

ومع تزايد انعدام ثقة المستثمرين فى الأسهم بسبب خسائر البورصات العالمية وانكماش القيمة السوقية للشركات العملاقة التى تراجعت أرباحها خلال الربع الماضى بسبب الوباء ازداد الإقبال على صناديق مؤشرات الذهب كوسيلة تحوط ضد الأزمات حتى يتبين تأثير فيروس كورونا على نمو الاقتصاد ليرتفع الطلب على الذهب أفضل ملاذ آمن وسط الأزمات الاقتصادية والكوارث الصحية.

لكن قطاعات السوق التى تركز على المستهلك هوت بشكل حاد لينخفض الطلب على المجوهرات بشدة جراء تفشى الوباء وانخفض إجمالى المعروض بنسبة %4 خلال الربع الماضى حيث أدت عمليات الإغلاق الناتجة عن كورونا إلى تعطيل إنتاج المناجم ومصانع إعادة تدوير الذهب وتم إيقاف تشغيل العديد من المشاريع التى تعتمد على المعدن النفيس للحد من انتشار العدوى.

وقال وانغ لى شين، المدير الإدارى لفرع مجلس WGC فى الصين، إنه بسبب كورونا سيواجه الطلب والعرض على الذهب قدرًا أكبر من عدم اليقين هذا العام ، وقد يستمر الاستثمار فى الملاذ الآمن بعد أن انتعش الطلب على الاستثمار فى الذهب فى السوق الصينية فى مارس وسط استئناف العمل مع قدرة حكومة بكين على احتواء الوباء.

ورغم أن أسعار الذهب هبطت الأسبوع الماضى بحوالى %2 هذا العام لتسجل أسوأ أداء أسبوعى منذ أكثر من شهر ونصف الشهر إلا أنها بلغت أعلى مستوياتها منذ ثمانية أعوام متخطية 1700 دولار للأوقية مع ظهور بيانات سلبية من الولايات المتحدة بسبب الأثر الاقتصادى العميق لفيروس كورونا.

وقال جون شارما الخبير الاقتصادى فى بنك أستراليا الوطنى إن الدافع الرئيسى لارتفاع أسعار الذهب هو ضعف نتائج سوق العمل فى الولايات المتحدة مع استمرار الدعم المالى والنقدي، مما يدعم الذهب بصفة عامة لدرجة أن بيانات حكومة واشنطن أعلنت أن ملايين الأمريكيين تقدموا بطلبات للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضى مما رفع عدد الطلبات إلى 30.3 مليون منذ 21 مارس الماضى فى ظل انهيار قياسى فى إنفاق المستهلكين فى مارس.

وبدأت بعض الولايات ومنها تكساس وجورجيا وساوث كارولينا ترفع القيود على الشركات والمولات التجارية التى كانت حظرت عليها العمل منذ منتصف مارس الماضى مما جعل شركة سيجنيت جيويلرز الأمريكية مالكة 2600 متجراً منها جيرد و كاى و زيلز و بيرسينج باجودا للمجوهرات تعتزم إعادة فتح 118 من متاجرها بعد أن سمحت السلطات المحلية لمنافذ بيع المنتجات المختلفة لفتح أبوابها بعد الإغلاق الطويل الناجم عن كورونا.