مجلس الاحتياطى الفيدرالى : صافى ثروات أغنى 1% من المليارديرات الأمريكيين ارتفعت لأكثر من 34 تريليون دولار

خلال النصف الأول بفضل صعود أسهم شركات التكنولوجيا وانتشار كورونا

مجلس الاحتياطى الفيدرالى : صافى ثروات أغنى 1% من المليارديرات الأمريكيين ارتفعت لأكثر من 34 تريليون دولار
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

6:35 ص, الثلاثاء, 13 أكتوبر 20

أعلن مجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكى) فى تقرير جديد صدر الشهر الجارى أن صافى ثروات أغنى %1 من المليارديرات الأمريكيين زاد إلى أكثر من 34 تريليون دولار خلال النصف الماضى بفضل ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا رغم انتشار فيروس كورونا.

وجاء فى تقرير المجلس أن هناك تفاوتا هائلا بين الأثرياء والفقراء لدرجة أن ثروات أفقر %50 من الشعب الأمريكى أو ما يعادل 165 مليون نسمة توقفت عند 1.9 تريليون دولار أو %1.9 من إجمالى ثروات الأمريكيين خلال النصف الأول من العام الحالى.

وذكرت وكالة بلومبرج أن ثروات أغنى 50 مليارديراً من بين أثرياء الولايات المتحدة تعادل تقريبا ثروات نصف الشعب الأمريكى بسبب وباء كورونا الذى أدى لتغيير القطاعات الاقتصادية بطريقة منحت أموالا طائلة لمجموعة صغيرة من المليارديرات على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة والمهمشة.

وقال المحللون فى الوكالة الذين ينشرون بصفة منتظمة مؤشر بلومبرج للمليارديرات «BBI» إن ثروات أغنى 50 ملياردير أمريكى زادت بأكثر من 339 مليار دولار منذ بداية العام وحتى نهاية يونيو الماضى لترتفع إلى حوالى تريليونى دولار بسبب مرض كوفيد 19.

وأدى انتشار وباء كورونا فى الولايات المتحدة التى تتصدر العالم فى عدد الوفيات والإصابات إلى تفاقم انعدام المساواة بين أفراد الشعب الأمريكى بسبب فقدان ملايين الوظائف بين العمال ذوى الأجور المنخفضة بينما ارتفعت نسبيا أجور العديد من المهنيين فى الطبقة المتوسطة والذين يعملون من بيوتهم لتنفيذ قيود التباعد الاجتماعى وبعد أن اتخذ البنك المركزى ووزارة الخزانة تدابير تحفيزية ضخمة لدعم الاقتصاد والأسواق.

ويرى تقرير المجلس الفيدرالى أن الأسباب الأخرى التى ساعدت على تزايد الفروق فى الثروات من بينها أن غالبية الأمريكيين لم يستفيدوا من ارتفاع أسعار أسهم الشركات التى انتعشت بسبب كورونا لأن %90 من الشعب لا يتعاملون فى الأسواق المالية حاليا مسجلين أعلى مستوى من نوع عام 2002 الذى شهد أعلى مستوى عندما كان هناك أكثر من %21.4 منهم لديه تعاملات فى البورصات.

وهبطت تعاملات أصحاب الطبقة المتوسطة فى الأسواق المالية %10 هذا العام بسبب تفشى وباء كورونا بينما يملك أغنى %1 من الأثرياء أكثر من 50 %من الأسهم فى الشركات وصناديق الاستثمار وأن نسبة %9 التالية من الأغنياء يملكون أكثر من %33 من هذه الأسهم وهذا يعنى أن أعلى %10 من المليارديرات يستحوذون على أكثر من %83 من الأسهم المتداولة فى البورصات الأمريكية.

ويملك الأمريكيون البيض %83.9 من إجمالى الثروات بالمقارنة مع 4.1 %فقط للسود الذين لم تتغير تسبة ثرواتهم منذ 1990 كما أن من بين أغنى 25 مليارديراً أمريكياً يوجد شخص واحد فقط ليس أبيض اللون.

وأوضح التقرير أيضا أن الجيل المولود فيما بين 1981 و 1996 يستحوذ على %4.6 من ثروات الأمريكيين ويمثل أكبر عدد فى إجمالى العمالة والذى بلغ حوالى 72 مليون موظف وعامل بينما ظلت نسبة العمالة من الأمريكيين السود ثابتة منذ 30 سنة وحتى الآن.

وتتركز ثروات الشباب الأمريكى فى عدد قليل من المليارديرات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ولاسيما أن هناك ثلاثة من ذلك الجيل وهم مارك زوكيربيرج وزميله داستين موسكوفيتز اللذين اشتركا فى تأسيس شركة فيسبوك و لوكاس والتون وريث مالك سلسلة سوبر ماركت وول مارت يملكون دولارا من بين كل 40 دولارا يكسبه الأثرياء فى الجيل الذين ينتمون إليه كما زادت أيضا ثروة جيف بيزوس صاحب شركة أمازون %64 هذا العام لتتجاوز 188.5 مليار دولار ليصبح أغنى ملياردير فى العالم.

وحذر جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى من أن الاقتصاد الأمريكى سيزداد ضعفا بدون المزيد من الدعم الحكومى وأن وباء كورونا سيزيد من الفروق الهائلة فى الثروة والنشاط الاقتصادى علاوة على أن استمرار الوباء لفترة طويلة سيؤجل التعافى و سيجعل الفروق الموجودة داخل القطاعات تتفاقم أكثر وأكثر.

ومع ذلك فإن الوباء جعل مليارديرات العالم ولاسيما داخل الولايات المتحدة أكثر ثراء فى التاريخ الأمريكى لتصل ثرواتهم إلى مستوى قياسى جديد هذا العام مع انتعاش أسهم شركات التكنولوجيا لترتفع جملتها إلى 10.2 ترليون دولار فى نهاية يوليو الماضى مقارنة بذروة سابقة بلغت 8.9 ترليون دولار فى عام 2017.

البنك المركزى الأمريكى

وزادت ثروات بعض المليارديرات بشكل أسرع من غيرهم، حيث قال التقرير إن الوباء أدى إلى تسريع الاختلاف المتزايد بين ثروة المبتكرين فى قطاع التكنولوجيا والرعاية الصحية والصناعة، وبين رجال الأعمال فى مجالات مثل الترفيه والخدمات المالية والعقارات بسبب كورونا وعلى عكس ما حدث فى العقد الماضى عندما أدى النمو المطرد وأسعار الأصول المرتفعة إلى رفع ثروة المليارديرات فى جميع القطاعات.

وارتفع إجمالى ثروة المليارديرات فى الشركات العاملة مجال التكنولوجيا بحوالى %43 لتبلغ 1.8 تريليون دولار خلال العامين الماضيين والأشهر السبعة الأولى من هذا العام بينما ارتفعت ثروات أصحاب المليارات فى مجال الرعاية الصحية بزيادة قدرها %50 لتبلغ ثروتهم 659 مليار دولار.

وشهد جميع المليارديرات زيادة بنسبة %19 خلال نفس الفترة، مع زيادة فى الخدمات المالية والترفيه والمواد والعقارات بنسبة %10 أو أقل ولكن الصين الموطن الرئيسى لانتشار فيروس كورونا حققت أكبر زيادة فى ثروة المليارديرات على مدى السنوات العشر الماضية بارتفاع حوالى 9 أضعاف ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويأتى تقرير حديث آخر صادر عن معهد دراسات السياسة وسط مخاوف متزايدة من أن الوباء سيؤدى إلى تعميق التفاوتات الاقتصادية، بما فى ذلك فى مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية وجاء فيه أن نمو ثروة المليارديرات الأمريكيين على مدى العقدين الماضيين كان أكبر بحوالى 200 مرة من نمو الثروات المتوسطة.

وقال التقرير إن أغنى 643 أمريكياً، بمن فيهم رواد الأعمال مثل مؤسس أمازون، جيف بيزوس، ومؤسس تسلا، إيلون موسك، حصدوا حوالى 845 مليار دولار من الأصول المجمعة بين مارس وسبتمبر من العام الجارى بفضل كورونا لترتفع ثروة كل منهما بأكثر من %33 غير أن هناك مخاوف من أن تتضخم صفوف أفقر دول العالم هذا العام، حيث حذرت الذراع البحثية للأمم المتحدة من أن الفقر العالمى قد يزداد هذا العام لأول مرة منذ 30 سنة.