مجلة لصندوق النقد والمنتدى الاقتصادي العالمي تستعرض مستقبل الفرص الاقتصادية في العالم

ويبحث يما يمكن عمله من أجل بناء غد أفضل، يضع البشر في بؤرة اهتمام السياسات

مجلة لصندوق النقد والمنتدى الاقتصادي العالمي تستعرض مستقبل الفرص الاقتصادية في العالم
سمر السيد

سمر السيد

6:28 م, الأثنين, 14 ديسمبر 20

أصدر صندوق النقد الدولي عددا من مجلة التمويل والتنمية لشهر ديسمبر الجاري، واستعرض هذا العدد من المجلة، الذي تم إعداده بالمشاركة مع “المنتدى الاقتصادي العالمي”، مستقبل الوظائف والفرص الاقتصادية بالعالم، ويبحث فيما يمكن عمله من أجل بناء غد أفضل، يضع البشر في بؤرة اهتمام السياسات.

وحملت المجلة عنوان “عامل جديد شجاع .. مستقبل الوظائف والفرص”.

وقالت سعدية زاهيدي، عضو منتدب في المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيس مركز الاقتصاد والمجتمع الجديدين التابع له، في مقالها المنشور بالمجلة، إن تقرير مستقبل الوظائف 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي يأتي عند منعطف حاسم بالنسبة لعامل العمل.

وأضافت أنه يرسم هذا التقرير، الذي وصل إلي عدده الثالث، صورة للوظائف والمهارات المطلوبة في المستقبل، متتبعا في ذلك وتيرة التغيير استنادا إلى مسوح قادة الأعمال والخبراء الاستراتيجيين في مجال الموارد البشرية من مختلف أنحاء العالم.

وهذا العام، يستهدف التقرير  إلقاء الضوء على إثر الاضطرابات المتعلقة بجائحة كورونا، كما تبدو في السياق الأوسع لاتجاهات التكنولوجيا على المدى الطويل.

تغلب توجهات الأتمتة

واستعرضت ” زاهيدي ” ، في مقالها خمسة استنتاجات أولها تغلب توجهات الأتمتة على أوضاع القوي العاملة بسرعة أكبر مما كان متوقعاً ؛ حيث سيتم إحلال 85 مليون وظيفة في الخمس سنوات القادمة.

والأتمتة ، بالتوازي مع الركود الناجم عن جائحة كوفيد-19 ، تخلق سيناريو من “الاضطراب  المزدوج ”  بالنسبة للعاملين.

وأضافت أنه سيؤدي اعتماد التكنولوجيا من جانب الشركات إلي إحداث تحول في المهام والوظائف والمهارات مع حلول عام 2025.

وتابعت أنه يشير حوالي 43 %من مؤسسات الأعمال التي غطتها المسوح أنها تتجه لتخفيض قوتها العاملة بسبب دمج التكنولوجيا، بينما يخطط 41 %منها للتوسع في استخدام متعاقدين للقيام بالأعمال القائمة على مهام متخصصة، وينوي 34 %منها زيادة القوة العاملة نتيجة لدمج التكنولوجيا.

وأضافت أنه بعد خمس سنوات من الآن، سيقسم أصحاب الأعمال العمل بين العمالة البشرية و الآلات  بنسب متساوية تقريباً.

ويقصد بالأتمتة التكنولوجيا التي يتم من خلالها تنفيذ الإجراءات أو العمليات مع تقليص التدخل البشري إلى أدنى المستويات، أو كما تسمى التحكم الآلي، وقد تعني أيضا تقنية تصنيع أو عملية تنفيذ من خلال نظام يعمل تلقائيا.

ثورة الروبوت ستخلق 97 مليون وظيفة جديدة

أما الاستنتاج الثاني فهو أنه ستخلق ثورة الروبوت 97 مليون وظيفة جديدة ؛ فمع تطور الاقتصاد وأسواق الوظائف، ستظهر أدوار جديدة في اقتصاد العناية في مجالات التكنولوجيا كالذكاء الاصطناعي وفي مجالات العمل المعنية  بخلق المحتوي كإدارة وسائل التواصل الاجتماعي وكتابة المحتوي.

 وأشارت أنه تعكس المهن الناشئة زيادة الطلب على وظائف الاقتصاد الأخضر والأدوار التي تتصدر اقتصاد البيانات والذكاء الاصطناعي والأدوار الجديدة في  الهندسة والحوسبة  السحابية وتطوير المنتجات.

 ولفتت إلى أنه تبرز الوظائف الجديدة المتوقعة  استمرار أهمية التفاعل الإنساني في الاقتصاد الجديد من خلال الأدوار التي تضطلع بها العمالة البشرية في اقتصاد العناية وفي التسويق والمبيعات وإنتاج المحتوي وفي الأدوار التي تعتمد على القدرة على العمل مع أنواع مختلفة من الأفراد ذوي الخلفيات المختلفة.

الفكر التحليلي والإبداع والمرونة

وأضافت أن الاستناج الثالث فيتمثل في أنه في عام 2025 ،سيكون الفكر التحليلي والإبداع والمرونة من أكثر المهارات التي يشتد الطلب عليها ؛ فأصحاب العمل يرون أن التفكير النقدي والتحليل وحل المشكلات ستكتسب أهمية متزايدة في السنوات القادمة، بالرغم من وجودها بصفة مستمرة في المسوح السابقة.

ولفتت إلى أن المهارات الجديدة التي تظهر هذا العام فهي مهارات إدارة الذات، كالتعلم النشط، والقدرة على الصمود، وتحمل الضغوط، والمرونة.

وقالت : قد أتاحت لنا البيانات المتاحة  من خلال شراكاتنا المعنية  بالمقاييس مع كل من LinkedIn وCoursera أن نتتبع بدرجة غير مسبوقة من التفصيل الدقيق أنواع المهارات المتخصصة اللازمة لوظائف الغد.

تحديث مهارات العاملين

وفيما يتعلق بالاستنتاج الرابع فهو أنه ستركز مؤسسات الأعمال الأكثر تنافسية على تحديث مهارات العاملين فيها.

فبالنسبة للعاملين المرجح  بقاؤهم في أدوارهم على مدار الخمس  سنوات القادمة، سيحتاج نصفهم تقريبا عملية إعادة تدريب تتعلق بمهاراتهم الأساسية.

وذكرت أنه يخلص المسح  أيضا إلي أن القطاع العام يحتاج إلي تقديم دعم أقوى لأنشطة تعليم المهارات الجديدة ورفع المهارات القائمة لدى العاملين المعرضين للتسريح أو المسرحين بالفعل.

وتشير التقارير الواردة من مؤسسات الأعمال إلي أن 21 %منها فقط تستطيع حالياً استخدام الأموال العامة لدعم موظفيها من خلال مبادرات التدريب التحويلي.

 وأضافت أنه يجب على القطاع العام أن يوفر حوافز للاستثمار في أسواق ووظائف المستقبل، وإتاحة شبكات أمان اجتماعي أقوى للعاملين المسرحين أثناء الفترة الانتقالية بين الوظائف، ومباشرة التحسينات التي تأخرت طويلاً في نظم التعليم والتدريب.

سيظل العمل من بُعد واقعاً مستمراً

أما الاستنتاج الخامس فهو أنه سيظل العمل من بُعد واقعاً مستمراً ؛ فمن المرجح أن يسارع حوالي 84 %من أصحاب  الأعمال باعتماد التحول الرقمي في إجراءات  العمل، بما في ذلك التوسع بدرجة كبيرة في العمل من بعد.

 وأشارت أنه يقول أصحاب الأعمال إنه من الوارد أن يقوموا بتحويل حوالي 44 %من العاملين إلي  أسلوب العمل من بعد.

غير أن  78 %من قادة الأعمال يتوقعون بعض الأثر السلبي على إنتاجية العاملين، كما أن كثيرا من مؤسسات الأعمال تتخذ خطوات مساعدة موظفيها على التكيف.

وقالت أن الطلب سيرتفع علي بعض الوظائف وسينكمش علي بعض الوظائف وأوضحت أن تلك الوظائف تتمثل في