متفوقا على «DeepSeek».. «علي بابا» تطلق نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي

تسبب إطلاق نموذج DeepSeek-V2 في مايو الماضي في اندلاع "حرب أسعار" في السوق المحلية

متفوقا على «DeepSeek».. «علي بابا» تطلق نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

1:23 م, الأربعاء, 29 يناير 25

في خطوة تعكس اشتداد المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي الصيني، أعلنت شركة “علي بابا” (Alibaba) عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Qwen 2.5-Max، مؤكدةً أنه يتفوق على النموذج المتقدم DeepSeek-V3. وجاء هذا الإعلان في توقيت غير معتاد، حيث تم الكشف عن النموذج الجديد في اليوم الأول من السنة القمرية الجديدة، وهي فترة عطلة رسمية في الصين، مما يعكس الضغوط المتزايدة التي فرضها الصعود السريع لشركة DeepSeek على المشهد التنافسي محليًا وعالميًا، وفقا لوكالة رويترز.

وأكدت وحدة الحوسبة السحابية في “علي بابا”، أن النموذج الجديد يتفوق على معظم النماذج الرائدة في المجال، بما في ذلك GPT-4o من “أوبن إيه آي” (OpenAI) وDeepSeek-V3 وLlama-3.1-405B من “ميتا”، ما يشير إلى أن العملاق الصيني يسعى لتعزيز موقعه في سباق الذكاء الاصطناعي. وتزامن هذا التطور مع التأثير الكبير الذي أحدثه DeepSeek-V3 منذ إطلاقه في 10 يناير، حيث أثار صدمة في وادي السيليكون وأدى إلى تراجع أسهم شركات التكنولوجيا، خاصةً مع انخفاض تكلفة تطويره وتشغيله مقارنة بالمبالغ الضخمة التي تنفقها الشركات الأمريكية الكبرى على مشاريع الذكاء الاصطناعي.

وتسبب النجاح السريع لشركة DeepSeek في تسارع منافسيها المحليين لمواكبة التطورات الجديدة. وبعد عشرة أيام فقط من إطلاق النموذج R1 في 20 يناير، أعلنت شركة ByteDance، المالكة لـ”تيك توك”، عن تحديث رئيسي لنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، مؤكدةً أنه يتفوق على نموذج o1 المدعوم من “مايكروسوفت” في اختبار AIME، وهو معيار يقيس قدرة النماذج على فهم التعليمات المعقدة والاستجابة لها بكفاءة. ويعكس هذا التطور المنافسة المحتدمة بين الشركات الصينية، حيث زعمت “DeepSeek” أيضًا أن نموذجها R1 قادر على منافسة o1 في عدة اختبارات أداء.

وتجدر الإشارة إلى أن المنافسة بين الشركات الصينية في الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، إذ تسبب إطلاق نموذج DeepSeek-V2 في مايو الماضي في اندلاع “حرب أسعار” في السوق المحلية. وتميز النموذج السابق بكونه مفتوح المصدر وبتكلفة غير مسبوقة بلغت 1 يوان فقط (0.14 دولار) لكل مليون وحدة معالجة بيانات، ما دفع “علي بابا” إلى خفض أسعارها بنسبة وصلت إلى 97% على مجموعة من النماذج. وسارعت شركات أخرى مثل “بايدو”، التي أطلقت أول بديل صيني لـ”تشات جي بي تي” في مارس 2023، و“تينسنت”، أكبر شركة إنترنت في الصين، إلى إجراء تخفيضات مماثلة لمواكبة التطورات.

وفي ظل هذا المشهد، يبقى “ديب سيك” لاعبًا متميزًا بأسلوبه التشغيلي المختلف، حيث يدير عملياته على غرار مختبر بحثي، مستعينًا بفريق صغير من الخريجين الجدد وطلاب الدكتوراه من أبرز الجامعات الصينية، على عكس الشركات الكبرى مثل “علي بابا”، التي تضم مئات الآلاف من الموظفين وتعتمد على هياكل إدارية ضخمة. ويعكس هذا التوجه رؤية المؤسس الغامض للشركة، ليانغ وينفنغ، الذي صرح في مقابلة نادرة أن شركات التكنولوجيا العملاقة قد لا تكون مؤهلة لمستقبل الذكاء الاصطناعي بسبب تكاليفها العالية وهياكلها الإدارية الصارمة، مشيرًا إلى أن الابتكار المستمر هو مفتاح التفوق في تطوير النماذج الأساسية للذكاء الاصطناعي.