مبيعات المساكن الأمريكية تقفز لأعلى مستوى فى 14 عاما بفعل انتعاش القطاع العقاري

ارتفعت مبيعات المساكن الأمريكية القائمة 2.4%

مبيعات المساكن الأمريكية تقفز لأعلى مستوى فى 14 عاما بفعل انتعاش القطاع العقاري
أحمد فراج

أحمد فراج

10:17 ص, الأربعاء, 23 سبتمبر 20

شهدت مبيعات المساكن الأمريكية طفرة لترتفع إلى أعلى مستوى في 14 عاما خلال أغسطس بينما تستمر سوق الإسكان في إظهار أداء أقوى من الاقتصاد الأوسع، بحسب وكالة رويترز.

وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أمس الثلاثاء إن مبيعات المساكن الأمريكية القائمة ارتفعت 2.4 % إلى وتيرة سنوية معدَّلة وفق العوامل الموسمية بلغت ستة ملايين وحدة الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2006.

وجاءت الزيادة في مبيعات المساكن الأمريكية الشهر الماضي متماشية مع توقعات خبراء اقتصاديين.

ارتفعت مبيعات المساكن القائمة 1.5% على أساس سنوي في أغسطس

وصعدت مبيعات المساكن الأمريكية القائمة، التي تشكل معظم مبيعات المنازل في الولايات المتحدة، 1.5% على أساس سنوي في أغسطس.

وتضرب جائحة كورونا مبيعات المساكن الأمريكية بقوة هذا الصيف وخاصة فى نيويورك، ومدينة مانهاتن الراقية الذي تعتمد إيجاراتها على الأثرياء وموظفي حي المال “وول ستريت” الذي يعد أكبر ممد للوكالات العقارية بالمؤجرين.

ويفوق إيجار الشقة المكونة من غرفتين في مدينة مانهاتن 4000 دولار شهرياً.

وبحسب تقرير صدر عن شركة “دوجلاس وليام وميلر سامويل” المتخصصة في أبحاث العقارات، فإن عدد الشقق غير المشغولة في حي مانهاتن، القلب التجاري والمالي للولايات المتحدة الأميركية، بلغ أكثر من 13 ألف وحدة في شهر يوليو.

وكانت المدينة قد شهدت هجرة مكثفة إلى الريف بعد تفشي جائحة كورونا، خاصة خلال شهري مارس وإبريل خوفاً من العدوى.

وبحسب التقرير، فإن حجم الإيجارات في حي مانهاتن تراجع بنسبة 23% في شهر يوليو، كما أن قيمة الإيجارات تراجعت بنسبة 10% في نفس الشهر.

تتخوّف الوكالات العقارية من أن تؤدي الموجة الثانية للجائحة إلى كساد القطاع العقاري

وتتخوّف الوكالات العقارية من أن تؤدي الموجة الثانية للجائحة إلى كساد القطاع العقاري وتراجع مبيعات المساكن الأمريكية في النصف الثاني من العام الجاري.

وتعد مدينة نيويورك جوهرة العقارات السكنية في أمريكا، إذ إنها تجذب الأثرياء وشركات الوساطة المالية والصناديق الاستثمارية من جميع أنحاء العالم.

وتحتضن مدينة مانهاتن معظم المشاريع العقارية الفخمة في الولايات المتحدة، خاصة في شارع “فيفث أفنيو” وغربي مانهاتن والمناطق القريبة من مبنى الأمم المتحدة ووسط المدينة التجاري حول منطقة “تايمز سكوير”، التي تصل فيها أسعار الشقق إلى أكثر من 10 ملايين دولار وتبلغ الفخمة منها عشرات الملايين من الدولارات.

وتسعى الوكالات العقارية إلى جذب المؤجرين عبر مجموعة من الإغراءات، من بينها منح زبائنها إعفاء من دفع الإيجار يقارب الشهرين، ويبلغ إيجار الشقة المكونة من غرفتين 4.6 آلاف دولار في المتوسط.

وعلى صعيد مبيعات المساكن الأمريكية ، قال التقرير الصادر عن “دوجلاس وليام وميلر سامويل” إن الربع الثاني من العام الجاري شهد أكبر تراجع في حجم المبيعات منذ 30 عاماً، إذ تراجعت المبيعات بنسبة 54%.

 ولكن هذا الربع لا يعكس حقيقة سوق العقارات في مدينة مانهاتن، إذ إن سلطات الولاية أغلقت عملياً النشاط التجاري وحظرت عمل الوكالات العقارية. ويذكر أن سلطات ولاية نيويورك حظرت الوكالات العقارية رسمياً من عرض الشقق بين مارس و22 يونيو.

وإضافة إلى تراجع الإيجارات ضربت مدينة نيويورك الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع الإيجارات، التي تزامنت مع عيد العمّال، إذ نسّق المستأجرون في نيويورك إضرابات واسعة من جراء التلاعب بأسعار الإيجارات التي اعتبروها مرتفعة أكثر من اللازم.

وشارك نحو 12 ألف مستأجر من نحو مائة مبنى في نيويورك في إضراب مفتوح عن دفع الإيجارات، ونظمت الإضرابات مجموعة أطلقت على نفسها “Housing Justice for All”، أو “عدالة السكن للجميع”، ويقَدّر أن نحو ثلثي سكان نيويورك البالغ عددهم 8.6 ملايين هم من المستأجرين.

وقبيل الجائحة كانت مدينة نيويورك تحظى بأكثر أسواق العقارات السكنية انتعاشاً في أمريكا، إذ يتزايد الطلب على إيجارات الشقق الفارهة في مانهاتن.

ويكتفي عدد كبير من الأثرياء وكبار المديرين والشركات بالإيجار بدلاً عن الشراء.

وصل إيجار الشقق الفارهة مثل البنتهاوس في غربي مانهاتن إلى 100 ألف دولار شهرياً

ووصل إيجار الشقق الفارهة، مثل البنتهاوس في غربي مانهاتن، إلى 100 ألف دولار شهرياً خلال العام الماضي.

بينما يصل إيجار شقة من غرفتين إلى 2500 دولار في الشهر في أحياء مثل كوينز وبروكلين وأكثر من أربعة آلاف دولار في جزيرة مانهاتن.

وفي كثير من الأحيان تغطي الشركات الكبرى أسعار السكن لكبار موظفيها، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في جزيرة مانهاتن.

ولكن مدينة مانهاتن ليست الوحيدة التي تعاني من كساد الإيجارات ومبيعات المساكن، إذ يضرب كورونا أسعار المساكن ومبيعاتها في كثير من المدن الأمريكية الكبرى.

كما أن البنوك الأمريكية شددت في الآونة الأخيرة من إجراءات منح القروض العقارية ويطالب بعضها حالياً بدفع مقدم يبلغ 20% من قيمة العقار، وهو ما لا تستطيعه معظم الأسر في الولايات المتحدة.