أطلعت وزارة الخارجية الروسية دبلوماسيين من دول أجنبية معتمدين لدى موسكو على مقترحاتها بشأن سبل إحلال الاستقرار في منطقة الخليج الاستراتيجية، عبر إنشاء نظام لضمان الأمن الجماعي الإقليمي.
وعقد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أمس الثلاثاء، اجتماعا عرض خلاله على ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول العربية وإيران وتركيا، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول مجموعة “بريكس” المعتمدين لدى موسكو، “أفكارا أولية تتطلب مناقشة ودراسة إضافية”، وضعتها موسكو حول مجموعة إجراءات من شأنها تأمين الملاحة في الخليج وبناء الثقة بين دول المنطقة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
ونشرت الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني محتوى المقترحات في وثيقة تتألف من 5 بنود، وتتضمن التدابير التالية:
– تأكيد دول المنطقة والأطراف الخارجية على التزاماتها الدولية، وتحديدا التخلي عن استخدام القوة في حل المسائل الخلافية، واحترام سيادة دول المنطقة وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ تسوية الخلافات بشأن ترسيم الحدود عن طريق التفاوض أو غيره من الوسائل السلمية بشكل حصري.
– أن تأخذ دول المنطقة على عاتقها التزامات متبادلة متعلقة بالشفافية في المجال العسكري، وبينها الحوار بشأن العقائد العسكرية واجتماعات لوزراء دفاع الدول الإقليمية، وإقامة “خطوط ساخنة”، وتبادل الإخطارات بصورة مسبقة حول إجراء التدريبات وطلعات الطيران العسكري، وتبادل المراقبين، وعدم نشر قوات لدول خارج المنطقة على أساس دائم على أراضي دول الخليج، وتبادل المعلومات بشأن القوات المسلحة وشراء الأسلحة.
– توقيع اتفاقية التحكم بانتشار الأسلحة، بما في ذلك على سبيل المثال إنشاء مناطق منزوعة السلاح، وحظر التكديس المزعزع للاستقرار للأسلحة التقليدية، ومن بينها مضادات الصواريخ، وخفض تعداد القوات المسلحة من جانب جميع دول المنطقة.
– في سياق تعزيز نظام عدم الانتشار النووي في الشرق الأوسط، اتخاذ تدابير تهدف إلى تحويل الخليج إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
– إبرام اتفاقات مكافحة الإرهاب الدولي والاتجار غير المشروع بالأسلحة والهجرة والاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة.
ضرورة إطلاق حوار تدريجي
وإضافة إلى الإجراءات المذكورة، أشارت الخارجية الروسية إلى ضرورة إطلاق حوار تدريجي حول تقليص الوجود العسكري الأجنبي بالمنطقة، ووضع تدابير مشتركة لبناء الثقة بين دول الخليج ودول أخرى، مع إحراز تقدم في إنشاء هيكل نظام أمن خليجي.
ويتمثل الغرض الرئيس على الأمد البعيد في إنشاء منظمة للأمن والتعاون بالخليج تشمل الدول الإقليمية وروسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند، وغيرها من الأطراف الدولية المعنية بصفة مراقبين أو أعضاء المنتسبين، وفق البيان.
وسبق لميخائيل بوغدانوف أن أعلن اليوم أن الجانب الروسي سيعرض مفهومه للأمن الجماعي في الخليج، مضيفا: “أما ما يقترحه الزملاء الأمريكيون فهو غير واضح على الإطلاق بالنسبة لي”.
وأعلنت الولايات المتحدة سابقا على لسان مبعوثها الخاص المعني بشؤون إيران، برايان كوك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، أنها تعمل على إنشاء تحالف دولي لتأمين الخليج، الذي يعتبر ممرا حيويا لتصدير النفط عالميا، وسط زيادة التوتر في المنطقة عقب الهجمات الأخيرة على السفن وتصاعد الخلافات مع إيران.