تحولت بوصلة المواطنين الراغبين في استثمار مدخراتهم للحفاظ على قيمتها وتحقيق عائد مرتفع إلى الاستثمار في الساحل الشمالي، وذلك في ظل نمو الطلب على المشروعات في هذه المنطقة، مما يحقق مكاسب ضخمة لأصحاب الوحدات هناك، وفي الوقت نفسه تراجع العائد من الاستثمار في الشهادات البنكية بعد تثبيت سعر الفائدة في آخر اجتماع للجنة السياسة النقدية، وهبوط سعر الذهب بعد إعفاء القادمين من الخارج من الرسوم الجمركية على المعدن الأصفر.
ومن ناحية أخرى، يزداد الطلب سنويًا بشكل لافت على وحدات البيت الثاني في الساحل الشمالي في ظل المشروعات التنموية الضخمة التي تنفذها الدولة على ساحل البحر المتوسط سواء الطرق والمحاور والقطار الكهربائي الحديث وكذلك تطوير المطارات لسهولة انتقال المواطنين من داخل وخارج مصر للاستمتاع بإجازة الصيف على شواطئها أو الإقامة بشكل دائم هناك بعد تنفيذ مشروعات لجذب المواطنين للسكن طوال العام منها جامعات حكومية وخاصة وأهلية، ومدن جديدة مثل العلمين الجديدة، علاوة على تيسير إجراءات الاستثمار للمطورين العقاريين.
ويشهد موسم صيف 2023 نموًا لافتًا في المبيعات، خاصة من المصريين بالخارج، والذين استفادوا من انخفاض سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في تحسين القدرة الشرائية لهم، كما يشهد الموسم الحالي طرح مشروعات كبرى، في إطار حرص كبرى شركات التطوير العقاري على طرح وحدات متنوعة بمستوى عالمي سواء مراحل من مشروعاتها القائمة أو مشروعات جديدة، لتغطية الطلب المرتفع على الاستثمار في وحدات البيت الثاني، ويسهم هذا الطلب في سهولة إعادة بيع الوحدات مما يحقق عائد ضخم للمستثمرين على المدى قصير الأجل.
فقد أجمع العديد من المطورين العقاريين، أن موسم صيف 2023 سيكون الأعلى من حيث المبيعات في تاريخ الساحل الشمالي نتيجة زيادة الطلب بشكل كبير وانخفاض حجم المعروض لتغطية هذا الطلب، وساعد في ارتفاع الطلب هذا العام الإقبال على شراء وحدات البيت الثاني في الساحل الشمالي مما دفع بالأسعار للوصول لمستويات قياسية في بعض المشروعات الفاخرة، متوقعين أن تسجل مبيعات الساحل خلال بموسم 2023 ما يفوق 90 مليار جنيه.
ووفقًا لتقرير لشركة “ذي بورد كونسالتج” المتخصصة في الأعمال الاستشارية، يتوافر بالساحل الشمالي 48 مشروعًا سياحيًا ينفذهم 22 شركة تطوير عقاري. وتُعد ماونتن ڤيو من بين أهم الشركات التي تقدم فرصة حقيقية للراغبين في شراء وحدات البيت الثاني في الساحل الشمالي، حيث تعتبر من أكبر 3 شركات للتطوير العقاري في مصر من حيث المبيعات خلال عام 2022، وتمتلك سجلًا حافلًا من المشروعات الناجحة تتجاوز 16 مشروعًا من بينها مشروعات مقامة على ساحلي البحر الأحمر والمتوسط.
واللافت أن المشروعات المميزة المطروحة حققت مبيعات ضخمة في وقت قياسي مثل مرحلة “EVIA” من مشروع ماونتن ڤيو رأس الحكمة، التي حققت مبيعات بلغت 3.6 مليار جنيه خلال يومين، بإجمالي مبيعات بلغت 4.9 مليار جنيه خلال موسم الصيف 2022.
ويُعد ارتفاع الطلب على وحدات البيت الثاني، وتيسير إجراءات الاستثمار العقاري في منطقة الساحل الشمالي بضمها لولاية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، السبب وراء ارتفاع أعداد القرارات الوزارية للموافقة على إنشاء مشروعات بهذه المنطقة لتصل إلى أكثر من 37 قرارًا وزاريًا خلال آخر 3 أعوام، نتيجة اهتمام شركات التطوير العقاري بالاستفادة من الإقبال المتزايد على الساحل.
وتستهدف الحكومة تنفيذ مشروعات تستوعب 34 مليون نسمة بالساحل الشمالي الغربي خلال الـ40 عامًا المقبلة، مستغلة ما يتميز به من نطاق واسع يمتد من العلمين وحتى السلوم لمسافة نحو 500 كم، وظهير صحراوي يمتد في العمق لأكثر من 280 كم، ليشغل مسطح نحو 160 ألف كم 2 تقريبا، وتوافر كافة موارد ومقومات التنمية الموزعة بكافة أنحاء الجمهورية، لتتركز في مكان واحد هو الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوي.