ماهر أبو الفضل يكتب: ظلمها زوجها الغيور وتنتظر إنصافًا من شركة التأمين

اعتقدت نيفين أن النِّسب التي حددها زوجها في وثيقة التأمين، الخاصة بالتعويض في حال وفاته، من قبيل العِرفان لأبيه، رحبت بذلك واعتبرته دليلًا على فضيلة الإيثار.

ماهر أبو الفضل يكتب: ظلمها زوجها الغيور وتنتظر إنصافًا من شركة التأمين
ماهر أبو الفضل

ماهر أبو الفضل

2:18 م, الثلاثاء, 25 أغسطس 20

التقاها صُدفًة أثناء حضورها حفل زفاف ابنة خالها، أُعجب بضحكتها، أُغرم بعيونها، عرض عليها الزّواج، فأجلت قرارها حتى تتعرف عليه أكثر.

تكرر اللقاء مرتين، أجابها خلالهما عن الأسئلة التي تراودها، وأنه وُلد عجيًا – اي يتيمًا- وتولى والده تربيته، أسرها بشخصيته الجذابة، وصراحته العفوية، والأهم من ذلك رهف مشاعره، ودماثة خُلقه.

نيفين ، من أسرة متوسطة الحال، رفضت جميع من تقدم لخطبتها، فُجل همها أن تطمئن على شقيقتيها اللتين تصغران عنها، وبعد أن أكملت مهمتها، تركت باب قلبها مفتوحًا، حتى طرقه عادل، مسئول خدمة العملاء بشركة الاتصالات.

غير قادر علي تذوق الطعام رغم أنه ذواق للأدب

عادل، كان فاقدا لحاسة الشم، وهو العائق الذي يحول دون معرفة وتذوق الطعام، رغم أنه ذواق للأدب بمجالاته العديدة، لكن نيڨين لم تجد أن ذلك عيبًا يمكن أن يكون سببًا لرفضها الارتباط منه، فتزوجها بعد خِطبة دامت عام.

بعد شهور من الزواج، استصدر الزوج على حياته بمليون جنيه، يستحقها بعد خمسة عشر عامًا، وفي حال وفاته يحق لزوجته وأبيه-الذي يتعلق به تعلقًا لافتًا- المطالبة بالتعويض، بحيث يتم توزيع مبلغ ، بواقع الثلث للزوجة والثلثين للأب.

اعتقدت نيفين أن النِّسب التي حددها زوجها في وثيقة ، الخاصة بالتعويض في حال وفاته، من قبيل العِرفان لأبيه، رحبت بذلك واعتبرته دليلًا على فضيلة الإيثار.

تصارحه بمخاوفها لكنه لم يعرها اهتمامًا

اكتشفت الزوجة بعد ذلك أن زوجها غيور، ظنت أن الحُب الشديد سببًا لهذه الغِيرة، التي لم تتوقع أن تقتل حبها، صارحته بمخاوفها، لكنه لم يعرها اهتمامًا، تلصص على مكالماتها مع صديقاتها في العمل، كان يفتش حقيبتها دون علمها، كشفته صُدفة أثناء محاولاته فتح حسابها على الفيس بوك، وحينما امتعضت من تصرفاته التي فاقت قدرتها على التحمل، تجاهلها.

الضّحكة التي أُعجِب بها في الماضي، مسحها الزوج عن شفتيّ زوجته، والعيون التي أُغرم بها سابقًا أراد إغراقها في الدّموع، والقلب الذي أسره باهتمامه يومًا سعى إلى تمزيقه بيدين موجعتين، لتصبح المرأة التي خطفها من الحريّة سجينة خلف قضبان اليأس.

بعد أن كانت تشبع من رؤية حبيبها خلال عام الخطوبة، وكلامه المعسول، أشبّعها هو نفسه كلامًا بذيئًا بعد الزواج، بل وضربًا مؤلمًا، وطردها من المنزل في منتصف الليل، بسبب رفضها مقاطعة صديقاتها في العمل.

خيانة الأم وافتضاح أمرها

الألم النفسي، قبل الوجع البدني، الذي عانت منه الزوجة المكلومة، بسبب غِيرة زوجها، عرفت أن سببه، خيانة أمه وافتضاح أمرها، وطلاقها بعد عامين من ولادته، وسفرها للخارج تاركة عادل وهو لا يزال طفلًا رضيعًا لوالده الذي تولى تربيته، وحينما سأله عن والدته صارحه بالأمر، وطالبه بأن يعتبرها في عِداد الموتى.

توسط الأب للصُلح بين ابنه وزوجته، ووعد الزوج بأنه لن يتلصص عليها بشرط استقالتها من العمل ومقاطعة صديقاتها، وافقت وتعاملت معه على أنه مريضًا وأن التخلي عنه ليس من خصال الأكرمين، كان ذلك في شهر يوليو.

الزوج لا يقدر تضحيات الزوجة

لم يُقدر الزوج تضحيات زوجته، بل إن قسوته غير المُبررة، حولت حياتها لجحيم، طلبت منه الطلاق فرفض، بل الأكثر من ذلك رفض توسط أبيه مجددًا للصُلح بينهما، وامتنع عن الإنفاق عليها، تركت عُش الزوجية، دون أن تبلغ زوجها، عائدة إلى منزل أبيها ممزقة الروح، مكسورة النفس، مهلهلة المشاعر.

عاد الزوج من عمله، فلم يجدها، بعدها بيومين، كان جائعًا، لم يجد طعامًا في المنزل، سوى الذي أعدته زوجته قبل ثلاثة أيام ووضعته في الثلاجة التي أصابها عُطل، وتناست نيفين – بسبب المشاكل- جلب فني لإصلاحها أو مطالبته بذلك.

القدر لم يمهله ساعة لحين وصول الإسعاف

أكل الطعام الموجود غير مُدركًا أنه فاسد، نظرًا لفقده حاسة الشم، شعر بألم شديد، طلب سيارة الإسعاف، لكن القدر لم يمهله ساعة لحين وصول السيارة، ففارقت روحه جسده.

اتصل الجيران بالأب، الذي جاء على عَجلِ، غير مصدقًا أن فلذة كبده، بات واحدًا من سُكان باطن الأرض، ظن أن الزوجة هي من قتلته، قبل أن يتأكد أنها تركت المنزل قبل يومين من الوفاة، وتأكيد جهات التحقيق والطب الشرعي أن الوفاة بسبب الأكل الفاسد، وتيقن الأب المكلوم أن الزوجة بريئة من دم ابنه.

أسبوع من الإنتظار

بعد أن لملمت الزوجة جراحها، لجأت مع والد الزوج المتوفى لشركة التأمين، لصرف التعويض ، وأخبرتهم أنه توفي بعد تناول طعام فاسد لعدم قدرته على شم الروائح بسبب فقد حاسة الشم، طلبت منهما الشركة بعض المستندات ومنها شهادة الوفاة، ورغم إحضار المستندات، إلا أن الزوجة التي باتت أرملة لم تحصل على نصيبها من التعويض، بسبب خلاف بعض الموظفين بإدارة التعويضات حول أحقية الورثة في قيمة وثيقة ، ففريق يرى عدم أحقيتهم بسبب إخفاء صاحب الوثيقة فقده لحاسة الشم، وفريق آخر يرى أحقيتهم لعدم تعمد العميل إخفاء ذلك، ولا تزال الأرملة في انتظار إنصاف شركة التأمين، بعد أن طالبتهم بالعودة إليهم بعد أسبوع فور الانتهاء من دراسة تلك المعضلة من الناحية الفنية.

[email protected]