قال ماجد عبد النصير، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني، إن التصلب المتعدد مرض مناعي وجميع الأدوية المتاحة عالميًا متوفرة في مصر.
جاء ذلك خلال ندورة بشركة الحكمة مصر بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد، لتصحيح المعلومات الخاطئة عنه، من أجل التضامن وتقديم الدعم النفسي للمرضى، علمًا أن المنظمات المسؤولة عن التصلب اللويحي المتعدد عالميًاً تهتم بتسليط الضوء على المرض وطبيعته وطرق تشخيصه وعلاجه.
وحول طبيعة مرض التصلب المتعدد أوضح أنه يحدث اضطرابا بجهاز المناعة الذي يتصدى لأي ميكروبات أو فيروسات أو بكتيريا تهاجم الجسم، فيتحول جهاز المناعة إلى عدو يهاجم الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي)، ومشيرًا هنا إلى أن كلمة “متعدد” تعني أنه يمكن أن يهاجم أماكن متعددة في الجسم، وكذلك يهاجم المصاب في أوقات متعددة فتحدث هجمات وانتكاسات للمريض، ووفقاً للمنطقة التي يهاجمها جهاز المناعة تبدأ شكوى المريض. ومن أشهر الأعراض للمرض: التهاب العصب البصري، أو خلل في الجهاز الحركي، والاتزان، أو الإحساس كحدوث تنميل في الأطراف.
التصلب المتعدد يصيب السيدات أكثر من الرجال
وأضاف الدكتور ماجد عبد النصير، أن التصلب المتعدد يصيب السيدات أكثر من الرجال، أسوة بغيره من الأمراض المناعية كالروماتويد والذئبة الحمراء، ويصل عدد مرضى التصلب اللويحي المتعدد في العالم تقريباً حوالي 3 مليون مريض، وتعد مصر من الدول المتوسطة في نسب حدوث المرض بنحو 40 إلى 60 ألف مريض، موضحًاً أن الاهتمام العالمي بالمرض، رغم قلة عدد المصابين به، يرجع إلى خطورته كونه يهاجم الأعمار من 20 إلى 40 سنة، أي سن النشاط والحيوية والإنتاج في المجتمع، لذا فإن الإصابة به دون وجود دعم من الدولة في توفير التشخيص والعلاج، يحول المريض إلى شخص غير منتج يمثل عبء على المجتمع وعلى اقتصاديات الدول.
وأوضح أن أعراض التصلب اللويحي المتعدد قد تتشابه مع أمراض أخرى، وأشهرها: حدوث اضطراب في الإبصار، أو اضطراب في الجهاز الحركي، أو اضطراب في الاتزان كحدوث دوار ودوخة، أو اضطراب في الجهاز الحسي مثل التنميل أو الشكشكة أو الكهرباء، مشيرًا إلى أن استمرار تلك الأعراض لفترة 24 ساعة على الأقل يعنى احتمالية الإصابة بالمرض، ويجب التوجه إلى طبيب المخ والأعصاب للتأكد من الإصابة بالمرض أو عدمه.
وحذر الدكتور ماجد عبد النصير من أن أي مثير قد يسبب نشاط لجهاز المناعة يؤدي إلى ظهور أعراض أو حدوث انتكاسات للمريض، لذا يجب على مريض التصلب اللويحي المتعدد إبقاء جهاز المناعة في حالة هدوء قدر الإمكان، والالتزام بنمط حياة صحي من نشاط بدني وتغذية صحية، لافتاً إلى وجود عوامل تزيد اضطراب جهاز المناعة مثل الإرهاق الشديد سواء بدنياً أو نفسياً، وكذلك التدخلات الجراحية حتى البسيط منها مثل خلع الأسنان، لذا يجب على المريض إخبار الطبيب المعالج بأي تدخل جراحي.
هل يوجد علاج للتصلب اللويحي المتعدد؟
ورداً على السؤال الأشهر “هل يوجد علاج للتصلب اللويحي المتعدد؟”، أجاب الدكتور ماجد عبد النصير أن مرض التصلب اللويحي المتعدد كغيره من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، لا يشفى منه نهائياً، ولكن يمكن السيطرة عليه والتعايش معه دون منغصات من خلال الالتزام بالأدوية التي يحددها الطبيب المعالج ضمن الخيارات العلاجية المتاحة والتي تصل إلى 10 أو 12 دواء في مصر، يتم الاختيار بينهم وفقا لحالة كل مريض، والهدف منهم جميعاً هو تثبيط حدة جهاز المناعة الثائر الذي يهاجم الجسم وضبط أدائه، بالإضافة إلى علاجات أخرى للأعراض الناجمة عن المرض، ومشددًا على أن العلاج الذي يناسب حالة مريض قد لا يناسب غيره من حالات المرضى.
وأضاف أنه منذ أعوام، لم تكن هناك أدوية متاحة لمرض التصلب اللويحي المتعدد، لكن على مدار العشرين عاماً الماضية حدث تطور كبير في إيجاد علاج لهذا المرض، مثمنًا دور شركة أدوية الحكمة في مصر التي ساهمت في تقديم حلول دوائية، ووضع خارطة الطريق في علاج مرضى التصلب اللويحي المتعدد في مصر بتوفير العلاج في الصيدليات بسعر معقول يناسب المرضى الذين يتحملون نفقات علاجهم، وكذلك توفير تلك الأدوية تحت مظلتي التأمين الصحي ونفقة الدولة، مؤكدًاً أن جميع الأدوية المتاحة عالميًا متوفرة في مصر.