الجمهور لم يهتم برفع سعر المنتج
إيمان حشيش
استطاعت حملة شيبسى الجديدة «ماتوقفش الضحكة عندك» جذب انتباه الجمهور بدرجة جعلته لا ينتبه للسياسة التسعيرية الجديدة، بعد أن رفعت سعر الكيس إلى 3 جنيهات ونصف الجنيه بواقع زيادة 50 قرشًا، ورغم ذلك نجحت الحملة فى تشجيع الجمهور على شرائه بالسعر الجديد بهدف التقاط صورة مع الضحكة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، ما ساعد على تحقيق زيادة فى مبيعات الشركة.
أكد خبراء التسويق نجاح الحملة الجديدة التى تميزت بالبساطة والتفاعل القادر على جذب الجمهور، لافتين إلى أنها اتسمت بالحرفية والذكاء وتميزت ببساطة شديدة مصحوبة بشكل جديد للكيس جعل الجمهور لا يهتم بتغيير سعر المنتج، وبالتالى سوف يعتاد عليه مع الوقت، فضلًا عن أنها مكنت الشركة من الحفاظ على جمهورها وجذب جمهور جديد نحوها.
قال رامى عبد الحميد، المبدع بوكالة توتيم للدعاية والإعلان، إن شركة شيبسى صممت حملة «ماتوقفش الضحكة عندك» بأسلوب سهل وبسيط حقق لها تفاعلًا جماهيريًا عاليًا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بشكل ساعد على الترويج للمنتج بقوة.
وأشار إلى أن الشركة استطاعت أن توجه الجمهور لشراء المنتج بعد تغيير شكل العبوة وسعرها دون أن يشعر بهذه الزيادة أو يعترض عليها، موضحًا أنها نجحت فى تشتيت انتباه الجمهور نحو الأسعار الجديدة بأسلوب مختلف، مضيفا أن الهدف من انطلاق الحملة تحقيق تفاعل جماهيرى عالٍ لفترة زمنية معينة إلى أن يعتاد الجمهور على الأسعار الجديدة دون أن يعترض عليها لتصبح مع الوقت أمرًا طبيعيًا.
ولفت إلى أن الشركة استفادت من فكرة حملة «كوكاكولا» التى انطلقت فى شهر رمضان الماضى وحققت تفاعلًا واستغلت حب الجمهور للتفاعل مع المنتجات بشكل جديد مختلف لم يستخدم من قبل، إذ اهتم الجمهور بالتقاط صور بالكيس الجديد ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن أصبحت موضة الفترة الحالية.
ويرى عبد الحميد أن الحملة تستهدف الشباب والمراهقين بأسلوب ناجح، وأنها لم تخاطب الكبار، خاصةً أنها قامت بإلغاء الكيس العائلى.
وأوضح أن حملة «ماتوقفش الضحكة عندك» هى رد فعل مباشر لمنتج بطاطس «شير» الجديد، التابع لشركة إيجيبت فودز.
وقالت الدكتورة داليا عبد الله، أستاذة العلاقات العامة والإعلان بإعلام القاهرة، إن المعلنين اهتموا فى الفترة الأخيرة بالبحث عن أفكار تسويقية غير تقليدية تركز على حث الجمهور على التفاعل مع المنتج.
وأشارت إلى أن تفاعل الجمهور مع أى حملة يعتبر فى حد ذاته وسيلة ترويجية جديدة بدون تكلفة، إذ يتحول الجمهور لأداة تسويقية بشكل غير مباشر، ويروج بنفسه للمنتج عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالى فإنه يعتبر ذكاءً إعلانيًا لا ينبع إلا من محترفين.
وترى أستاذة الإعلان بجامعة القاهرة أن التفاعل مع الحملات التسويقية يتناسب أكثر مع المنتجات قليلة الاستهلاك منخفضة التكلفة، كالمياه الغازية والمشروبات، مضيفة أن الدراسات الحديثة أثبتت أن التفاعل يساعد على ارتباط الجمهور بالعلامة التجارية وإقامة علاقة صداقة بينهما.
ولفتت إلى أن «شيبسى» استطاعت أن تصمم حملة جديدة فى منتهى الذكاء استغلت سوء الوضع الحالى الذى جعل الضحكة أمرًا صعبًا على الكثير لتكون ضحكة الكيس والتصوير به موضة مستخدمة حتى فى عز مصائبهم، مؤكدة أن الشركة نجحت فى جعل الجمهور يتغاضى عن السعر الجديد- حتى إن كان الارتفاع طفيفًا- ويُركز فقط مع الحملة ويساهم فى نشرها.
وأشارت إلى أن الحملة الجديدة حققت أكثر من المستهدف للشركة فهى أعادت المنتج للأذهان وساعدت على تدعيم ولاء الجمهور نحوها والمنافسة بقوة لتكون دائما فى المقدمة.
وقال عمرو مصطفى، شريك مؤسس بشركتى سمارت تاتش وسمارت ايفنتشر للتسويق، إن حملة شيبسى الجديدة تم تنفيذها على مرحلتين، الأولى بشكل الكيس المختلف الذى جعل الجمهور ينجذب نحوه، ثم بإعلان الفنان أحمد حلمي، الذى ساعد على تدعيم الفكرة بكونه فنانًا مشهورًا له جمهوره الخاص، نظرًا لاستطاعته بفكرة الإعلان البسيطة السهلة أن يحفز الجمهور على الشراء والتقاط الصور مع الكيس وإرسالها لأصدقائهم دون التركيز مع الأسعار الجديدة التى سيعتاد عليها مع الوقت.
وأوضح مصطفى أن تغير السياسة التسعيرية لأى شركة يتطلب إضافة بصمة جديدة سواء لشكل الغلاف أو فكرة إعلانية تجذب الجمهور من خلال إضافة قيمة جديدة للمنتج، لكى لا يشعر المستهلك بأى ضيق من السعر الجديد.
ويرى مصطفى أن الحملة لم تحقق تأثيرًا كبيرًا فى البداية، لأنه كان فى حالة تعجب من شكل الكيس الذى اعتمد على التشويق، حتى بدأ إعلان أحمد حلمى وما صاحبه من تشويق زاد من قوته وجعله إعلانًا ناجحًا بكل المقاييس.
وأضاف أن الاعلان استطاع أن يخلق قيمة للمنتج تساعد على الحفاظ على المستهلكين وكسب مستهلكين جدد، إذ أصبح «شيبسى» هو الكيس المميز بالسوق كلها.