مؤشرات علي حركة رواج مرتقبة بـ"قطاع الغزل والنسيج" خلال العام الحالي

أبرز المؤشرات في إعلان العديد من الشركات العاملة بالقطاع عن اتجاهها إلى ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية

مؤشرات علي حركة رواج مرتقبة بـ"قطاع الغزل والنسيج" خلال العام الحالي
جريدة المال

دعاء حسني

أحمد عاشور

12:01 ص, الأربعاء, 3 مارس 10

كشفت فاعليات الدورة الثانية عشرة لمعرض “ايتشه” المعرض العربي الافريقي الدولي الثاني عشر المتخصص في ماكينات الغزل والنسيج والصباغة والتطريز والخياطة والتريكو ومستلزماتها من قطع الغيار والخيوط عن مؤشرات إيجابية، توضح حدوث طفرة مرتقبة في قطاع الغزل والنسيج خلال عامي 2010-2011، من خلال حركة المبيعات والمفاوضات التي تمت بين الشركات العارضة وبين المصانع العاملة بالقطاع من خلال لافتات علقت علي ماكينات مصانع الغزل والنسيج والتطريز والخياطة والملابس الجاهزة نصت علي عبارات «مباعة لمصنع …….».

كما كانت من أبرز المؤشرات التي أوضحت عودة الاستثمارات بقوة إلي قطاع الغزل والنسيج إعلان العديد من الشركات العاملة بقطاع الغزل والنسيج المحلية أو السورية أو التركية عن اتجاهها الي ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية واعلان البعض الآخر من المصانع المحلية الي اتجاهها نحو التوسع وتطوير خطوط انتاج مصانعها القائمة بالفعل.

وكان معرض “ايتشه” قد انتهي الاسبوع الماضي بعد فاعليات استمرت اربعة أيام خلال الفترة من 23-26 فبراير وكان المعرض قد أقيم بأرض المعارض بمدينة نصر بتنظيم من شركة “ACG-ITF” المنظمة للمعارض وشاركت به أكثر من 500 شركة عارضة متخصصة في صناعات النسيج من ايطاليا واسبانيا والمانيا وتركيا وتايوان والمملكة المتحدة والهند والبرتغال والصين واليونان وجمهورية التشيك وهونج كونج وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية بالاضافة الي مصر.

وقد أكد مدحت رمضان، المدير التسويقي لمجموعة الاتصالات العربية “ACG-ITF” المنظمة للمعرض لـ”المال” أن المعرض بدأ تنظيمه منذ عام 1993، كل عامين تقريباً، مرجعاً تنظيمه كل عامين وليس كل عام، إلي أن القطاع النسيجي بخاصة يتسم بالبطء النسبي في معدلات التطور التكنولوجي، مقارنة بقطاعات أخري أكثر سرعة في ذلك مثل قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، كما أن المعارض العالمية والصناعية المتخصصة في مجالات معينة تحتاج الي فترة زمنية طويلة لكي يكون هناك نقل للأحداث التكنولوجية العالمية التي تحدث بالقطاع، مستشهداً علي حديثه بمثال بالمعرض الاول في مجال النسيج الذي يقام بالمانيا تحت اسم “itm” ويتم تنظيمه كل أربع سنوات.

القطاع بدأ التعافي من آثار الازمة المالية العالمية

وكشف رمضان أنه بالرغم من ذلك فإن إمكانية اتجاه الشركة الي تنظيم معرض “ايتشه” خلال شهر مارس 2011 أي بعد عام واحد فقط من تنظيم “ايتشه” هذا العام وليس كل سنتين كالمعتاد، معللاً ذلك بطفرة الاستثمارات الجديدة التي بدأ ضخها في القطاع النسيجي خلال العام الحالي وبدء تعافي القطاع من آثار الازمة المالية العالمية والتي قد تشجع علي عرض المزيد من الماكينات وخطوط الانتاج الحديثة التي تحتاج اليها الشركات الجديدة لتحقيق أعلي معدلات للجودة وتدعيم قدرة منتجات النسيج المصرية علي المنافسة في الاسواق العالمية، مما قد ينعكس أثره علي زيادة الصادرات حيث إن معرض “ايتشه” لا يخدم السوق المصرية فقط بل يستهدف خدمة السوقين العربية والافريقية ايضاً.

وتوقع رمضان أن تكون هناك زيادة في المساحة المخصصة للمعرض خلال السنوات المقبلة بعد أن كان هناك تقليص في مساحة العرض للشركات العارضة خلال الدورة الحالية للمعرض حيث بلغت صالات العرض 6 صالات عرض مقارنة بـ11 صالة عرض عام 2008، مرجعا السبب في ذلك الي التأثيرات السلبية للازمة المالية العالمية علي القطاع والتي يبدأ اثرها السلبي يزول تدريجيا من القطاع خلال المرحلة المقبلة، لافتا الانتباه الي ان الشركة المنظمة استطاعت التغلب علي انخفاض مساحات العرض من خلال الدعاية التسويقية التي قامت الشركة بمضاعفتها لنحو اكثر من 35% لاجتذاب العملاء من المنتجين والمستوردين والوكلاء علي مستوي العالم.

ولفت رمضان الي ان اتجاه الشركة الي استقدام اكثر من تكنولوجيا في قطاع ماكينات الغزل والنسيج من جميع الدول مثل الهند والمانيا والصين وتركيا وغيرها من الدول، يسمح بتقديم عروض تنافسية بين الشركات العارضة سواء كان ذلك بتقديم »تخفيضات« واسعار خاصة للماكينات او اضافة خدمات جديدة للمشتري مثل خدمة “ما بعد البيع” وهو ما يصب في صالح الشركات والمصانع المصرية العاملة بالقطاع.

السوق المصرية لا تقوم بإنتاج الماكينات الخاصة بقطاع الغزل والنسيج

ولفت رمضان الي ان السوق المصرية لا تقوم بانتاج المعدات او الماكينات الخاصة بقطاع الغزل والنسيج، لكن اغلب الشركات المصرية وكلاء لشركات اجنبية في الخارج، موضحا ان هناك 3 اتجاهات حاليا للشركات المصرية العاملة بصناعة النسيج وهي اما استخدام التكنولوجيا الالمانية وهي الاقوي علي الاطلاق، ولكنها الاكثر سعرا او استخدام التكنولوجيا الصينية وهي الاقل جودة والاقل سعرا او استخدام “المدرسة” الوسطية بين الاتجاهين السابقين وهي المدرسة “التركية” وتتيح التكنولوجيا ماكينات متطورة لقربها من التكنولوجيا الاوروبية وبالتالي فبها ماركات جيدة وسعرها ايضا مناسب لاستهلاك المصنع المصري.

وقال غانم البغدادي، رئيس مجلس ادارة شركة المصرية لصناعة مستلزمات الغزل والنسيج إن المعرض يعتبر فرصة لتسويق منتجات الشركة داخليا وخارجيا إلا أنه يري ان توقيت المعرض غير مناسب كونه جاء في منتصف الاسبوع، الامر الذي ادي الي قلة الاقبال من المصانع.

واضاف البغدادي ان شركته متخصصة في قطع غيار الغزل والنسيج، حيث يبلغ رأسمالها 100 الف جنيه، وتصدر ما بين 10 الي 15% من حجم انتاجها الي كل من السودان وباكستان والاردن ونيجيريا والنسبة الباقية موجهة للسوق المحلية، داعيا الي ضرورة التركيز علي البحث العلمي وتدريب العمالة لرفع انتاجية هذه العمالة وعمل »دراسات للسوق« لاستفادة من تجارب الدول الاخري مثل تركيا.

وقال حازم ابو القاسم، مدير عام المجموعة التجارية الهندسية المتخصصة في كيماويات واصباغ النسيج إن هذه هي الدورة الاولي له للمشاركة في معرض »ايتشه«، مشيرا الي ان سبب مشاركته هذا العام هو عرض منتجات جديدة لاحدي الشركات الهندية باعتباره وكيلها في السوق المصرية، واوضح ابو القاسم ان المنتج الجديد عبارة عن منتج لصباغة الاقمشة يضمن جودة عالية وثبات اللون علي القماش، مؤكدا انه تركيب كيميائي جديد ولاول مرة يطرح في السوق المصرية، حيث ان هناك تصميماً لما يقرب من 50 لوناً منه ويتراوح سعره بين 3 و10 دولارات للكيلو.

شدة المنافسة بين الماركات تتيح ارتفاعاً أكثر في جودة المنتجات المعروضة بالأسواق

واوضح ابوالقاسم ان شدة المنافسة في السوق العالمية بين الماركات المختلفة تتيح ارتفاعاً اكثر في جودة المنتجات المعروضة بالاسواق، كاشفا عن اتجاه شركته للتوسع في انشاء معمل وعدد من المخازن لتقديم الخدمات الفنية لعملاء الشركة والمصنعين بتكلفة استثمارية قدرها 250 الف جنيه.

ولفت قاسم الانتباه الي ضرورة تفعيل الاتفاقية التي كانت الحكومة المصرية كانت قد وقعتها مع الصين خلال الاشهر الماضية والخاصة باصدار شهادة منشأ للبضائع الصينية المستوردة توضح اسعار المنتجات ومكان تصنيعها وذلك للتقليل من عمليات التهريب التي تتم من هذا الجانب بهذا القطاع وتؤثر سلبا علي اداء الشركات العاملة بالقطاع.

وأوضح وائل علما، رئيس مجلس إدارة شركتي »برفكت« لصناعة الغزول والصناعات النسيجية أن هناك سعياً لعمل تحديثات بالشركتين تتمثل في تحديث خطوط إنتاجهما لرفع الطاقة الإنتاجية للشركات، متوقعاً أن يتم الانتهاء من التجديدات بالشركتين مع نهاية العام الحالي، حيث يقدر رأسمال الشركتين بنحو 70 مليون جنيه.

وقال عبدالرحمن النموري، مدير عام شركة “النموري” لإنتاج خيوط الحياكة إن المعارض تمثل فرصة جيدة للتواصل مع العملاء ولكن مواعيد المعرض هذا العام كانت غير مناسبة لكونها في منتصف الأسبوع، الأمر الذي قلل من حجم الإقبال الجماهيري علي المعرض.

وعن الانتقادات التي تقدم بها عدد من العارضين حول توقيت تنظيم معرض “يتشه” هذا العام والذي بدأ تنظيمه من يوم “الثلاثاء انتهاء بيوم الجمعة”، الذي لم يتح للعديد من الشركات المصرية العاملة بالقطاع النسيجي حضور فاعليات المعرض والتعرف علي أحدث تكنولوجيا تقدمها الشركات بعد أن اعتاد تنظيم المعرض خلال نهاية الأسبوع اعتباراً من «الخميس إلي الأحد«، الأمر الذي كان يوفر العديد من الإجازات التي تسمح للشركات بزيارة المعرض علي حد قول الشركات العارضة.

هناك عائقاً واجه الشركة المنظمة تمثل في وجود خطة تطوير لأرض المعارض

وعلق مدحت رمضان، مدير التسويق للشركة المنظمة بأن هناك عائقاً واجه الشركة المنظمة خلال العام الحالي تمثل في وجود خطة تطوير لأرض المعارض المصرية، ألزمت الشركة المنظمة بوجود صعوبة في تنفيذ المعرض بأرض المعارض وضرورة الانتقال لتنظيمه في مركز المؤتمرات، والذي كان من الصعوبة إجراء تنفيذ المعرض بها، نظراً لارتفاع وزن بعض الماكينات والتي تصل لنحو 5 أطنان في بعض الأحيان مما كان سيستوجب معه تقليص مساحة المعرض بشكل كبير وإلغاء عرض كثير من الشركات العارضة لماكيناتها.

أضاف رمضان أنه بعد إخطار جهات مسئولة في أرض المعارض للشركة المنظمة بأن هناك تأجيلاً لخطة تطوير أرض المعارض بسبب وجود اعتراضات من بعض الجهات علي الشكل والتصميم الجديد المنتظر تنفيذه لها ثم إعادة التنسيق سريعاً ليتم تنفيذ المعرض بأرض المعارض كونها المكان الأفضل من حيث المساحة لإقامة معرض بهذا الحجم والكم من المعدات والماكينات، وكان هذا التوقيت هو الوحيد الذي لا يتعارض مع إقامة أي من المعارض الدولية أو المحلية المتخصصة في هذا المجال أو المجالات القريبة منه.