تتوقع مؤسسة IHS ماركت العالمية لأبحاث الأسواق المالية والاقتصادية ارتفاع والخفيفة بحوالى %18 هذا العام فى الصين صاحبة أكبر سوق للشحن فى العالم ، لتقترب من 3.76 مليون وحدة مسجلة أعلى مستوى فى تاريخها.
وأكد المحللون فى مؤسسة IHS ماركت أن الانتعاش فى مبيعات الشاحنات بدأ أبريل الماضى، مع إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بعد أن استطاعت حكومة بكين احتواء وباء فيروس كورونا الذى بدأ منذ نهاية ديسمبر واستمر حتى مارس الماضى، ليتوقف عدد الإصابات عند 84.8 ألف مريض تقريبًا والوفيات عند 4636 حتى الآن.
وذكرت وكالة رويترز أن نمو الطلب على السولار الذى تعمل به الشاحنات، والذى يشكل %30 من إجمالى استهلاك البترول فى الصين، من المتوقع أن يزيد بحوالى %2 خلال العام الحالى، ليتفوق على البنزين ووقود الطائرات النقى، بسبب حظر الطيران وتجمد حركة السفر فى دول العالم خلال النصف الأول من هذا العام، جراء تفشى مرض كوفيد 19 الذى أصاب أكثر من 21 مليون شخص.
ويرى كاسى ليو، خبير الشاحنات الثقيلة بمؤسسة IHS ماركت أن السولار يمثل النجم السوبر أو الحصان الأسود بين أنواع الوقود هذا العام فى الصين، مع تزايد إنفاق حكومة بكين على البنية التحتية وأنشطة المناجم، واستخدام الشاحنات والحفارات والرافعات فيها، لدرجة أن النمو بحوالى %2 يعنى زيادة قدرها من 60 إلى 90 ألف برميل يوميًا، ليصل إجمالى الاستهلاك هذا العام من 3.8 إلى 4.1 مليون برميل سولار يوميًا، ليتفوق على الاستهلاك القياسى الذى شهده العام الماضى.
ويقدر كاسى ليو مبيعات الشاحنات الثقيلة حلال العام الحالى بأكثر من 1.4 مليون وحدة، بعد أن قفزت بحوالى %50 خلال شهر منذ أبريل الماضى وحتى يوليو، لا سيما مع زيادة تسليم السلع والبضائع فى التجارة الأونلاين التى انتعشت للحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا، بعد التكهين المقرر لحوالى مليون شاحنة قديمة، وشراء أخرى جديدة ذات انبعاثات كربونية أقل، تتفق مع المعايير الجديدة التى تطبقها حكومة بكين للمحافظة على الهواء نقيًا مع بداية العام القادم.
من ناحية أخرى، يتوقع تاو جاو خبير الشاحنات الخفيفة بمؤسسة IHS ماركت انخفاض استخدام البنزين بحوالى %4 خلال العام الحالى، بعد أن تراجع بأكثر من نحو %9 خلال النصف الماضى، وهبوط مبيعات سيارات الركوب التى يعمل %95 منها بالبنزين نحو %13 هذا العام، مقارنة بالعام الماضى، للسنة الثالثة من التراجع المتواصل بسبب التوترات التجارية بين واشنطن وبكين منذ أكثر من عامين وحتى الآن.
يذكر أن إجمالى مبيعات السيارات فى الصين قفز بحوالى %16.4 خلال شهر يوليو الماضى للشهر الرابع على التوالي، بعد أن تجاوزت 1.65 مليون وحدة فى يونيو بزيادة %2.9 عن مايو، لتبتعد عن مستويات متدنية بلغتها خلال إجراءات العزل العام المرتبطة بفيروس كورونا، ولترتفع المبيعات إلى 2.11 مليون سيارة فى يوليو، ولكنها تظل منخفضة %12.7 عن مبيعات ديسمبر الماضى.
ومن المتوقع هبوط مبيعات السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى فى سوق الصين بحوالى %10 هذا العام، إلا إذا حدثت موجة ثانية من الإصابات بالفيروس، ما قد يفاقم الانخفاض إلى نحو %20 بعد أن تراجعت المبيعات خلال الأشهر السبعة الماضية بنسبة %12.7 لتنزل إلى 12.3 مليون وحدة.
وكانت سوق سيارات الركاب فى الصين تكبدت خسائر حادة فى الربع الأول من هذا العام، وانخفضت مبيعات السيارات خلال النصف الماضى بحوالى %23 مقارنة بنفس النصف من العام الماضى لتنزل إلى 7.7 مليون وحدة وسط التوقف غير المسبوق الناتج عن تفشى مرض فيروس كورونا، ولكنها بدأت الخروج من هذه الأزمة فى الربع الثانى من العام مع انحسار المرض وتوقف العدوى وتدابير حكومة بكين لتعزيز الاستهلاك التى ساعدت فى تعافى السوق وانتعاش الاستهلاك والاقتصاد.