ناقش مؤتمر التأمين الرقمي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، المنعقد بدبي، أطروحة ضرورة اعتماد التحول الرقمي في التأمين، لتحسين مشاركة العملاء، وزيادة الكفاءة وخفض التكاليف، واستغلال فرص إيرادات جديدة، وتحسين عملية صنع القرار، وتعزيز كشف الاحتيال.
وجاءت المناقشات خلال فعاليات مؤتمر التأمين الرقمي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، المنعقد تحت شعار “بناء أضخم مجتمع تأمين رقمي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، من السابع والعشرين حتى التاسع والعشرين من الشهر الماضي، بحضور ما يزيد عن 1500 مشارك، لاستماع أكثر من 150 متحدثًا تقريبًا، يمثلون ما يزيد على 60 دولة.
وشددت أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وخبيرة إعادة التأمين، في جلسة نقاشها بالمؤتمر، على ضرورة تحسين إدارة المخاطر بالشركات، فالتحول الرقمي لا يخلو من التحديات، ويجب على شركات التأمين أن تكون على دراية بالتحديات المحتملة أثناء سعيها لرقمنة أعمالها.
وشددت جلسة المناقشة على وجوب اهتمام شركات التأمين في التحول الرقمي بخصوصية البيانات والأمن، والبنية التحتية والتنظيمية، وإدارة المخاطر التشغيلية.
وبيّنت أن التكنولوجيا توفر إمكانية تحسين الأعمال، فضلًا على أن التحول الرقمي الناجح يتطلب أيضًا إستراتيجية فعالة، وثقافة صحيحة، وإدارة للتغيير، وقدرة على تحفيز الابتكار، ومعرفة أين تكون المهارات المطلوبة والمواهب الجديدة.
وأشارت إلى أن صناعة التأمين واجهت تغيرات هائلة ليس فقط في السنوات القليلة الماضية، ولكن في العقد الماضي أو نحو ذلك، بينما كانت المعدلات المنخفضة تاريخيًا في السنوات الـ12 الماضية تعني استثمارات أكثر خطورة لشركات التأمين، إذ خضعت الشركات لمزيد من الاختبار من خلال زيادة المطالبات في 2020-2021 بسبب جائحة فيروس كورونا.
وألمحت إلى أن توقعات العملاء تتغير بمعدل التحول الرقمي، ومن المرجح أن يواصل مقدمو الخدمات مواكبة ذلك، بالإضافة إلى إمكانية مساعدة القدرات الرقمية في تحقيق الأهداف التشغيلية، مثل منع الاحتيال ومساعدة المخاطر المتكاملة.
وأوضحت أن صناعة التأمين تتعرض لضغوط من أجل التحول الرقمي، للحفاظ على قدرتها التنافسية، لتغير توقعات المستهلكين والعملاء، الذين يتوقعون تجربة رقمية من شركات التأمين الخاصة بهم، ومن ثم تحتاج شركات التأمين إلى رقمنة منتجاتها وعملياتها.
وذكرت أن التحول الرقمي سيمكن شركات التأمين من تحسين مشاركة العملاء وتبسيط العمليات ودفع النمو، ولكن بعد فترة أطول قليلًا، لمعرفة ما يعنيه التحول الرقمي.
وشددت على قادة المؤسسات بضرورة فهم طبيعة التهديدات التي تتعرض لها المؤسسة ووضع وتنفيذ خطة للتعامل معها، مع فهم الطبيعة المتأصلة في التكنولوجيا للشركات الناشئة أو المؤسسات القائمة، فالابتكار الناجح أمر صعب ولكنه ممكن.
وأكدت أن «التحول الرقمي لا يأتي بالسحر»، إلا أن الشركات لا بد أن تمنح نفسها فرصًا للنجاح، مع خطة واضحة ومدروسة بعناية لكيفية الانتقال، بخريطة طريق رقمية خاصة.