أعلن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «» -التابع لمنظمة الأمم المتحدة- أن انتشار فيروس كورونا أدى إلى انكماش صادرات الصين من المكونات الحيوية وقطع الغيار اللازمة للسيارات، أكثر من 2 % خلال فبراير الماضى، مقارنة بنفس الشهر من 2019، لتتكبد الشركات العالمية خسائر بقيمة 50 مليار دولار.
ذكرت وكالة رويترز أن الصين -ثانى أكبر اقتصاد فى العالم ومركز فيروس كورونا الذى انتشر لأكثر من 75 دولة حتى الآن- تستحوذ وحدها على %20 من التجارة العالمية فى المكونات الوسيطة التى تعتمد عليها منتجات العديد من شركات السيارات العالمية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
قالت باميلا كوك هاميلتون، مديرة قسم التجارة الدولية بمؤتمر الأونكتاد فى جنيف، إن تفاقم انتشار فيروس كورونا الذى أدى إلى وفاة 4 آلاف شخص وإصابة 102 ألف حالة، تسبب فى ضعف التجارة العالمية، لا سيما الصادرات الصينية خلال أول شهرين من العام الجارى.
هوى مؤشر مدراء المشتريات الصينى الذى يشير للنشاط الصناعى للصين إلى أدنى مستوى خلال الشهر الماضى، مع إغلاق العديد من المصانع والشركات وحظر السفر، ووقف جميع الرحلات الجوية لينخفض المؤشر إلى مستوى أسوأ من الذى بلغه خلال الأزمة المالية العالمية فى 2009.
تضم الدول والمناطق التى تكبدت أكبر خسائر بسسب وقف التصدير الصينى «الاتحاد الأوروبى بقيمة 15.6 مليار دولار، والولايات المتحدة 5.8 مليار دولار، واليابان 5.2 مليار دولار، وكوريا الجنوبية 3.8 مليار دولار، وتايوان 2.7 مليار دولار، وفيتنام 2.3 مليار دولار» طبقًا لتقرير الأونكتاد.
أكد أليساندرو نيسيتا، الخبير الاقتصادى الذى شارك فى كتابة التقرير الذى لا يغطى الزراعة والخدمات، أن السيارات ومكوناتها تعرضت لأكبر خسائر، لا سيما شركة هوندا اليابانية للسيارات، التى أغلقت مصانعها لمدة أسبوع لنقص المكونات من الصين، وشركات السيارات الأوروبية التى بلغت خسائرها 2.5 مليار دولار خلال الشهر الماضى .
يرى محللون فى العديد من الوكالات البحثية العالمية، أن فيروس كورونا من المتوقع أن يجعل العام الحالى الأسوأ منذ الركود العالمى، الذى بلغ ذروته فى 2009، وأن يفقد الناتج العالمى 2.7 تريليون دولار نهاية العام الجارى، وأن النمو الاقتصادى العالمى محتمل أن يتجمد حال استمر انتقال فيروس كورونا بنفس السرعة إلى معظم دول العالم، وتكررت فيها الأزمة التى تعانى منها الصين حاليا.
تتوقع رابطة مصنعى السيارات الصينية CAAM هبوط مبيعات السيارات فى الصين بأكثر من %10 خلال النصف الأول من العام الحالى، بسبب تداعيات فيروس كورونا الذى تسبب فى إغلاق المصانع عدة أسابيع وحظر التصدير، ووقف وسائل المواصلات العامة، ومنع خروج الناس للحد من العدوى لدرجة أن المبيعات هوت أكثر من %85 الشهر الماضى، و %18.7 فى يناير.
نجم عن انتشار وباء كورونا إغلاق معظم مصانع ومعارض السيارات طوال الأسابيع الماضية منذ بداية العام الجارى، لدرجة أن إنتاج شركة جيلى-المشهورة فى الصين والعالم بفضل استثماراتها فى شركات عالمية مثل فولفو ومرسيدس- هبط خلال فبراير الماضى إلى %33 فقط من الإنتاج الشهرى المعتاد، بسبب غياب معظم العاملين لمنع انتشار العدوى.
تعرضت شركات السيارات العالمية، لا سيما الآسيوية لهبوط مبيعاتها منذ بداية العام بسبب كورونا، منها ماهيندرا أكثر من %42 و تاتا موتورز %34 بينما هبطت مبيعات هيونداى الكورية الجنوبية %13.
تراجعت مبيعات السيارات اليابانية %10.3 فى فبراير مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وسط تزايد المخاوف من توقف الإنتاج وصعوبة توريد المكونات من الصين بسبب تفشى فيروس كورونا، ليتأكد اتساع نطاق تأثير الفيروس الجديد على اليابان ثالث أكبر اقتصاد فى العالم .