أقبلت شركة لينوفو جروب على التحذير من شطب الوظائف خلال الفترة المقبلة بعد انخفاض الطلب على الحواسيب الشخصية وتراجع أرباحها لأول مرة خلال ثلاثة أعوام، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
انخفض صافي الربح للمرة الأولى منذ 2020، بعد تهاوٍ أكبر من المتوقع في الإيرادات نسبته 24% ليصل إلى 15.3 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، طبقاً لبيان الشركة. وكان المحللون يتوقعون مبيعات تُقدر بـ16.4 مليار دولار في المتوسط.
تراجع أرباح لينوفو جروب
كانت أكبر صانعة للحواسيب الشخصية في العالم تعاني من تراجع الطلب العالمي في أعقاب طفرة العمل من المنزل أثناء فترة تفشي الوباء.
وطبقاً لمؤسسة “آي دي سي” (IDC)، تراجعت شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية حول العالم بنسبة 28% في الربع الأخير إلى مستويات 2018، مما أضر بالشركة ومنافسيها منذ زمن طويل “إتش بي” و”ديل تكنولوجيز”.
قال يانغ يوانكينغ، الرئيس التنفيذي لـ”لينوفو”، في مكالمة أرباح الشركة الجمعة الماضية: “نعتقد أن سوق الأجهزة الذكية تمر بأسوأ فتراتها”.
أوضح أن الشركة بحاجة لتعديل قوتها العاملة من أجل خفض النفقات الخاصة ببعض عملياتها، مع توظيف أشخاص جدد في قطاعات سريعة النمو مثل الخدمات.
لم يوضح “يانغ” أي تفاصيل حول عدد الوظائف التي يُحتمل تخفيضها، لكنه قال إن عدد الموظفين سيشكل “جزءاً صغيراً للغاية” من الإجمالي العام للتكاليف التشغيلية.
“لينوفو” تواجه مزيداً من الضغوطقالت “لينوفو” إن سوق الحواسيب الشخصية ربما تستقر أسرع من المتوقع خلال العام الجاري، وفي الوقت نفسه سترفع الشركة كفاءتها وتستثمر في الابتكار.
تخفيض التكاليف
ساهمت تخفيضات التكاليف في انخفاض أقل من المتوقع لصافي الربح الفصلي لشركة “لينوفو” بنسبة 32% ليصل إلى 437 مليون دولار.
أفاد “يانغ” بأن “الطلب الحقيقي، الذي تعكسه عمليات تنشيط أجهزة المستخدمين، كان أفضل بكثير من بيانات الشحن الخاصة بالصناعة”.
وأوضح أن السوق لا تزال تتعامل مع المخزون المكدس خلال حقبة الوباء، مضيفاً: “نعتقد أن الطلب في السوق ليس بالسوء الذي توقعه الكثيرون”.
مع ذلك، واصلت أسهم “لينوفو” خسائرها لتتجاوز الـ4.9% في هونغ كونغ الجمعة الماضية، وهو أكبر انخفاض لها خلال اليوم في شهر.
كما قال ستيفن تسينغ، المحلل لدى “بلومبرج إنتليجنس”، إن ضعف طلب الشركات يعزز الضغط على ربحية “لينوفو” ومقرها بكين، حيث تنخفض مساهمة الإيرادات التي يتم جنيها من حلول الخدمات المُدرة للربح.
أفاد “تسينغ” في مذكرة قبل إعلان الأرباح أن “تدهور إنفاق المؤسسات وسط تباطؤ النمو الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية قد يكون السبب في هذه الضغوط، وربما تستمر المعوقات على المدى القريب”يمكن أن يُسهم تعهد الصين بتحفيز الإنفاق الاستهلاكي في تعزيز مبيعات الإلكترونيات خلال الأرباع السنوية المقبلة.
ألغت الدولة قيودها الصارمة المفروضة للسيطرة على تفشي كوفيد في أواخر العام الماضي بعد احتجاجات عارمة.
لكن التعافي قد يكون متفاوتاً. من هذا المنطلق، قال “تسينغ” وشون تشين في مذكرة منفصلة إنه بالرغم من أن سوق الهواتف الذكية قد تسجل انتعاشاً بسيطاً هذا العام، فإن مبيعات الحواسيب قد تواجه تحديات أكثر بسبب ضعف الطلب من الشركات.
حذر على المدى القريب
أضاف المحللان أن “الشركات ربما تظل حذرة على المدى القريب وتشدد الإنفاق على البنية التحتية الرقمية، لكن (لينوفو) قد تبرز بما أنها تستعد لتكون المستفيد الأكبر من حملة التوطين التي تتبعها الصين لاستبدال العلامات التجارية الأجنبية للحواسيب في القطاع العام”