قامت شركة مايكروسوفت بتسليم جميع عمليات تطوير أدوات وبرامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها إلى شركة أوبن إيه آي OpenAI، وفقًا لأحد المديرين التنفيذيين، وهو ما قد يكون بمثابة نعمة ونقطة قوة لمنافستها اللدود جوجل.
وقال تود ماكينون، الرئيس التنفيذي لشركة أمن الهوية Okta، لـ CNBC إن شركة جوجل لديها نقطة قوة كبيرة تعمل لصالحها خلال منافستها مع مايكروسوفت، إذ إنها دائما تطور أدواتها وتتطلع إلى الدفاع عن مكانتها في مجال البحث، وذلك من خلال حرصها الدائم على عدم الاستعانة بمصادر خارجية في مجال البحث والتطوير.”
وأشار إلى أن ما يسمى بالمحولات التي تقوم بتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية كلها “جاءت من جوجل”، ولمن لا يعرف فإن المحولات هي نماذج للتعلم العميق تتعلم السياق وبالتالي المعنى من خلال تتبع العلاقات في البيانات التسلسلية، مثل الكلمات.
وأوضح ماكينون: “كل هذا جاء من جوجل، من خلال شركة ديب مايند وأبحاثها الخاصة، أعني أن كل الجديد والمبتكر كان نتيجة البحث الذي أجرته جوجل، والمحولات التي تمثل الخوارزمية التي تستخدمها جميع نماذج اللغات الكبيرة LLM لتحقيق هذه التطورات الكبيرة. هي من ابتكار جوجل”.
وأضاف ماكينون، أن هناك خطرًا من أن تتحول مكانة مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي إلى كونها شركة لتقديم “الاستشارات التقنية الخاصة بالذكاء الاصطناعي”، بدلا من أن تكون مبتكرة بنفسها هذه الأدوات على غرار ما تقوم به جوجل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تسارع فيهمايكروسوفت لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها مثل تضمين Copilot، وروبوت الدردشة المولد بالذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، وأجهزة الكمبيوتر المجهزة ببرامج الذكاء الاصطناعي التوليدية من خلال الاستعانة بنموذج “شات جي بي تي” من شركة أوبن إيه آي”.
استثمرت مايكروسوفت مليارات الدولارات في OpenAI، حيث ارتفع إجمالي استثماراتها حتى الآن إلى 13 مليار دولار. وفي يناير 2023، قالت شركة التكنولوجيا العملاقة إن استثمارها من شأنه “تسريع اختراقات الذكاء الاصطناعي لضمان تقاسم هذه الفوائد على نطاق واسع مع العالم”.
ومن خلال هذه الاستثمارات والتعاون أصبحت مايكروسوفت فعليًا الشركة الرائدة في الدفع نحو نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، وقد أثار هذا مخاوف من إمكانية تقويض مكانة جوجل في البحث، حيث يلجأ مستخدمو الإنترنت بشكل متزايد إلى ChatGPT وغيره من روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات البحث الخاصة بهم.