لمواجهة النفوذ الصيني.. أمريكا وأستراليا واليابان تمول إنشاء كابل إنترنت بحرى

شركات التكنولوجيا تحاول دخول عالم البنية التحتية للإنترنت عبر الاستثمار في تمديد الكابلات البحرية

لمواجهة النفوذ الصيني.. أمريكا وأستراليا واليابان تمول إنشاء كابل إنترنت بحرى
أحمد فراج

أحمد فراج

11:00 ص, الأحد, 12 ديسمبر 21

أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، أنها ستمول بشكل مشترك بناء كابل تحت البحر لتعزيز الوصول إلى الإنترنت بثلاث دول صغيرة في المحيط الهادي، حيث يسعى الحلفاء الغربيون لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، بحسب وكالة رويترز.

وقال الحلفاء الغربيون الثلاثة، إنهم سيطورون الكابل لزيادة سرعة الإنترنت في دول ناورو وكيريباتي وميكرونيزيا.

الحلفاء: المشروع سيدعم النمو الاقتصادي المتزايد ويدفع فرص التنمية

وقال بيان مشترك من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا “هذا سيدعم النمو الاقتصادي المتزايد، ويدفع فرص التنمية، ويساعد على تحسين مستويات المعيشة مع تعافي المنطقة من الآثار الشديدة لكوفيد-19”. ولم يحدد الحلفاء الثلاثة تكلفة المشروع.

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها في منطقة المحيطين الهندي والهادي بقلق من أن الكابلات التي وضعتها الصين يمكن أن تعرض الأمن الإقليمي للخطر. ونفت بكين أي نية لاستخدام كابلات الألياف الضوئية التجارية للتجسس.

شركات التكنولوجيا تحاول دخول عالم البنية التحتية للإنترنت عبر الاستثمار في تمديد الكابلات البحرية

يشار إلى أن شركات التكنولوجيا تحاول دخول عالم الاتصالات والبنية التحتية للإنترنت عبر الاستثمار في تمديد الكابلات البحرية التي تربط أجزاء العالم بالإنترنت، وقد دخلت فيسبوك هذا المجال بتعاونها مؤخرا مع شركة أورانج.

وتموّل شركة “أورانج” الفرنسية بالشراكة مع العملاق الأمريكى فيسبوك عملية تركيب كابل بحري جديد يمتد عبر المحيط الأطلسي، انطلاقا من شاطئ بلدة بورج، بالقرب من مدينة بوردو جنوب غرب فرنسا.

ومن المنتظر أن يوفّر الكابل الجديد أسرع شبكة اتصالات في فرنسا، ويُتوقّع أن يدخل الخدمة في أوائل عام 2022.

ويقول موقع “إل سي آي”(lci) الفرنسي في تقرير له، إنّ إجمالي مسافة كابلات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تمتد في قاع محيطات العالم يصل إلى حوالي 1.2 مليون كيلومتر، أي ما يعادل 3 أضعاف المسافة بين الأرض والقمر.

الكابلات الضخمة تؤمّن 99% من الاتصالات في العالم

وتؤمّن هذه الكابلات الضخمة 99% من الاتصالات في العالم، سواء عبر الإنترنت أو الهاتف.

وتنتقل البيانات عبر هذه الكابلات بسرعة الضوء، مدفوعة بأشعة الليزر وتقنية الألياف الضوئية، قبل إعادة توزيعها على أجهزتنا الإلكترونية عبر الأبراج الخلوية المثبّتة على الأرض.

ويبلغ طول الكابل الجديد الذي تموّله أورانج وفيسبوك 6800 كيلومتر، ويمتد من الساحل الأطلسي الفرنسي حتى السواحل الأمريكية.

وتقول كارين رومانيتي، رئيسة استراتيجية الكابلات البحرية في شركة أورانج “تقوم العملية على تمرير الكابل تحت الماء حتى يصل إلى الساحل الآخر”. وبسبب حالة الطقس، تأخرت الأشغال إلى الربيع المقبل.

وحسب التقرير، تقدّر تكلفة المشروع بـ250 مليون يورو، وقد نُقلت الكابلات على متن سفينة مخصصة للغرض وصولا إلى أعماق المحيط حيث يتجاوز العمق 6 آلاف متر. ومن المنتظر أن يتم تغليف الكابلات بسبائك من النحاس والصلب والبيتومين.

ويوضح توماس لوكوان، مدير الإنتاج في شركة ألكاتيل (Alcatel)، أحد أهم الشركات المتخصصة في تركيب الكابلات البحرية، قائلا “بالإضافة إلى العمق، قد تكون هناك مناطق للصيد وسفن ومراسٍ في قاع البحر. يجب أن يكون الكابل قادرًا على تحمل كل هذه العوامل”.

مدير الشبكات الدولية في أورانج : يجب أن تستمر الشركة في تطوير بنيتها التحتية لربط فرنسا بالقارات الأخرى

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير الشبكات الدولية في أورانج، جان لوك فويلمين، قوله “بالنظر إلى القضايا الاستراتيجية والسيادة الوطنية في ما يتعلق بالكابلات البحرية، يجب أن تستمر أورانج في تطوير بنيتها التحتية لربط فرنسا بالقارات الأخرى”.

ويوضح كاميل موريل، طالب الدكتوراه بجامعة ليون (Lyon) والباحث المشارك في معهد البحوث الاستراتيجية بالمدرسة العسكرية، “عندما تملك كابلات بحرية، تكون لديك إمكانية الوصول إلى البيانات عبر خدمات الاستخبارات بطريقة أو بأخرى”.

لكن المعطى الجديد في هذا المشروع، وفقا لتقرير “إل سي إي”، هو اقتحام عملاق الإنترنت الأمريكى فيسبوك هذا القطاع الاستراتيجي الذي كان حكرا على شركات الاتصالات، لا سيما بعد الانفجار الهائل في تدفق البيانات العابرة بين أوروبا والولايات المتحدة.