يتواجد في السباق الرمضاني الحالي، الكثير من المسلسلات الاجتماعية التي غابت السنوات الأخيرة عن الموسم الرمضاني بسبب غلبة الأعمال الكوميدية والأكشن طيلة الوقت على الدراما المصرية.
لكن تفوقت كثير من المسلسلات الاجتماعية في رمضان الحالي وجذبت الجمهورلها، مقارنة بنظيرتها التي تحمل طابعًا كوميديًّا، حيث لم تجد جمهورًا لها في الشهر الكريم لسوء موضوعاتها واعتمادها على الأفيهات السطحية فقط.
وأبرز هذه المسلسلات التي حملت طابعًا اجتماعيًّا للجمهور، مسلسل البرنس بطولة الفنان محمد رمضان الذي يحظى بمشاهدة عالية، ومسلسل “نحب تاني ليه” للفنانة ياسمين عبد العزيز، ومسلسل “لما كنا صغيرين”، بطولة ريهام حجاج ومسلسل خيانة عهد، بطولة الفنانة يسرا أيضًا، ومسلسل لعبة النسيان لدينا الشربيني.
نادر عدلي : يجب الانتباه جيدًا لظاهرة التفكك الأُسري في المسلسلات الاجتماعية
قال الناقد الفني نادر عدلي إن الأعمال الدرامية الاجتماعية تجذب الجمهور بدرجة كبيرة في شهر رمضان، ولا سيما أن الموضوعات أصبحت قليلة في الدراما المصرية.
وأوضح أن الأزمة كيفية طرح القضية المطروحة في المسلسل ومدى معالجتها، مشيرًا إلى أن مسلسل خيانة عهد ليسرا يعتمد على الانتقام من الأشقّاء، مثل مسلسل البرنس لمحمد رمضان، بالإضافة إلى أن هناك درجة من العداء لم تتضح حتى الآن في مسلسل لعبة النسيان لدينا الشربيني.
وأكد عدلي أن ذلك أمر خطير ويحتاج لعلماء الاجتماع لسؤالهم “هل التفكك الأسري في مصر وصل لهذه الدرجة مثلما شاهدنا في أكثر من عمل درامي”، أم هي مجرد أفكار للإثارة الدرامية فقط لجذب المشاهدين.
محمود قاسم : مسلسلات كثيرة اجتماعية قدمت صورة سلبية للعلاقات الأسرية
بينما يرى الناقد الفني محمود قاسم أن أغلب المسلسلات الاجتماعية المقدمة في شهر رمضان تقليدية، وتم طرح قصصها في أعمال درامية سابقة، لكن الموضوعات المطروحة فيها معالَجة بقسوة، لدرجة أن معظم الحلقات فيها مؤامرات غير عادية بين الأشقاء، لأول مرة يطرح ذلك بهذه الصورة على الشاشة في شهر رمضان.
ولفت إلى أن الأشقاء في العائلات المصرية لا يمكن أن تصل بينهم الكراهية لهذه الصورة في المسلسلات، خاصة مسلسل خيانة عهد ومسلسل البرنس، مشيرًا إلى أن باقي المسلسلات الاجتماعية مثل فرصة تانية يحاولون الضحك وتزييف الأمور على الجمهور مثل مشهد “أنا فقدت الذاكرة عشان أختبرك” فهو أمر مضحك جدًّا ولا أعرف كيف تم تأليف هذه القصة.
وتابع قائلًا إن شهر رمضان مفترض أنه للمحبة والترابط الأسري، لكن كثيرًا من المسلسلات الاجتماعية كانت قاسية ومقدمة بصورة سلبية للعلاقات الأسرية.
سمير الجمل: أغلبها تحول من مسلسل اجتماعي إلى دموي
يقول الناقد الفني سمير الجمل إن المسلسلات الاجتماعية للأسف يدور معظمها في منطقة ضيقة، وأغلبها متشابهة وتعتمد على الانتقام والصراعات.
وأضاف أن معظمها أصبحت مسلسلات دموية وليست اجتماعية، لافتًا إلى أنه يجب الانتباه إلى أن المسلسل الاجتماعي ليس ضروريًّا أن يتحول لدماء وانتقام بهذه الصورة التي يظهر بها مسلسل البرنس.
ولفت أيضًا إلى أن الفن ليس مهمته نقل الواقع بل هو إعادة صياغة للواقع، مشيرًا إلى أنه يمكن تقديم جانب الشر في العمل الدرامي، لكن في الوقت نفسه نقدم جانب الخير وأساس الفن، أن يقدم صناع العمل الفني الشر لكي نحب الخير وليس من أجل حب الشرير في المسلسل.