حدد عدد من التجار والمزارعين أسباب ارتفاع سعر الطماطم في الأسواق، والتي تمثلت في التقاوي المغشوشة وسوء الأحوال الجوية، وارتفاع تكاليف الزراعة، وتقلص المساحة في الموسم الحالي.
وأكد تجار في سوق العبور أن سعر القفص لوزن 20 كيلو يتراوح بين 130 جنيهًا حتى 175 جنيهًا، مقابل 50 جنيهًا خلال الفترة المقابلة من العام الماضي بزيادة 250%.
وشهدت أسواق التجزئة زيادة مماثلة، فوصل سعر الكيلو من 4 جنيهات خلال نفس الفترة مقابل 15 جنيهًا مؤخرًا، بارتفاع 275% نتيجة انصراف المزارعين عن المحصول الذي يحتاج إلى تكاليف باهظة من أسمدة مخصوصة وتقاوي مستوردة وأجور وريّ، وتقفز تكلفة الزراعة في الفدان إلى 50 ألف جنيه، وكان عائداته ما بين 45 و48 ألف جنيه، طبقًا للتجار.
وينتج متوسط فدان الطماطم ما بين 22 و25 طنًّا في الموسم الواحد.
وقال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن الارتفاع الجنوني لأسعار الطماطم هذا الموسم ووصول كيلو الطماطم لـ15 جنيهًا في بعض الأماكن، لم يحدث في مثل هذا التوقيت منذ بضع سنوات، لافتًا إلى أن ارتفاع أسعار الطماطم في فاصل العروات لا تتعدى مدته 15 أو 20 يومًا، ولم يتعد سعر كيلو الطماطم عند باعة التجزئة في مثل هذه الأيام من العام الماضي 5 أو 6 جنيهات.
وأضاف أبو صدام أن طول مدة ارتفاع أسعار الطماطم حاليًّا سببه الرئيسي ضعف إنتاجية بعض أنواع بذور الطماطم، مشيرًا إلى أن تقاوي وبذور الطماطم المغشوشة ذات الإنتاجية الضعيفة والمتأخرة وغير المقاومة للعوامل المناخية والأمراض التي تصيب المحصول- هي السبب وراء قلة المعروض وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى قلة المساحة المزروعة من الطماطم في هذه العروة تأثرًا بالخسائر المتلاحقة من تدنّي أسعار الطماطم لأقل من سعر تكلفة العروات السابقة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن مصر تستورد ما يقارب 98% من تقاوي وبذور الخضراوات، بما يهدد مستقبل هذه الزراعات مع تفشي ظاهرة غش التقاوي وتقليدها.
وتابع عبد الرحمن أن على وزارة الزراعة توفير تقاوي وبذور مضمونة وبأسعار معقولة من الخضراوات الأساسية كالبطاطس والطماطم لمنع استغلال تجار التقاوي للفلاحين حيث يحصل الفلاحون على تقاوي هذه الخضراوات بأسعار مرتفعه جدًّا ومن أماكن غير مضمونة أحيانًا في غياب ظاهر لدور وزارة الزراعة في توفير هذه التقاوي وضعف عمليات مراقبة المشاتل ومحلات بيعها.
وأوضح أبو صدام أن تقلب الأحوال المناخية يسهم أحيانًا في قلة الإنتاجية لبعض المحاصيل، وانتشار الأمراض والحشرات قد يؤدي لدمار بعض المحاصيل الأخرى بما يستدعي اللجوء إلى الزراعة داخل البيوت المحمية في مثل هذه الأوقات وضرورة زراعة أصناف الزراعات التي تتحمل هذه الظروف.
وتابع عبد الرحمن أنه يطالب الحكومة بالإسراع في تنفيذ البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي والبذور المتطورة، وسرعة الانتهاء من المشروع القومي لزراعة الـ100 ألف فدان من الصوب الزراعية الحديثة.
كما طالب بتوفير الأدوات اللازمة لبناء الصوب بكميات كافية وبأسعار مناسبة للمزارعين للتوسع في هذه الطريقة من الزراعة ذات الإنتاجية العالية والموفرة للمستلزمات الزراعية.
كما طالب بتقديم الإرشاد الكافي والدعم المالي والفني للراغبين في إنشاء صوب على أراضيهم وتسهيل إنشاء الصوب للراغبين والقضاء على الصعوبات التي تواجههم، مع تسهيل إعطاء الرخص والموافقات الحكومية المطلوبة لإنشاء الصوب وسرعة إقرار قانون الزراعات التعاقدية وإنشاء صندوق التكافل الزراعي.
قالت النقابة العامة للفلاحين الزراعيين، إن الفترة الحالية شهدت استقرارًا كبيرًا فى أسعار الخضرلوات والفاكهة رغم أزمة جائحة كورونا، وأن ارتفاع أسعار الطماطم فى الأيام الماضية نتيجة لفترة فاصل العروات “الفترة بين إنتاج موسم الصيف وموسم الشتاء” وسوف تنخفض خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد محمد عبد الستار، النقيب العام للفلاحين الزراعيين، أن ارتفاع أسعار بعض المحاصيل الزراعية يحدث فى كل دول العالم، لافتًا إلى أن الشهور الماضية كان لدينا إغراق في أسعار الطماطم، ولا توجد أزمة، وكانت الأسعار في الفترة الماضية 4 جنيهات فقط .
وأوضح نقيب الفلاحين أننا لدينا إغراق في الأسواق لكل أنواع الخضراوات، وذلك بفضل المشروعات القومية التي تمت في مجال الزراعة خلال الفترة الأخيرة، والتي أدت إلى زيادة الإنتاج المحلى، ولدينا كميات كبيرة من البطاطس في الأسواق، والفاصوليا والباذنجان والجوافة وباقى الخضراوات والفاكهة”، متابعًا: “سعر قفص الطماطم الـ20 كيلو يتراوح سعره من 130 لـ175 جنيهًا حسب العرض والطلب”، مشيرًا إلى أن ما حدث من ارتفاع طفيف في سعر الطماطم بالسوق المحلية هو أمر طبيعى.