قالت وكالة بلومبرج أن روسيا وتركيا أجريا محادثات عاجلة في يوليو الماضي حول ربط الشركات والبنوك التركية بنظام روسي بديل، بهدف تلافي العقوبات التي هددت واشنطن بفرضها على تركيا ردا على إبرام صفقة توريد نظام أس-400 مع روسيا.
تركيا مهددة بعقوبات أمريكية
واجتمع الجانبان بعد أن أصبحت تركيا مهددة بالعقوبات الأمريكية، بسبب استلامها نظام الدفاع الجوي الروسي ورفضها الاستجابة لمناشدات الإدارة الأمريكية بوقف الصفقة.
وانتعشت العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والزعيم الروسي فلاديمير بوتين خلال السنوات القليلة الماضية، ونجحا في التوصل لتفاهمات بشأن سوريا بينما كانت روسيا قد طورت نظاما ماليا يساعدها على التعامل مع العقوبات الدولية التي خضعت لها لقيامها باحتلال شبه جزيرة القرم في اوكرانيا عام 2014.
مستند ملقى في مقلب للقمامة
واضطر نائب وزير المالية الروسي الكسي موسيف للإقرار بإجراء تلك المحادثات بعد إفشاء تفاصيل الاجتماع عقب العثور على مستند حكومي ملقى في مقلب للقمامة بالقرب من موسكو.
وتم نشر صورة من خطاب وزير المالية الروسي على قناة تليجرام التابعة لوكالة بازا الروسية يوم الإثنين الماضي. واشتملت صورة الخطاب على تفاصيل تخص الاجتماع الذي انعقد مع نائب وزير المالية التركي بولنت اكسو.
استكمال بنود مذكرة تفاهم
وكشف موسيف عبر الهاتف، يوم الثلاثاء الماضي، عن مناقشة فرص توقيع مذكرة تفاهم خلال المفاوضات مع الجانب التركي.
وأضاف: “تم التأكيد على الحاجة للعمل على توقيع مذكرة التفاهم هذه ونحن نعمل الآن على استكمال ما ورد فيها من بنود”.
تفادي حرمان روسيا من نظام سويفت
قام البنك المركزي الروسي بإنشاء نظام للتراسل المالي عام 2014 بهدف تخفيض المخاطر الخارجية والحيلولة دون حرمان روسيا من استخدام شبكة سويفت المالية العالمية، وتعد الشبكة بمثابة آلية لإرسال واستقبال معلومات نقل الأموال بين البنوك وغيرها من المؤسسات المالية بسرعة ودقة وأمان.
ويهدف نظام التراسل الروسي إلى ضمان عدم انقطاع خدمات نقل الرسائل المنقولة عبر القوالب التي يستخدمها نظام سويفت، وفقا لاستعراض نشره موقع البنك المركزي الروسي.
محادثات لضم الصين
وقال الرئيس الروسي بوتين في يونيه الماضي إن روسيا تجري محادثات مع الصين لضمها إلى الشبكة المصرفية الروسية، وقام البنك المركزي الروسي كذلك بإنشاء نظام بطاقة الدفع القومية لاستخدامه في معالجة المدفوعات المحلية عام 2015 ردا على العقوبات الأمريكية.
واشتمل الخطاب على مناقشات بشأن منح البنوك التركية حق الدخول إلى نظام التراسل الروسي بجانب التناقش بشأن سداد مدفوعات بالعملات المحلية.
خطر توسيع نطاق العقوبات الأمريكية
وقلصت روسيا حصتها الدولارية في معاملات التجارية العالمية واحتياطياتها خلال العامين الماضيين وسط تصاعد مخاطر توسيع الولايات المتحدة عقوباتها لتشمل منع البنوك الروسية من إتمام تسويات بالدولار.
وقال الرئيس بوتين في نوفمبر الماضي أن عقد بيع نظام اس-400 لم يتم تسويته بالدولار.
اجتماع عاجل للغاية
وجرت المحادثات بين روسيا وتركيا بشكل عاجل جدا لدرجة أن نائب وزير المالية الروسي سدد تكاليف استضافة المسؤوليين الأتراك من جيبه الخاص في قاعة مخصصة للوفود الدولية في مطار فينكوفو بموسكو. واشتمل الخطاب على طلب المسئول الروسي استرداد قيمة هذه التكاليف.
وطلبت وزارة المالية الروسي إيضاحات بشأن المستند الذي تم العثور عليه ملقى في مقلب للقمامة من الشركة المختصة بجمع القمامة.