حالة من الترقب تعيشها شركات القطاع السياحى وآمال تُعلق خلال العام الجديد على تحسن الأوضاع على الصعيدين العالمى والمحلى وتعافى أوضاع السياحة لتعويض جزء من الخسائر الكبيرة التى لحقت بها خلال 2020 بدعم من توافر لقاحات فعالة ضد فيروس كورونا.
فيما تُراهن اخريات والعاملة بأكثر من مجال على تحسن أوضاع القطاع العقارى وزيادة مبيعاتها لتعويض خسائر إيرادات القطاع الفندقى.
ويرى محللون ماليون أن الشركات التى تعتمد فى إيراداتها على قطاعات آخرى كالعقارات ستكون أقل ضررًا من غيرها، لافتين إلى أن قطاع السياحة ككل من المرجح أن يبدأ القطاع التعافى خلال النصف الثانى من العام الجديد.
مصر للفنادق: أزمة الوباء دفعتنا للتفكير بإضافة أنشطة جديدة مستقبلا.. ومتفائلون بالعام الجديد
بداية قال عمرو عطية رئيس مجلس الإدارة بشركة “مصر للفنادق”، إن القطاع السياحى كان من أكثر القطاعات تضررًا على مستوى العالم بسبب جائحة “كورونا”.
ولفت إلى أن كافة الشركات العاملة بالقطاع سجلت خلال 2020 خسائر واضحة جراء تلك الأزمة، فى ظل فترات الإغلاق التى شهدتها الدول على الصعيدين المحلى والخارجى.
وأشار عطية، إلى أن غالبية الفنادق عاشت فترات تقارب الـ3 شهور وأكثر بمعدلات إشغال صفرية وخاصة فى فترة ذروة الفيروس وقرارات حظر التجوال وغيرها.
وتابع: “مع قرار الحكومة المصرية بعودة السياحة الداخلية خلال شهر يوليو بشكل تدريجى عادت الحركة السياحية ولكن بشكل محدود جدًا لم يتح لغالبية الشركات إلا تحقيق إيرادات تُغطى نسبة قليلة على الأقل من تكاليفها الثابتة”.
وأضاف أن ظهور بوادر موجة الفيروس الثانية خلال شهر نوفمبر قلصت حتى أحجام السياحة الداخلية مرة آخرى، وعاودت أوضاع الشركات التدهور مجدداً عقب التعافى المحدود خلال الربع الثالث.
وأشار عمرو عطية إلى أن الشركات السياحية تُعلق آمالها على تحسن أوضاع القطاع خلال العام الجديد بدعم من وجود لقاحات فعالة ضد الفيروس قد تبعث رسالة طمأنينة للعالم والحكومات.
وأضاف أنهُ على صعيد “مصر للفنادق”، اضطرت الشركة لوضع عدة سيناريوهات للتعامل مع أزمة الفيروس خلال العام الجديد.
يُذكر أن “المال” نشرت سابقًا أن “مصر للفنادق” حددت3 سيناريوهات للتعامل مع الأزمة، تمثلت فى إمكانية أن تلجأ الشركة لتأجيل افتتاح فندق “دهب ريزورت” الذى كان من المقرر افتتاحه ببداية 2021، إلى جانب إمكانية اللجوء لإعادة النظر فى خطط سداد القروض بهدف الحفاظ قدر الإمكان على السيولة المتاحة لديها، وثالثًا إمكانية أن تتريث الشركة فى ضخ أى استثمارات جديدة، بخلاف الاستثمارات المُقرر ضخها بالفعل فى تجديد فندق “دهب ريزورت”.
وأشار العضو المنتدب بـ”مصر للفنادق”، أن حجم قروض الشركة بالفترة الحالية يُقدر بنحو 300 مليون جنيه.
وبشكل عام قال إن الشركات السياحية لا زالت تنتظر مزيداً من الدعم الحكومى بخلاف القرارات الداعمة التى صدرت خلال 2020، مثل إتاحة قروض داعمة بفائدة %5:3، أو محاولات تقديم خصم على ضريبة القيمة المضافة البالغة %14 لمدة عدة شهور.
وتابع: أن مثل تلك المبادرات قد تساعد الشركات على تحسين أوضاعها وتقليل جزء من التكاليف والخسائر المتراكمة.
وعلى الصعيد المستقبلى قال عمرو عطية إن أزمة الجائحة الحالية دفعت بالشركة للتفكير فى إضافة نشاطات آخرى مُكملة كنشاط العقارات على سبيل المثال خلال السنوات القادمة لمساعدتها على تخطى ومواجهة مثل تلك الأزمات.
يُذكر أن “مصر للفنادق” كانت قد تحولت للخسارة بنتائج أعمال الربع الأول من العام المالى الجارى، وتكبدت خسائر بقيمة 68 مليون جنيه مقارنة مع صافى ربح بلغ 62 مليون جنيه فى الربع الأول من العام المالى السابق.
رمكو: العودة التامة للقطاع لن تكون قبل عدة سنوات.. ونتفائل بحذر للعام الجارى
وقال محمود توغان مدير علاقات المستثمرين بشركة “رمكو للمنتجعات والقرى السياحية”، إن الشركة متفائلة بحذر لوضع القطاع السياحى خلال العام الجديد موضحًا أن التعافى التام للقطاع لن يكون قبل عدة سنوات .
وأشار الى أن تخوفات الشركات لا تزال مستمرة وخاصة خلال شهر يناير الجارى، لافتًا إلى أن الشركة لازالت تتبنى رؤية متحفظة لحين انتهاء الشهر الحالى.
ولفت توغان إلى أن قرارات الحكومة المصرية لمواجهة موجة الفيروس الثانية والخاصة بإلغاء الحفلات وغيرهُ خفضت أشغالات الفنادق لنسب أقرب للمعدلات الصفرية فى غالبية الفنادق بالفترات الحالية.
وأوضح أن الشركة تُركز بالفترة الحالية على المشاريع العقارية التى تعمل بها وعلى رأسها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذى تواصل الشركة إنشاءاته بشكل محدود.
وقال إن الشركة تُراهن بشكل عام على تحسن مبيعات العقارات لتعويض خسائر الفنادق المتراكمة ولحين تُحسن الأوضاع، لافتًا إلى أنهُ لا يوجد أى مساع لدى الشركة لضخ أية استثمارات جديدة بالفنادق لحين عودة الحركة السياحية لطبيعتها.
وأشار مدير علاقات المستثمرين بـ”رمكو”، إلى أن الشركة تمكنت خلال الربع الثالث من 2020 من التحول للربحية بنتائج أعمالها المستقلة بدعم من مبيعات المشاريع العقارية وستواصل اعتمادها على المبيعات العقارية لحين تعافى قطاع السياحة وانتهاء تأثيرات الفيروس السلبية
ووفقًا للقوائم المالية المُعلنة للبورصة المصرية مؤخرًا، سجلت قيمة الوحدات العقارية المبيعة لـ”رمكو” خلال الربع الثالث من 2020 حوالى 214 مليون جنيه مقابل لا شيء بالفترة المماثلة من 2019.
وبناء عليه حققت الشركة بالفترة ذاتها صافى ربح مستقل للربع الثالث من العام الماضى، بقيمة 68 مليون جنيه، مقابل خسائر بقيمة 74 مليونًا بالفترة المناظرة من العام الذى سبق.
بورتو جروب: الجائحة أدت لتباطؤ المبيعات العقارية بأنواعها المختلفة
وقال أحمد فاروق مدير علاقات المستثمرين بشركة “بورتو جروب”، إن القطاع العقارى هو مصدر الإيراد الرئيسى بالنسبة للشركة .
ولفت إلى أن مبيعات السوق المحلية سواء العقارية السكنية أو التجارية أو الفندقية شهدت نوعًا من التباطؤ خلال 2020 نتيجة من تأثيرات أزمة الفيروس السلبية.
وأضاف فاروق أن الشركة لا تتولى إدارة أى فندق من فنادق المشاريع التى تقوم بتطويرها، فعادة ما تقوم بتأجير تلك الفنادق أو بيعها للمستثمرين.
ولفت إلى أن “بورتو” تُجرى مفاوضات بالفترة الحالية لبيع فندق بمشروع “بورتو بيراميدز”، مشيرًا أن الشركة دائمًا ما تبحث إمكانية المشاركات المختلفة لاسراع وتشغيل مشروعاتها.
جولدن كوست: نبحث حالياً إمكانية ضخ استثمارات جديدة خلال 2021
وقال على نُصحى مدير علاقات المستثمرين بشركة “جولدن كوست للقرى السياحية”، إن التأثيرات السلبية كانت كبيرة على كافة شركات السياحة العاملة بالعالم أجمع خلال 2020.
ولفت إلى أن الشركات تُعلق آمالها خلال العام الجديد على تحسن الأوضاع بدعم من وجود لقاح ضد الفيروس واستبعاد لجوء الدول لقرارات الإغلاق الكُلى مرة آخرى كما حدث بموجة الفيروس الأولى.
وأشار نُصحى الى ان الشركة تدرس فى الفترة الحالية سُبل ضخ استثمارات جديدة خلال العام الجديد.
وأوضح أن نشاط الشركة بشكل عام عقارى سياحى، لافتًا إلى أن قرارات الحكومة المصرية الخاصة بقطاع السياحة والتى تم اتخاذها خلال 2020 كان لها دور كبير فى دعم ومساندة بعض الشركات.
كانت “جولدن كوست” سجلت خلال الـ9 شهور الأولى من 2020 تراجعًا فى أرباحها بنسبة %50، وحققت 5.6 مليون جنيه مقارنة مع 10.6 مليون جنيه بالفترة المماثلة من 2019.
وفى تعليق مقتضب قال تامر بدر الدين رئيس مجلس الإدارة بشركة “بدر الدين للاستثمار العقاري”، إن الشركة تمتلك فندقًا واحدًا بمشروع أركان بالم .
ولفت إلى أن تأثيرات الجائحة السلبية دفعت الشركة لتأجيل افتتاح الفندق والذى كان من المخطط أن يتم افتتاحه خلال أكتوبر 2020.
وأشار بدر الدين أن الشركة رأت أنهُ من الأفضل أن يتم تأجيل الافتتاح لشهر يوليو 2021، آملا فى تحسن أوضاع السياحة وانحسار أزمة الفيروس.
وبشكل عام قال إن الشركة متفائلة بأوضاع العام الجديد سواء فيما يتعلق بمبيعات العقارات وأيضًا بدء تعافى أوضاع السياحة.
العربى الأفريقى: القطاع السياحى شهد خلال 2020 أسوء أوضاعهُ منذ 30 عاما
قال محمود جاد المحلل المالى بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إن قطاع السياحة عالميًا شهد تأثيرات سلبية واضحة خلال العام الماضى بضغط تأثيرات الجائحة السلبية.
وأوضح أن القطاع تأثر بقرارات الإغلاق التى اتخذتها الدول خلال فترة الفيروس الأولى وتحديدًا خلال فترة الربع الثانى من 2020.
وتوقع جاد أن تتحسن أوضاع القطاع السياحى خلال العام الجديد مقارنة بعام 2020، مؤكدًا على أن العودة لما قبل أزمة كوفيد 19 ستكون بحلول عام 2022 و2023.
وأضاف المحلل المالى بشركة “العربى الأفريقي” أنهُ مع عودة السياحة واستقرار أوضاع الفيروس سيكون لدى المواطنين شهية كبيرة وهو ما سيؤدى إلى نشاط الحركة بشكل واضح.
وقال إن أعداد السياح تراجعت على مستوى العالم بنسبة %72 خلال التسعة أشهر الأولى من 2020، فيما سجلت الأعداد بالنسبة لمصر تراجعًا بنحو 69.5 % مقارنة بنفس الفترة من 2019.
وأوضح أنهُ وفقًا لمنظمة السياحة العالمية فإن عام 2020 يُعد الأسوأ للقطاع السياحى منذ 30 عاما أى منذ عام 1990.
وعلى صعيد الشركات العاملة بالمجال، أشار إلى أن الشركات التى تعتمد فى جزء من إيراداتها على قطاع العقارات كانت أقل تأثرًا من غيرها المعتمدة بشكل أساسى على الإيرادات الفندقية أو مبيعات العقارات السياحية.
وعلى صعيد شركة “طلعت مصطفى” قال إن إيرادات الفنادق تراجعت بنحو %63 خلال التسعة أشهر الأولى من 2020 مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.
وعلى صعيد “أوراسكوم للتنمية مصر” فإن إيرادات الفنادق سجلت تراجعًا بنحو %67 فى الفترة منذ يناير وحتى سبتمبر 2020 مسجلة حوالى 378 مليون جنيه، مقارنة بنفس الفترة من 2019.
وتوقع أن تسجل إيرادات الفنادق لدى “أوراسكوم” بنهاية 2020 حوالى 432 مليون جنيه، على أن ترتفع وتسجل 831 مليون جنيه بنهاية 2021، مقارنة مع 1.5 مليار جنيه فى 2019.
برايم القابضة: نتوقع تراجع الإيرادات بنسبة %80 فى 2020 وبدء التعافى بالنصف الثانى من 2021
وقالت منى بدير محلل الاقتصاد الكُلى بشركة “برايم القابضة للاستثمارات المالية”، إن أعداد السياح الوافدين للسوق المصرية تأثرت بقوة فى الفترة منذ يناير وحتى نهاية شهر اغسطس فى عام 2020 بنسب تراجع بلغت %94.
وأوضحت أن أعداد السياح الذين استقبلتهم مصر سجلت بتلك الفترة حوالى 7 آلاف سائح فقط مقارنة مع 3 ملايين سائح بالفترة المقارنة من عام 2019.
ولفتت بدير إلى أن تلك التأثيرات جاءت نتيجة وقف رحلات الطيران وقرارات الإغلاق والمنع التى أجرتها الدول على مستوى العالم خلال أزمة الوباء.
وتوقعت محلل الاقتصاد الكُلى لدى “برايم” تراجع إيرادات السياحة ككل بالسوق المصرية بنسبة %80 بنهاية 2020.
وقالت إن هناك حالة من التعافى المحدود ظهرت خلال شهر أغسطس مع قرارات عودة السياحة الداخلية، ولكن سرعان ما ظهرت بوادر موجه الفيروس الثانية وعادت حالة التدهور من جديد.
وأشارت منى بدير إلى أن دول أوروبا تمثل حوالى %60 من إجمالى السياحة الواردة للسوق المصرية.
وأوضحت أنهُ على الرغم من اعتماد الشركات العاملة بالمجال بالسوق المصرية على السياحة الداخلية، إلا أنها لم تُمكن الشركات من تعويض الخسائر التى تكبدتها.
وتوقعت تعافى محدود للأوضاع فى القطاع خلال النصف الثانى من 2021، مع توافر اللقاحات المضادة للفيروس، مع إمكانية التعافى التام بحلول عام 2022 بشرط انحسار أزمة الوباء.