الأوراق المالية الأمريكية تعتزم شطب «موبايل ويونيكوم وتيليكوم» من بورصة نيويورك

بسبب القيود الاستثمارية التى فرضها «ترامب» على شركات التكنولوجيا الصينية

الأوراق المالية الأمريكية تعتزم شطب «موبايل ويونيكوم وتيليكوم» من بورصة نيويورك
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

11:19 ص, الثلاثاء, 11 مايو 21

أعلنت شركات «تشاينا موبايل وتشاينا يونيكوم وتشاينا تيليكوم»الصينية للاتصالات أن بورصة نيويورك تعتزم شطبها فى غضون 10 أيام من إرسال الاستمارة 25 للجنة البورصات والأوراق المالية الأمريكية بناء على القيود الاستثمارية التى فرضها العام الماضى الرئيس السابق دونالد ترامب ضد شركات التكنولوجيا الصينية.

وتتوقع شركات الاتصالات الصينية الثلاث أن تبلغ بورصة نيويورك الهيئات الرقابية فى الولايات المتحدة بأنها ألغت إدراجها بعد أن خسرت الاستئناف الذى رفعته أمام إحدى المحاكم الأمريكية بهدف السماح لها بالبقاء فى البورصة.

وذكرت وكالة رويترز أن شطب كبرى شركات الاتصالات الصينية من بورصة نيويورك جاء من خلال القيود التى فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على شركات التكنولوجيا الصينية، وحافظ عليها الرئيس جو بايدن وسط استمرار التوترات بين أقوى اقتصادين فى العالم وبرغم اعتراضات هذه الشركات.

انهيار أسهم «وتردروب للتأمين»

أدى الإعلان عن شطب شركات الاتصالات الصينية الثلاثة من بورصة نيويورك إلى انهيار أسعار أسهم شركة وتردروب للتأمين الأون لاين التى تتخذ من بكين مقرا لها والتابعة لمجموعة تينسينت الصينية للتكنولوجيا بحوالى %14.5 خلال طرحها الأولى فى البورصة الأمريكية فى نهاية الأسبوع الماضى.

كانت إدارة الرئيس بايدن أبلغت بعض الموردين لشركة هواوى الصينية للتكنولوجيا بقيود أشد على بعض رخص التصدير التى تمت الموافقة عليها سابقا، لتحظر بعض المواد من الاستخدام مع أجهزة الجيل الخامس، وبدأ هذا الحظر فعليا منذ شهر مارس مع فرض عقوبات على مسؤولين صينيين، لكنها حافظت على اتصالات عالية المستوى مع تايوان، كما أبقت على الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية والتى تصل قيمتها إلى 335 مليار دولار سنويا.وعلى التحكم فى بعض الصادرات الأمريكية ذات التكنولوجيا المتطورة للشركات الصينية.

حرب التكنولوجيا

ركزت الإدارة الأمريكية السابقة على جبهة حرب التكنولوجيا بفرض قواعد جديدة أكثر وضوحا فى حظر مكونات مثل أشباه الموصلات، والهوائيات، والبطاريات لأجهزة 5G، بعدما تلقت بعض الشركات فى السابق رخصا تسمح لها بالحفاظ على شحن مكونات لشركة هواوى التى يمكن للشركة استخدامها فى معدات 5G.

واشتكت الشركات الصينية من القواعد المربكة بعد أن أضافت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب شركة هواوى إلى قائمة الكيانات المشبوهة التى تعد تهديدا للأمن القومى للولايات المتحدة وهى القائمة التى تتطلب من الشركات الأمريكية الحصول على رخصة حكومية فيما لو أرادت بيع تكنولوجيا أمريكية أو حقوق ملكية فكرية للشركة الصينية العملاقة فى مجال معدات الاتصالات.

كيانات محظورة

أضافت الولايات المتحدة الشهر الماضى سبع شركات صينية تكنولوجية إلى قائمة الشركات المحظور عليها تلقى صادرات من الشركات الأمريكية بزعم أنها تمارس أنشطة تتعارض مع الأمن القومى أو مصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة ولاسيما هواوى العملاقة التى تعمل فى 170 بلدا وتوظف 194 ألف شخص.

الصين : الطغيان الأمريكى لن يُوقف تقدم شركاتنا فى «التكنولوجيا المتطورة» وسنكون أكثر تصميما وعزما فى تسريع ابتكاراتنا

وكان الرد الصينى على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية هو القول بأن الصين تعارض محاولات الولايات المتحدة للحفاظ على احتكارها لصناعة التكنولوجيا المتطورة، ولاحتواء الصين بتوسيعها لمفهوم الأمن القومى، وقالت إن «الطغيان الأمريكى لن يُوقف أبدا تقدم الشركات فى مجال التكنولوجيا المتطورة وستكون أكثر تصميما وعزما فى تسريع ابتكاراتها».

الملكية الفكرية للشركات الأمريكية

وطالبت إدارة الرئيس بايدن حكومة الصين بأن تبذل مزيدا من الجهود فى مجال احترام حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية بينما أعلنت الإدارة أنها سُتبقى على الضغوط التى تم تطبيقها خلال عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب لقمع الجرائم التجارية والتى تتراوح من سرقة حقوق الملكية الفكرية إلى التقليد والقرصنة الرقمية برغم أن القوانين الصينية الخاصة بجرائم براءة الاختراع وحقوق النشر والطبع والقانون الجنائى قد تم تعديلها فى العام الماضى.

اشتعال الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

رغم أن إدارة بايدن تراجع الإجراءات التى اتخذها ترامب ضد الصين والتى أشعلت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين إلا أن بايدن انتقد استراتيجية ترامب التى تتخذ فيها الولايات المتحدة إتجاها منفردا ضد بكين، ولكن البيت الأبيض أكد فى الأسابيع الأخيرة على استعداده الإبقاء على تطبيق الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية المشددة على الشركات الصينية.

وطالبت كاثرين تاى الممثلة التجارية للولايات المتحدة الصين يالوفاء بالوعود التى قطعتها على نفسها فى اتفاق «المرحلة 1 التجارى»الذى تم فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة فى بداية العام الماضى والذى تعهدت فيه حكومة بكين بمكافحة سرقة الشركات الصينية لحقوق الملكية الفكرية الأمريكية، وبذل المزيد من أجل تطبيقها، كما وعدت الصين بشراء منتجات أمريكية ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهداف الاتفاقية التجارية بسبب انتشار فيروس كورونا فى العالم واضطراب سلاسل التوريدات وقطعها أحيانا.

ويقوم الممثل التجارى الأمريكى بحكم القانون بتحديد الدول التى لا تحمى بشكل كاف حقوق الملكية الفكرية أو تنكر على الشركات الأمريكية المتمسكة بحقوقها فى ملكيتها الفكرية حرية الدخول للسوق، بينما تشترط بكين على الشركات الراغبة فى العمل فى السوق الصينية أن تسلم أسرارها التكنولوجية قبل الدخول للسوق.

ويمكن للممثل التجارى الأمريكى أن يبدأ فى التحقيقات ضد الدول التى تحتل أولوية القائمة وفقا للقسم «301 من القانون التجارى الأمريكى لعام 1974» والذى استخدمته إدارة ترامب للتحقيق مع الشركات الصينية لدرجة أنها فرضت تعريفة جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية فى عام 2018.

هواوى.. تتصدر القائمة السوداء

وقال رين جينجفى الذى أسس شركة هواوى الصينية للاتصالات الخاضعة لعقوبات أمريكية إنه يأمل أن تعتمد الإدارة الأمريكية الجديدة سياسة انفتاح تجاه هواوى لأنها ستكون مفيدة للولايات المتحدة، ودعا إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى اعتماد “سياسة انفتاح” تجاه شركته بعد أن وضعها الرئيس السابق دونالد ترامب على اللائحة السوداء لمنعها من حيازة تقنيات أمريكية ضرورية لصناعة الموبايلات السمارت.

الصين: نسيطر على %80 من عناصر الأجهزة الإلكترونية

تراهن الصين فى نزاعها التكنولوجى مع الولايات المتحدة على امتلاكها ما يقرب من %80 من سوق العناصر الأرضية النادرة التى تستخدم فى الصناعات عالية التقنية، بما فى ذلك الهواتف الذكية، والطائرات المقاتلة والمكونات الداخلة فى معظم الأجهزة الإلكترونية المتقدمة.

واتجهت حكومة بكين إلى أسواق أخرى لحماية نفسها من الحظر التكنولوجى الأمريكى المتزايد واستوردت العام الماضى من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وغيرها ما قيمته 32 مليار دولار من معدات صناعة رقائق أشباه الموصلات المستخدمة فى صناعة الكمبيوتر بزيادة %20 عما تم شراؤه فى عام 2019 لأنه ليس لديها حتى الآن القدرة على تصنيعها، بينما سجلت واردات شركات مثل هواوى للتكنولوجيا لتخزين مكونات مثل رقائق الكمبيوتر قفزة كبيرة لتستبق الحظر الأمريكى خلال العام الماضى.

مدير المخابرات المركزية الأمريكية: القيادة الصينية «مفترسة»

أشار وليم بيرنز المرشح لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذى كان أكثرهم صراحة ووضوحاً فى شهادته أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إلى أن الصين تمثل التحدى الجيوبوليتيكى الأكبر للولايات المتحدة ووصف القيادة الصينية بأنها مفترسة، بينما كان وزير الخارجية أنتونى بلينكن أكثر دبلوماسية، وركز على قضايا الخلاف المعروفة بين البلدين كحرية التجارة واحترام حقوق الإنسان، رغم أن تصريحات بايدن أكدت على إدراكه العميق بخطورة التحدى الصينى وأن التفوق على الصين هو المهمة الرئيسية للحفاظ على الأمن القومى الأمريكى فى المستقبل.