أعلن المنظمون لـ مهرجان “SXSW” الأمريكى للتكنولوجيا والألعاب الإلكترونية والموسيقى والسينما، إلغاء الدورة الجديدة من المهرجان والتى كان من المقرر انطلاقها خلال الفترة من 13 إلى 22 مارس الجارى فى مدينة أوستين بولاية تكساس بسبب انتشار عدوى فيروس والذى تسبب فى وفاة 20 وإصابة 363 أمريكيا.
وقررت الإدارة الأمريكية أيضا إلغاء العديد من الأحداث العالمية مثل “الترا ميوزيك فيستيفال” أكبر مهرجان فى العالم للموسيقى والرقص، والذى كان من المقرر تنظيمه الشهر الحالى فى مدينة ميامى بولاية فلوريدا ومؤتمرات التكنولوجيا المتقدمة فى كاليفورنيا فى مايو المقبل، ومنها شركة “فيسبوك F8″ و”مؤتمر I/O ” لشركة “جوجل”.
وأعلنت شركة “يونيفيرسال” للاستوديوهات السينمائية التابعة لمجموعة “كومكاست” لتكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات عن تأجيل عرض فيلم جيمس بوند الجديد “لاوقت للموت” من أبريل إلى نوفمبر المقبل والمقرر عرضه فى معظم دور السينما العالمية بسبب فيروس كورونا.
وذكرت وكالة رويترز أن “كورونا” الذى انتشر فى أكثر من 90 دولة وأصاب أكثر من 106 آلاف وأودى بحياة حوالى 3600 شخص فى العالم أدى إلى إلغاء العديد من الأحداث العالمية ومنها معرض برشلونة العالمى للاتصالات فى إسبانيا الشهر الماضى.
وقالت ساره إيكهارد المشاركة فى تنظيم المهرجان الذى بدأ منذ حوالى 33 سنة كمهرجان للموسيقى ثم تطور ليندرج فيه ألعاب الفيديو الإلكترونية والعروض التليفزيونية والسينمائية الأونلاين وتكنولوجيا الإنترنت المتقدمة إن إلغاء المهرجان لأول مرة لا يجب أن يثير الذعر و إنما مجرد إجراء احتياطى لمنع انتشار المزيد من العدوى التى تنتشر يوما بعد يوم فى العديد من أنحاء العالم وتجنب وجود أعداد كبيرة من الجمهور ولاسيما أنه جذب العام الماضى أكثر من 417 ألفًا من الزائرين، علاوة على كبرى شركات الميديا والتكنولوجيا الأمريكية والعالمية.
وكانت شركات عالمية مثل “أبل” للأجهزة التكنولوجية و “نيتفليكس” للعروض التليفزيونية “أونلاين” و “فيسبوك” لمواقع التواصل الاجتماعى ومايكروسوفت لتكنولوجيا الإنترنت وغيرها قد أعلنت هذا الأسبوع عن عدم حضورها هذا المهرجان بسبب انتشار “كورونا”.
وتكبدت أيضا شركة “سامسونج” الكورية الجنوبية التى تنتج موبايلات آيفون لشركة “أبل” الأمريكية لخسائر متتالية بسبب فيروس كورونا الذى أدى إلى إغلاق مصنع سامسونج فى الصين لمدة ثلاثة أسابيع ووقف إمدادات المكونات من الصين لمصنعها فى فيتنام الذى سيتوقف عن العمل هذا الأسبوع لانتهاء المخزون لديه كما ظهرت إصابة لأحد العمال فى مصنعها المحلى بمدينة “هاى بونج” مما أدى إلى إغلاقه.
وتعد كوريا الجنوبية ثانى أكبر دولة فى العالم بعد الصين من ناحية عدد الإصابات بعدوى كورونا والتى تجاوزت 7040 ووفاة 46 شخصا لدرجة أن شركة “LG” الكورية الجنوبية أيضا تواجه صعوبات بسبب نقص توريد المكونات من الصين واللازمة لتصنيع الشاشات والكاميرات كما تعرض بعض عمالها لإصابات ووضعهم فى الحجر الصحى.
وتعرضت سلاسل الإمدادات المستخدمة فى الصناعات الإلكترونية بدول آسيا لأزمة خطيرة بسبب “كورونا” الذى جعلها تواصل متاعبها التى نجمت عن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين منذ حوالى عامين بسبب سرقات الملكية الفكرية مما أدى إلى ارتفاع التكاليف على التصنيع فى الصين.
ورغم أن الصين لاتزال أفضل مصدر للمكونات وقطع الغيار والخامات وقاعدة أساسية لشركات التكنولوجيا الآسيوية والعالمية مثل “سامسونج” و” أبل” إلا أن فيتنام تمثل حاليا لكوريا الجنوبية أفضل اختيار لتعويض المخاطر الناجمة عن انتشار العدوى فى الصين ولاسيما أن الشركات الكورية تعد أكبر المستثمرين الأجانب فى فيتنام التى تبلغ نسبة صادراتها من منتجات “سامسونج” وحدها 25%.
وأدى انتشار “كورونا” إلى هبوط صادرات الصين خلال الشهرين الماضيين فى أول شهرين من العام بأكثر من 17 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى مع تفاقم للأزمة الصحية الناجمة عن تفشى المرض الذى نجم عنه تعطيلات جماعية لعمليات الشركات وسلاسل التوريد العالمية والأنشطة الاقتصادية.
ومن ناحية أخرى توقع المحللون فى المراكز البحثية العالمية أن يكلف كورونا الاقتصاد العالمى حوالى 2.7 تريليون دولار هذا العام بعد انتشار المرض فى الدول المتقدمة ومنها إيطاليا ثالث أكبر دولة فى العالم تعرضا لإصابات كورونا والتى اقترب عددها من 6 آلاف شخص التى فرضت إجراءات صارمة بعدم الدخول أو الخروج من منطقة لومباردى، أكثر المناطق الإيطالية ثراء، و14 مقاطعة صناعية أخرى فى محاولة لاحتواء تفشى “كورونا”.
وأمرت حكومة إيطاليا بإغلاق كل المتاحف وصالات الألعاب والمراكز الثقافية ومنتجعات التزلج وحمامات السباحة فى المناطق المستهدفة، كما ستلغى السلطات إجازات العاملين فى مجال الصحة حيث ترزح المستشفيات الإيطالية تحت الضغط بسبب الفيروس.