كان الفنانون المصريون يشاركون دائما في كثير من الأعمال الدرامية العربية سواء السورية أو اللبنانية أو غيرها لسنوات ، ثم اختفت هذه الظاهرة خلال السنتين الأخيرتين ولم يعد هناك أي مشاركة لفنان مصري في أي مسلسل يقدم في الوطن العربي .
لكن عادت هذه الظاهرة مجددا خلال الآونة الاخيرة بوجود بعض الفنانين المصريين في مسلسلات سورية وأخرى إماراتية ، حيث شارك الفنان عبد الرحيم حسن في مسلسل إماراتي مؤخرا بعنوان” 60يوم في الماضي” ، كذلك تشارك الفنانة منة فضالي في مسلسل سوري بعنوان” مقابلة مع السيد آدم ” وحقق الجزء الأول منه متابعة كبيرة لأنه يحمل قصة مشوقة تعتمد على النوع البوليسي ويكتنفها جانب من الغموض والإثارة .
نطرح بعض الاسئلة في هذا التقرير ، ماسبب اختفاء هذه الظاهرة خلال السنتين الأخيرتين وماسبب عودتها حاليا وهل كان الأمر متوقفا بالنسبة لنوعية معينة من الأعمال العربية مثل الإماراتية أم على جميع الوطن العربي .
عبد الرحيم حسن: أحرص على مشاركتي فيها لأنها تحقق انتشارا أوسع لي كفنان
قال الفنان عبد الرحيم حسن لـ “المال” إنه يسعى للمشاركة في المسلسلات العربية لأنها تضم فنانين من دول عربية مختلفة وذلك حدث في مسلسل 60 يوم الأخير الذي شارك فيه ، حيث ضم العمل فنانين من المملكة العربية السعودية وكذلك من الامارات وسوريا ولبنان .
وأعرب عن كون هذه المسلسلات العربية المشتركة فرصة جيدة للانتشار والانفتاح على نوعية مختلفة من المشاهدين ، بالاضافة أنها تساهم في إضفاء ثقافة وروح جديدة لي كفنان .
وقال أيضا إنه ينوي خلال السنتين القادمتين التواجد بصورة مكثفة في أعمال درامية عربية مشتركة ، لأنها فرصة جيدة له للتواجد على شاشات عربية ومعرفة جمهور كبير بالوطن العربي ولايكون الأمر مقتصرا على معرفة الجمهور المصري به فقط .
محمد قناوي : الفنانون المصريون حينما يقدمون أدوارا عربية تكون باللهجة المصرية
وأعرب الناقد الفني محمد قناوي عن كون هذه الظاهرة كانت موجودة بالفعل منذ سنوات ، فكان هناك ممثلون مصريون يشاركون في مسلسلات لبنانية وهي الأقرب نوعا ما للفنانين المصريين عن أي دولة خليجية .
ويضيف قيمة الفن المصري تظهر في الخارج حينما يتم تقديم الممثل أو الفنان المصري بشخصيته في أغلب الأوقات ، ويقدم الفنان المصري بصورة جيدة في أي مسلسل لبناني أو سوري كان ذلك يحدث أما الفنان العربي حينما يشارك في الدراما المصرية يكون بهدف تحقيق الانتشار في مصر لأنها هي أساس الدراما العربية .
ولفت إلى أن الفنانة نشوى مصطفى كانت تقدم مسلسلا عربيا كل عام وكذلك الفنان أحمد فهمي قدم مسلسلا عربيا مؤخرا وعرض في موسم رمضان الماضي ، لكن غياب هذه الظاهرة منذ فترة يرجع لأن الدراما العربية لم تعد بنفس القوة مثل السابق، بالإضافة إلى أن الدراما المصرية تفوقت نوعا ما في السنتين الأخيرتين ولم يكن هناك إغلاقا كما يتصور البعض على دول عربية معينة مثل الإمارات أو غيرها .
واوضح قناوي أن الفنانين العرب حينما يتواجدون في مسلسلات مصرية مثل جمال سليمان اشتهر بالأدوار الصعيدية في بداية عمله بمصر وكذلك إياد نصار استطاع اتقان اللهجة المصرية فأصبح متواجدا بقوة في الدراما المصرية ، أما الفنانون المصريون حينما يتواجدون في أي مسلسل عربي ليس شرطا أن يقدموا أدوارا بلهجة عربية وانما يقدمون شخصياتهم باللهجة المصرية وذلك يظهر قوة الفنان المصري عربيا أيضا .
قدري الحجار : جائحة كورونا تسببت في غلق الدول العربية أمام الفنانين المصريين
وعلق الناقد الفني قدري الحجار فقال : إن تواجد فنانين مصريين في الأعمال الفنية العربية السنين الماضية كان يضيف كثيرا ذلك لمنتجي هذه المسلسلات ، بوجود أي فنان مصري .
وتابع إن هناك فنانين كثيرين مصريين شاركوا في أعمال فنية عربية في لبنان وغيرها من الدول مثل فريد شوقي الذي قدم أفلاما في تركيا والراحل جميل راتب قدم أفلاما في فرنسا.
ولفت إلى أنه بسبب جائحة كورونا تم إغلاق الكثير من الدول العربية العام الماضي ، لذلك لم يعد هناك تواجد للفنانين المصريين في كثير من المسلسلات العربية مثل السابق ، وحينما بدأت الأوضاع في التحسن من حيث هذا الوباء وظهر اللقاح في الوطن العربي والعالم بدأت الدول في إعادة الانفتاح على دول أخرى منها مصر وعادت ظاهرة تواجد الفنانين المصريين في المسلسلات العربية سواء الخليجية في دبي أو السورية أيضا وستزيد الفترة المقبلة هذه الظاهرة كلما تحسن الوضع الخاص بوباء كورونا في العالم .