لأول مرة.. مشروع جديد بين «السكرى» و«أرسكو» لتصنيع معدات النقل الثقيلة

بالتعاون مع «VR STEEl» الأفريقية و«REAL MINING» الأمريكية

لأول مرة.. مشروع جديد بين «السكرى» و«أرسكو» لتصنيع معدات النقل الثقيلة
نسمة بيومي

نسمة بيومي

7:08 ص, الخميس, 29 يوليو 21

وقعت شركة السكرى لمناجم الذهب اتفاقا جديدا لدعم وتطوير صناعة المعدات التعدينية الثقيلة فى مصر، وبمقتضى الاتفاق يتم لأول مرة تصنيع القلابات للشاحنات العملاقة محليا «DUMBER» بدلا من استيرادها من الخارج، بالتعاون مع شركة أرسكو المصرية.

وبحسب الاتفاق سيتم تصنيع تلك القلابات من خلال الشركة المصرية «Arasco»  بأيد مصرية لتكون أول سابقة من نوعها فى مجال صناعة المعدات الثقيلة المتحركة فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا. 

ويتم تنفيذ ذلك المشروع بالتعاون مع شركة «VR steel» من جنوب أفريقيا «صاحبة التصميم الهندسى للمعدة الثقيلة المتحركة» وشركة «real mining» من الولايات المتحدة الأمريكية ،وهى تمثل الشركة الأم والمتعاقد الرئيسى مع «السكرى» لتوريد القلابات التى سيتم تصنيعها بالكامل من خلال الشركة المصرية “ARASCO” للصناعات المعدنية. 

وبالفعل تم إنتاج أول قلاب لشاحنة النقل الثقيل «Dumper» بمواصفات مستحدثة عن الطراز الحالى المستخدم ،حيث إن الموديل الجديد «محلى الصنع» يتسم بأنه أخف وزنا بنسبة %10 وأكثر حمولة بواقع %5 مقارنة بالنموذج الحالى،كما أنه يمتاز بسهولة الصيانة. 

وتمثل شركة السكرى الكيان المشترك والقائم بالعمليات بين شركة «سنتامين» الأسترالية والحكومة المصرية بمشروع منجم ذهب السكرى فى مرسم علم ،والذى يعد واحدا من أكبر 10 مناجم للذهب حول العالم، باحتياطى يقدر بنحو 12 مليون أوقية من الذهب ،وإنتاجية سنوية بين 500-400 ألف أوقية.

وقامت «المال» بتغطية ذلك الحدث ،فى موقع مشروع السكرى بمرسى علم، للاطلاع على العوائد المستهدفة من المشروع، وجدوى التوسع فى تصنيع المعدات التعدينية محليا خلال الفترة المقبلة ،لا سيما مع الطفرة المرتقبة فى مجال التنقيب عن الذهب خلال الفترة المقبلة ،بعد فوز عدة شركات مصرية وعالمية بمزايدة الذهب التى طرحت العام الماضى، ومن ضمنها «سنتامين» الأسترالية.

الراجحى: الشركات المحلية تمتلك الخبرات والإمكانات التى تؤهلنا للاستغناء عن الاستيراد

وأكد يوسف الراجحى المدير التنفيذى لشركة السكرى لمناجم الذهب أنها تنفذ خطة طموح حاليا لدعم صناعة التعدين ،من خلال توجيه الدعم للسوق المحلية للمساهمة فى إنشاء أول خط إنتاج لصناعة المعدات التعدينية الثقيلة المتحركة فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.

 1.5 مليون دولار حجم الوفورات من القلابات المصرية الجديدة

وقال إن تصنيع تلك “القلابات” بتلك المواصفات المستحدثة سيساهم فى خفض التكلفة الإجمالية للنقل والشحن بحوالى 1.5  مليون دولار، تمثل حجم التوفير المادى للاستغناء عن استيراد جسم القلاب من الخارج.

وأوضح أن ذلك المشروع سيساهم أيضا فى فتح سوق جديدة لتصدير المعدات الثقيلة المتحركة للخارج تطوير الصناعات التعدينية الثقيلة فى مصر والتى تخدم قطاع التعدين بأكمله خاصة مع تزايد شركات تعدين الذهب فى مصر للبحث والاستكشاف وتوقع زيادة عدد المناجم العاملة فى السنوات المقبلة. 

وقال الراجحى إنه عند بدء تنفيذ مشروع السكرى لمناجم الذهب، واجهتنا تحديثات عديدة على رأسها نقص العمالة المدربة المتخصصة، ومن هنا كان لابد من خلق قاعدة مدربة من العمالة والكوادر الفنية لتنفيذ حلم «السكرى»، وقام المشروع بذلك بل وقام بتصدير العديد من المهندسين والجيولوجيين لعدد من دول العالم الذين تخرجوا من مدرسة «السكرى»، والآن نستكمل التحدى بدعم منظومة التصنيع محليا”.

وتابع : “لدينا قناعة أن أى منتج مستورد من الخارج ،نستطيع تصنيعه محليا دون أى اختلاف فى الكفاءة والجودة ،لا سيما مع وجود شركات مصرية واعدة تستطيع تنفيذ ذلك”.

ولفت إلى أن المشروع الجديد يتماشى مع توجه الدولة لتطوير قطاع التعدين ،وشركات التعدين التى ستقتحم السوق خلال الفترة المقبلة بعد نجاحها فى مزايدة الذهب الأخيرة فى جولتها الأولى ،والأخرى “الجولة الثانية” ،المنتظر الإعلان عن نتائجها.

وقال إن إنشاء خط لتصنيع تلك المعدات محليا سيخدم تلك الشركات الفترة المقبلة ويحقق لها عوائد ووفورات كبيرة، كما أنه سيفتح الباب للتصدير إلى الخارج.

على صعيد متصل، أكد المهندس مجدى محمد إسماعيل رئيس قطاع التصنيع بشركة أرسكو المصرية، أنه سبق وتم التعاون مع سنتامين وشركة السكرى خلال عام 2004/2003 عبر تصنيع الكسارات.

محمد: مستهدف توريد 45 قلابة متحركة قبل نهاية العام

مجدى-محمد-2
مجدى محمد إسماعيل رئيس قطاع التصنيع بشركة أرسكو المصرية

وقال إن القلاب الجديد للناقلة «dumber» يعد الأول من نوعه فى مصر المصنع محليا، مضيفا أنه من المستهدف توريد نحو 45 قلابا لشركة السكرى ،وفقا للاتفاق معها.

وأضاف أن الألواح المستخدمة فى التصنيع يتم استيرادها، وشركة “VR STEEL” الأفريقية هى صاحبة التصميم الخاص بالمعدة القلاب وشركة “REAL MINING”  الأمريكية هى الشركة الأم الوسيطة بين السكرى وشركة أرسكو ،وتتولى الأخيرة عملية التصنيع الكامل فى مصنع الشركة بمحافظة حلوان.

وأوضح أن المعدة الجديدة ستوفر استهلاك الوقود ،كما أنها مرتفعة السعة وأخف وزنا.

وكشف “مجدى” عن أن الاتفاق مع شركة السكرى يستهدف توريد 45 قلاب” DUMBEr “ جديد، تم تسليم أول وحدة منها، والباقى سيتم توريده تباعا قبل ختام العام الجارى.

وتوقع ارتفاع معدلات الإقبال على اللجوء لتصنيع المعدات التعدينية محليا، بدلا من استيرادها خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن التصنيع المحلى يوفر %50 تقريبا من تكلفة استيراد تلك المعدات.

وقال إن جودة المعدات التعدينية الثقيلة التى يتم تصنيعها محليا أكبر من مثيلاتها الأجنبية، والتوسع فيه الفترة المقبلة سيخدم قطاع التعدين المصرى على صعيد تشغيل العمالة وتوفير فاتورة الاستيراد وتخفيض التكاليف والوقت والجهد.

على صعيد آخر، تتبنى “السكرى” برنامجا طموحا يستهدف نقل الخبرات الفنية من الجانب الأسترالى إلى العاملين المصريين لخلق كوادر مصرية فى مجال صيانة المعدات الثقيلة. 

ومواكبة لتوجه الحكومة فى الاهتمام ودعم وتطوير التعليم الفنى فى مصر، قامت شركة السكرى لمناجم الذهب من خلال التعاون مع الجانب الأسترالى بتخطيط برنامج تأهيلى شامل لجميع الموظفين بدعم وبخبرات أسترالية لخلق كوادر تعدينية مؤهلة تخدم قطاع التعدين فى مصر. 

ويستهدف البرنامج تنفيذ خطة إحلال العمالة الأجنبية بكوادر مصرية مؤهلة وذات خبرة، فضلا عن استكمال برنامج التأهيل العام للشركة من خلال التعاون مع الجانب الأسترالى وتوفير عمالة مؤهلة فنيا تخدم مجال التعدين فى مصر وتفتح فرص للتوظيف. 

ويتضمن البرنامج 4 محاور الأولى خطة إحلال العمالة الأجنبية بكوادر مصرية مؤهلة وذات خبرة، مخطط تنظيم برنامج تطوير العاملين ،برنامج تطوير مهارات الإدارة والقيادة وتلك المحاور الثلاثة تخص العاملين الحاليين داخل مشروع السكرى.

أما المحور الرابع وهو برنامج التدريب المهنى الفنى فهو خاص بشباب الخريجين لتأهيلهم بالعمل فى قطاع التعدين بصفة عامة ومنجم السكرى بصفة خاصة. 

على صعيد متصل، قام ممثلو التعليم الفنى بالحكومة الأسترالية باستعراض تجربة ولاية فيكتوريا فى دعم وتطوير التعليم الفنى.

وأشادوا عبر تقنية الفيديو كونفرانس بالبرنامج الذى يتم تنفيذ داخل مشروع السكرى لتطوير وتدريب العاملين.

وأكدوا أن الاهتمام بالتعليم الفنى وتطويره ركن أساسى فى النهوض بالتصنيع وكل القطاعات الخدمية فى أى دولة.

جدير بالذكر أن الحكومة المصرية تعمل على إحداث طفرة صناعية وإنتاجية كبرى بالاعتماد على طلاب التعليم الفنى فى توفير الأيدى العاملة المدربة لتلبية احتياجات سوق العمل وتحقيق إستراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة مصر 2030. 

وقد تم إطلاق العديد من المبادرات بهدف تطوير ودعم التعليم الفنى فى مصر منها مبادرة «اشتغل فنى» بدعم وتمويل من الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبى «tvet» وهو برنامج تعليم وتدريب فنى مهنى وبإشراف وزارة التجارة والصناعة.

 وتستهدف المبادرة خلق منظومة موحدة للتعليم الفنى والتدريب المهنى فى مصر من خلال تأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل وتأهيل العمالة الفنية الخاصة بعمالة المصانع، بالإضافة إلى ريادة الأعمال. 

وأكد يوسف عبد الرحمن مسئول بإدارة تدريب العاملين بمشروع السكرى أن خطة إحلال العمالة الأجنبية بكوادر مصرية مؤهلة تستهدف ضمان استمرار القيادة بالمناصب الرئيسية.

ولفت إلى أن شركة السكرى تلتزم بتطبيق خطة منظمة وبرنامج تدريب تقنى لمشرفى شركة السكرى لمناجم الذهب. 

وسيحصل فريق الإشراف على التدريب التقنى والمهنى اللازم الذى سيمكنهم من إدارة فرقهم بكفاءة وفعالية مع ضمان الحفاظ على السلامة والإنتاجية من خلال الخبرة الإدارية الماهرة. 

على صعيد برنامج تطوير مهارات الإدارة والقيادة، أكد «عبد الرحمن» أن التأهيل سيتم بالمؤهلات الأسترالية المعتمدة للقيادة والإدارة، وسيتم تنفيذ البرنامج لمدة 14 شهرًا تقريباً من قبل منظمة التدريب الأسترالية المسجلة. 

ولفت إلى أن الخطة الشاملة لتطوير قدرات العاملين تتضمن برنامج تدريب فنى مهنى فى تكنولوجيا صيانة المعدات المتحركة لتأهيل شباب الخرجين.  

ويختص هذا التدريب بتكنولوجيا صيانة المعدات المتحركة والتى لا يوجد لها أى تدريب فنى فى مصر وهو تدريب معتمد من أستراليا.  

ويتم منح المتدربين شهادة معتمدة من الحكومة الأسترالية للمتدربين والمدربين، بحسب «إبراهيم». 

وأوضح أنه يتم التدريب بالتعاون مع الجهات الحكومية المسئولة عن التدريب الفنى المهنى فى أستراليا لدعم هذه المبادرة بالمادة العلمية اللازمة لبرنامج التدريب والمشاركة فى التدريب وتوجيه المدربين والتسجيل فى البرنامج التدريبى. 

وتعد هذه المبادرة هى الأولى من نوعها بواسطة مهندسين مصريين مؤهلين للقيام بتأهيل المتدربين بشهادة معتمدة. 

وأضاف أنه سيتم بدء برنامج التدريب فى نهاية يوليو المقبل لمدة زمنية 4 سنوات ،وسيتم تدريب 12متدربا من المهندسين الذى تم اختيارهم من خلال نظام يتضمن عدة معايير دراسية وفنية، على أن يتم تعيينهم فى منجم السكرى منذ بداية التدريب ويحصلوا على مرتبات شهرية.