لأول مرة في الحج.. توزيع جمرات معقمة على الحجاج بسبب «كورونا»

أنفقت المملكة مليارات الدولارات لتأمين واحد من أكبر التجمعات الدينية بالعالم وتواجه هذا العام تحدي تأمين الحج ضد فيروس كورونا.

لأول مرة في الحج.. توزيع جمرات معقمة على الحجاج بسبب «كورونا»
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

9:34 م, الخميس, 30 يوليو 20

توجه الحجاج الذي يضعون كمامات للوقاية من فيروس كورونا من عرفات عند غروب اليوم الخميس إلى المزدلفة لجمع الجمرات ولكنهم لن يجمعوا الجمرات من على الأرض كالعادة لأنهم استلموا هذا العام جمرات معقمة بالمطهرات قبل شعيرة رمي الجمرات التي تبدأ غدا الجمعة أول أيام عيد الأضح.

ثم تتم بقية مناسك الحج وسيصلي الجميع وسيدعون لكي ينتهي هذا الوباء ولكي ترى جميع شعوب العالم شهورا أفضل بعد كل المعاناة التي سببها مرض كوفيد 19.

وأدى تفشى فيروس كورونا لتقليص أعداد الحجاج بموسم الحج هذا العام من مليونى إلى 10 آلاف شخص من المقيمين بالسعودية.

وقررت وزارة الحج السعودية تقليص أعداد الحجاج للحد من انتشار فيروس كورونا والقيود المفروضة سواء على السفر أو على التجمعات.

في السنوات التي سبقت ظهور فيروس كورونا، كان نحو يتوافدون من جميع أنحاء العالم لأداء الفريضة.

ويتوافد المسلمون من أنحاء العالم كل عام على أقدس المواقع الإسلامية لأداء الفريضة تحت أشعة الشمس الحارقة في السعودية.

لكن بعد أن جعل الوباء التجمعات الكبيرة مستحيلة، يتجمع بضعة آلاف فقط من الحجاج، السعوديين والمقيمين الأجانب على جبل عرفات.

عدد قليل من الحجاج على جبل بعرفات يؤدون مناسك الحج

وتجمع على جبل الرحمة بعرفات لأداء أهم شعائر الحج والابتهال إلى الله بقلب واحد.

وقال عمار خالد، الحاج الهندي البالغ من العمر 29 عاما والمتخصص في تكنولوجيا المعلومات في جدة ”سيصلي الجميع لكي ينتهي هذا الوباء ولكي ترى جميع شعوب العالم شهورا أفضل بعد كل المعاناة التي سببها فيروس كورونا“.

وتسعى السعودية لحماية أقدس المواقع الإسلامية بمكة والمدينة وتنظيمها السلمي للحج، الذي تعرض سلبقا لحوادث تدافع مميتة وحرائق وأعمال شغب.

أنفقت المملكة مليارات الدولارات لتأمين واحد من أكبر التجمعات الدينية بالعالم وتواجه هذا العام تحدي تأمين الحج ضد فيروس كورونا.

ولتحقيق هذا الهدف، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث، خفضت المملكة بشكل كبير عدد الحجاج لضمان الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.

وقال وزير الشئون الدينية بيونيو إن عدد الحجاج سيقتصر على حوالي ألف، ولكن جاء حوالى 10 آلاف سيؤدون مناسك الحج.

العاملون بالرعاية الصحية والأمن حوالى 30 % من إجمالي الحجاج لمواجهة كورونا

ويشكل العاملون السعوديون بالرعاية الصحية والأمن، الذين يتصدرون الخطوط الأمامية في المعركة ضد المرض، نحو 30 % من إجمالي الحجاج.

وطاف الحجاج الذين وضعوا كمامات حول الكعبة في مجموعات صغيرة من 50 شخصا، وحافظ كل منهم على مسافة آمنة.

ويوجد برفقة الحجاج أخصائي صحي يراقب تحركاتهم فى كل مجموعة وممنوع على الحجاج لمس الكعبة هذا العام للحد من العدوى.

وكان المعتاد خلال السنوات الماضية، أن يتدافع الحجاج للاقتراب من الكعبة ولمسها ولكن فيروس كورونا حظر عليهم لمسها هذا الموسم.

وقام العمال بتطهير مبنى الكعبة والأرض المحيطة بها، وفرك عطر العود على جدرانه وحملوا البخور وهم يجوبون أنحاء المسجد الحرام.

و انتشر 3500 عامل بالمسجد الحرام بمكة لتطهيره باستخدام 54 ألف لتر من المطهرات و 1050 لترا معطرات الهواء يوميا.

وجرى تنظيف أرضيات المسجد عشر مرات في اليوم، بعد أن كانت تُنظف ثلاث مرات في الماضي قبل ظهور فيروس كورونا.

واتخذت المملكة تدابير وقائية مشددة لأنه يمكن أن يصبح احتشاد ملايين الحجاج من جميع أنحاء العالم بؤرة لانتقال الفيروس.

والحكومة أكثر حذرا هذه المرة لأنه سبق أن عاد بعض الحجاج بمواسم الحج السابقة لبلدانهم مصابون بأمراض تنفسية وأمراض أخرى.

وخضع الحجاج للعديد من الفحوص الطبية والتزموا الحجر الصحي لمدة أسبوع قبل بدء رحلتهم، وعزل أنفسهم لأسبوع آخر بغرف الفنادق.

وحصل كل منهم على سوار إلكتروني لمراقبة تحركاتهم للتأكد من التزامهم بالعزل وحقيبة تحتوي على جميع الاحتياجات الأساسية اللازمة لهم.

وخصصت حكومة السعودية 6 مستشفيات لخدمة الحجاج و51 عيادة و200 سيارة إسعاف بدعم من 62 فريقا ميدانيا و8 آلاف طبيب.