تعاني الفلبين – من أزمة غير مسبوقة جعلت من سعر البصل فيها الأغلى عالميا.
ويحدث هذا في الدولة التي يتقلد رئيسها منصب وزير الزراعة أيضا!
يصل سعر البصل في الفلبين إلى أكثر من 10 دولارات للكيلوجرام الواحد، وهو سعر يفوق بثلاث مرات تقريبا سعر كيلو الدجاج و 30% عن سعر اللحوم البقرية، وفقا لـ “سي إن إن بيزنس“.
ومنذ الخريف الماضي، تتجاوز أسعار البصل في الفلبين المتوسط العالمي بكثير.
البصل.. أساس المطبخ الفلبيني
وتعود الأزمة إلى سلسلة من الأعاصير التي ضربت البلاد نتيجة التغيرات المناخية، وتسببت في فوضى بمحاصيل البلاد الزراعية.
لكن من بين كل المحاصيل، يعد البصل هو الأهم في الفلبين.
والبصل هو العنصر الأساسي على كل الأطباق في البلاد والمكون الرئيسي المميز للمطبخ الفلبيني.
ويزداد تفاقم الأزمة بالنظر إلى تسارع معدلات استهلاك البصل في الفلبين والتي تصل إلى 17 ألف طن شهريا.
يأتي ذلك بينما حصد المزارعون في الفلبين نحو 23 طنا من البصل في الربع الثالث من 2022، وفقًا لهيئة الإحصاء.
ولذلك، وافقت وزارة الزراعة يوم الجمعة الماضي على خطة لاستيراد أكثر من 21 ألف طن لمواجهة أزمة النقص وتخفيض السعر.
واستيراد البصل ليس جديدًا على الفلبين، التي عادة ما تشتري هذا المنتج الزراعي من الصين ودول جنوب شرق آسيا الأخرى.
من المقرر أن يصل البصل الأصفر والأحمر المستورد في 27 يناير الجاري أو قبل ذلك بقليل ، وفقا لنائب المتحدث باسم وزارة الزراعة ريكس إستوبيريز.
ومع ذلك، تتنامى المخاوف في الفلبين من أن يؤثر استيراد البصل على المزارعين المحليين الذي يستعدون للحصاد.
ويبدأ الحصاد في الفلبين عادةً في فبراير ويستمر حتى أبريل، وفقًا لما ذكره دانيلو فاوستو، رئيس الغرفة الفلبينية للزراعة والأغذية.
دولة في وجه الخطر
والفلبين دولة جزرية في منطقة استوائية.
وكثيرا ما تتعرض لخطر ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار، مما يعطل نمو المحاصيل.
واشتكى الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا التي انعقدت في نوفمبر الماضي من الصدمات المناخية.
وقال: “الدول النامية أكثر عرضة للخطر، وتخسر أكثر عندما تضربها هذه الصدمات المناخية، ولديها موارد أقل للتعامل مع الآثار السلبية لهذه الصدمات”.
فرصة لمصر؟
دخلت الصادرات الزراعية إلى الفلبين لأول مرة خلال العام الماضي، وفقا لما أعلنه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في ديسمبر الماضي.
ودخول السوق الفلبينية كان صعبا للغاية، إذ استغرق 5 سنوات كاملة من المفاوضات وفقا للإدارة المركزية للحجر الزراعي التابعة لوزارة الزراعة.
وتتمتع مصر باكتفاء ذاتي من البصل وهي جهة معروفة للتصدير.
وتصدر مصر إلى روسيا والسعودية والإمارات ماليزيا وإندونيسا وباكستان، وفقا لموقع قناة مصر الزراعية التابعة لوزراة الزراعة.
ولدى مصر عدة أصناف يبدأ حصادها على فترات متفاوتة تبدأ من فبراير حتى نهاية يونيو.