كتبت _ جهاد سالم ونيرمين عباس:
تجاهل مجتمع الأعمال ومستثمرو البورصة الأحداث الساخنة التى تشهدها عدة مناطق منذ 25 يناير الماضى، وقالت البورصة رأيها بطريقتها الخاصة بارتفاع مؤشراتها أمس بنسبة %1.14 عند 9946.58 نقطة، وسط عمليات بيع للأجانب مقابل تكثيف المصريين مشترياتهم.
سجلت تعاملات المصريين والعرب صافى شراء بقيمة 7.8 مليون جنيه و9.8 مليون جنيه على الترتيب، فيما سجل الأجانب صافى بيع بقية 17.66 مليون جنيه.
وانهت البورصة تعاملات أمس – الثلاثاء- بصعود جماعى، وسجل المؤشر الرئيسى «EGX30» ارتفاعًا بنحو %1.14 ليغلق عند مستوى 9946 نقطة، وصعد رأس المال السوقى بـ3.8 مليار جنيه، كما ارتفع مؤشر «EGX70» بنحو %1.19 ليغلق عند مستوى 579 نقطة.
وسجل إجمالى قيم التداولات نحو 883.29 مليون جنيه، وأغلق رأسمال السوق عند مستوى 524.90 مليار جنيه مقابل 521.11 مليار جنيه بختام تعاملات أمس.
تشهد مصر اضطرابات منذ 24 يناير الماضى، الذى شهد مقتل شيماء الصباغ العضوة بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أثناء فض الشرطة وقفة سلمية بالورود بمنطقة وسط البلد قبل ذكرى الثورة بيوم واحد، وهو ما سلطت وسائل إعلام محلية وأجنبية الضوء عليه، كما اندلعت مظاهرات فى أماكن متفرقة بدءًا من 25 يناير وحتى أمس، بالتزامن مع سلسلة تفجيرات شهدتها القاهرة والدقهلية وأغلب المحافظات.
تعتبر منطقة المطرية هى البؤرة الأكثر اشتعالًا ونزيفًا على مدار الأيام الثلاثة الماضية، وسقط بها عشرات القتلى إثر اشتباكات بين محتجين والشرطة، واستمرارًا لحالات الكر والفر ونزول قوات من الجيش لتطويق المنطقة، وسط نداءات بفرض حظر تجوال فى نطاقها.
رغم ذلك توقع محللون فنيون أن تستكمل البورصة مسارها الصاعد خلال تعاملات اليوم على أن تفتتح الجلسة بتراجعات طفيفة ليقترب مؤشرها الرئيسى «EGX30» من مستوى 9890 نقطة لتجميع قواه والصعود لمستوى قريب من 10050 نقطة، كما أكد عدد من خبراء الاستثمار المباشر وبنوك الاستثمار أن الرؤى المتفائلة للمستثمرين تجاه السوق لن تتأثر بما يجرى، واصفين الأحداث بأنها «مؤقتة ومتوقعة»، وأثرها لن يتفاقم إلا إذا طال أمدها وتصاعدت نبرات الغضب الشعبى تجاه الحكومة.
وتوقع محمد الأعصر، رئيس قسم التحليل الفنى ببنك الكويت الوطنى للاستثمار بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، أن يستكمل مؤشر السوق الرئيسى «EGX30» مساره الصاعد اليوم ليقترب من مستوى 10050 نقطة، على أن يستهل التعاملات بتراجعات طفيفة ليقترب من مستوى 9890 نقطة.
وقال إن مؤشر «EGX70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة تمكن أمس من التحرك الإيجابى بعد فترة من المسار العرضى فى نطاق ضيق، مرجحًا تحرك المؤشر اليوم ما بين مستويى 576 و585 نقطة.
وحدد عددًا من الأسهم التى تحمل فرصًا جيدة للصعود وعلى رأسها العربية لحليج الأقطان مستهدفًا 4.17 جنيه، وسهم القلعة مستهدفًا 3.30 جنيه، بالإضافة إلى سهم «هيرمس» والمتوقع صعوده لـ18.40 جنيه.
كما توقع ارتفاع سهم التجارى الدولى لمستوى 56.80 جنيه وسهم «عامر جروب» لـ1.34 جنيه، ومصر الجديدة للإسكان لمستوى 72.50 جنيه، فضلًا عن ارتفاع سهم مدينة نصر لـ36.40 جنيه.
وقال إيهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفنى، عضو مجلس إدارة شركة أصول للسمسرة إن سهم التجارى الدولى، لعب الدور الأكبر فى تحركات السوق أمس، تأثرًا بصعوده لأعلى مستوى سعرى له منذ الإدراج عند 56.34 جنيه وارتفاع وزنه النسبى إلى %33.07 من وزن مؤشر السوق الرئيسى «EGX30» كما ساهم فى صعود الموشر لـ9975 نقطة، لكن تعرض السهم لعمليات جنى أرباح دفع المؤشر لتقليص جزء من مكاسبه.
وتوقع أن يستهل موشر السوق الرئيسى «EGX30» تعاملات اليوم بتراجع فى حدود 40 نقطة، يختبر خلالها سهم «CIB» قدرته على التماسك فوق مستوى 55 جنيهًا، ومن ثم الصعود لمستهدفه التالى عند 58 جنيهًا وقيادة المؤشر للدخول إلى منطقة الـ10 آلاف نقطة.
وأضاف أن موشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «EGX70» خرج أمس من المسار العرضى ضيق النطاق وصعد لمستوى 582 نقطة قبل تعرضه لعمليات جنى أرباح جزئية افقدته جزءًا من مكاسبه، متوقعًا تحرك المؤشر اليوم بين مستويى 582 و585 نقطة.
وعلى صعيد الأسهم القيادية رجح تحرك سهم جلوبال تليكوم اليوم، عرضيا حول 4.40 جنيه، وتحرك سهم هيرمس بين 17.60 و 18.10 جنيه، وسهم طلعت مصطفى بين 11.20 و11.70 جنيه.
وقال إن أسهم القطاع العقارى لعبت دورًا مهمًا فى تحركات السوق أمس بعد اقتراب سهم مصر الجديدة من قمته السابقة 71 جنيهًا، وتخطى سهم مدينة نصر مستوى المقاومة 35 جنيهًا.
ولفت إلى تأثر تعاملات المستثمرين بالتداعيات التى تشهدها البلاد على الصعيدين السياسى والاقتصادى، مشيرًا إلى أن استمرار انتهاج البنك المركزى سياسة خفض الجنيه أمام الدولار انعكس ايجابيا على السوق، وخلق حالة من الشراء الاستباقى لدى المؤسسات المصرية تحسبا لتغيرات سعرية للأسهم مع توقعات بجذب المستويات السعرية للأسهم المتداولة للمستثمرين الأجانب مع تراجع قيمة العملة الأمر الذى خفف بدوره من التفاعل مع الأحداث السياسية.
وقال إن ما اعقبته الذكرى الرابعة لثورة يناير من وفيات ومصابين والتفجيرات التى تشهدها مناطق مختلفة يهز من نظرة المستثمر الأجنبى للسوق المحلية على المدى القريب، مما خلق حالة من الاتجاه البيعى سيطرت على تعاملات الأجانب أمس.
وعلى صعيد تأثر مناخ الاستثمار، أكد محمد متولى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة إتش سى للاستثمارات المالية محدودية أثر ما تشهده مصر من الأحداث، مضيفًا أن التأثير على مناخ الاستثمار ضعيف أو شبه منعدم، نظرًا لكون تلك الأحداث مؤقتة ومتوقعة بالتزامن مع ذكرى الثورة.
وعن احتمالات تضرر مناخ الاستثمار حال تطور الأوضاع، قال إنه لا يمكن التنبؤ بذلك الأمر حاليًا موضحًا أنه حتى الآن لا يوجد أثر.
وتوقع أن تهدأ الأمور بمجرد انتخاب البرلمان الجديد، الذى سيوجد وسيلة مختلفة للتعبير عن الرأى من خلال ممثلين للشعب.
وقال أيمن أبوهند، مدير الاستثمار بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، إن ما يحدث من قلاقل بمصر، لن ينعكس على رؤية المستثمرين للسوق، مفسرًا ذلك بانها كانت متوقعة بالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وأوضح أن مناخ الاستثمار سيتضرر إذا ما استمرت الأحداث لأسابيع، وفقدت القيادة الداخلية السيطرة على مجريات الأمور، فضلاً عن بدء تصاعد نبرات الرفض من المصريين، مشيرًا إلى أنه وقتها سيبدأ المستثمرون إظهار قلقهم إزاء الاستثمار فى مصر.
ولفت إلى أنه يمكن القول إن ما يحدث بداية للتراجع إذا لم يتم احتواء الأمر، مؤكدًا أن البورصة لم تتضرر حتى الآن كما أن المستثمرين لم يبدأوا التركيز على ما يجرى من اشتباكات بعدد من المناطق بمصر.
وأضاف أن وسائل الإعلام الأجنبية لم تلق الضوء على تطورات الأوضاع فى مصر، وهو أمر سيؤدى حال حدوثه للإضرار بمناخ ورؤية المستثمرين للسوق.