كيف نجحت المرحلة الثانية لـ"بيت الوطن" وفشلت الأولى؟

حققت المرحلة الأولى من المشروع ما بين 30 و40% من المستهدف

كيف نجحت المرحلة الثانية لـ"بيت الوطن" وفشلت الأولى؟
أحمد عاشور

أحمد عاشور

6:47 م, الأحد, 29 مارس 15

نجحت الحكومة في تسويق المرحلة الثانية لبيع أراضي مميزة للسكن العائلي للمصريين في الخارج ، ضمن مشروع “بيت الوطن”، بعد إخفاقها في تسويق المرحلة الأولي التى إنطلقت منذ قرابة الثلاث سنوات.

ما هو مشروع بيت الوطن ومتي بدأ؟

المرحلة الأولى

بدأت المرحلة الأولي لمشروع بيت الوطن في مارس 2012، حيث أعلنت وزارة الاسكان عن طرح نحو 8 آلاف قطعة أرض للمصريين بالخارج في مدن القاهرة الجديدة والشيخ زايد ومدينة بدر والمينا الجديدة ودمياط الجديدة، وكان يستهدف جمع 3.5 مليار دولار لتعزيز إحتياطي النقد الأجنبي التى تأثرت بشكل كبير بعد انتفاضة 25 يناير.

الأسعار كانت تتراوح ما بين 200 و675 دولار للمتر، ولكن الحكومة قررت تخفيضها أكثر من مرة بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المصريين في الخارج، ليستقر سعر المتر عند 450 دولار في القاهرة الجديدة، و610 دولار في الشيخ زايد، و 225 دولارا في مدينة بدر، وفي دمياط الجديدة وصل سعر المتر إلى 385 دولارا، وكان أقل سعر للمتر في مدينة المنيا الجديدة بواقع 160 دولار.

كما قررت الحكومة تخفيف قيمة مقدم الحجز من 50% من إجمالي قيمة الأرض إلى 35% ثم 25% على أن يتم السداد على مدار 5 سنوات بدلاً من 3 سنوات.

وحققت المرحلة الأولي من المشروع ما بين 30 و40% من المستهدف، وفقاً لما أعلنه كمال فهمي نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية.

لماذا لم تنجح الحكومة في المرحلة الأولي؟

انخفاض مبيعات المرحلة الأولي يعود إلى إرتفاع أسعار متر الأرض مقارنة بالأسعار المحلية في عام 2012 بخلاف عدم توصيل المرافق اللازمة للبدء في البناء على المشروع، وفقاً لنائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية.

لكن يحيي شوكت، الباحث في شؤون الحق في السكن وتملك الأراضي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، علّق قائلا “تدافع المصريين على شراء شهادات قناة السويس، ولكن لم تنال فكرة طرح أراضي للمصريين بالخارج نفس القدر من الإهتمام.. لأن مفيش عائد محدد من شراء الأراضي وكمان الأسعار مرتفعة”.

واشترى المصريون في سبتمبر الماضي، شهادات استثمار قناة السويس بقيمة 68 مليار جنيه، بعائد 12%، خلال 8 أيام من الإعلان عن طرحها، لتمويل مشروع قناة السويس الجديدة.

وأضاف يحيي إن الحكومة تحولت لـ”سمسار” بعد قيامها بطرح أراضي بأسعار مبالغ فيها، في حين أنها لا تمتلك الأدوات الترويجية التى يمتلكها القطاع الخاص وبالتالي فشلت في تسويق المرحلة الأولى.

وقال خالد عباس مساعد وزير الاسكان للشئون الفنية، إن العزوف عن الشراء بأراضي المشروع، يعود إلى أن التجربة كانت جديدة على المصريين “وكل حاجة جديدة دائماً بتلاقي صعوبات في النجاح”، بالاضافة إلى حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي التى كانت تمر بها البلاد.

وهو ما أكده محمد العريان نائب رئيس الإتحاد العام للمصريين بالخارج، قائلا إن “التوقيت لم يكن مناسب.. بالإضافة إلى ضعف الآليات الترويجية التى اتبعتها وزارة الاسكان.. أسلوب العرض خاطئ.. والأسعار كانت مبالغ فيها آنذاك (مارس 2012)”.

ومن ناحيته تساءل علاء بسيوني أمين عام شعبة الاستثمار العقاري بالإتحاد العام للغرف التجارية، عن السبب الذي قد يدفع مصري في الخارج لشراء أراضي بالدولار أغلى من أخرى يمكنه الحصول عليها اذا جاء مصر وتعاقد عليها؟.. باختصار الأسعار كانت أعلي من السوق عام 2012 بخلاف أن الحكومة لم تقم بتوصيل المرافق للأراضي المطروحة.

المرحلة الثانية

ضمت المرحلة الثانية 3183 قطعة أرض موزعة بواقع 2500 قطعة القاهرة الجديدة و311 قطعة في الشيخ زايد و372 قطعة دمياط الجديدة، وسيتم تخصيصها بالأمر المباشر وبنفس أسعار وشروط المرحلة الأولي، وتستهدف جمع 1.3 مليار دولار.

وتفتح وزارة الاسكان للمصريين بالخارج الحجز الباب للحجز بالأمر المباشر لأى قطعة يتم اختيارها وبأولوية السداد.

لماذا نجحت المرحلة الثانية؟

قال نائب رئيس الهيئة العامة للمجتمعات العمرانية، أن المرحلة الثانية نحجت بنسبة 100% بعد التخلص من مشاكل المرحلة الأولي.

يشار إلى أن مجلس الوزراء وافق خلال اجتماعه الأربعاء الماضي، على غلق باب الحجز بالمرحلة الثانية في مشروع بيت الوطن (أراضي المصريين في الخارج) اعتبارا من 25-3-2015، بدلاً من 9-4-2015، نظرا للإقبال الشديد من المواطنين المصريين بالخارج على الحجز؛ حيث إنه بعد 10 أيام من بدء الحجز تجاوزت التحويلات عدد الأراضي المطروحة، وبلغ عددها حتى أمس، حوالي 6 آلاف تحويل، بقيمة حوالي 600 مليون دولار، تمثل الدفعة المقدمة (25% من إجمالي ثمن الأرض).

كما قرر مجلس الوزراء، بعد انتهاء وزارة الإسكان من حجز وتخصيص الأراضي المطروحة طبقا للشروط المعتمدة، تحديد عدد المتقدمين للحجز، الذين قاموا بتحويل المقدمات، ولم يتسن لهم الحصول على أراضٍ في هذه المرحلة، واستيعاب المتقدمين في مرحلة ثالثة بالمشروع ملاصقة للمرحلة الثانية، بنفس شروط الحجز.

وخلال الاجتماع أشاد وزير الإسكان بإقبال المصريين بالخارج على الحجز، وهو ما يعد دليلاً على ثقتهم في المناخ الاستثماري الحالي، وعودتهم للاستثمار في وطنهم، وبناء مساكن خاصة بهم في “بيت الوطن”.

وأضاف فهمي أن الهيئة وضعت برنامجا زمنيا لتوصيل المرافق لأراضي المرحلة الثانية، مشيراً إلى أنه تم الإنتهاء من توصيل المرافق لأراضي دمياط الجديدة وسيتم ترفيق قطع مدينة الشيخ زايد مطلع أبريل المقبل يليها تنفيذ أعمال البنية التحتية في القاهرة الجديدة.

وأكدت وزارة الاسكان الشهر الماضي إلتزامها بتنفيذ المرافق السيادية والداخلية والطرق وتنسيق الموقع طبقا للمعايير العالمية.

“سعر بيع متر الأرض للعاملين بالخارج في القاهرة الجديدة أقل من السعر الذى تعاقدت عليها الوزارة بنفس المنطقة محليا فعلي سبيل المثال أظهرت أخر قرعة أجرتها الوزارة نهاية العام الماضي في مصر الجديدة عن وصول سعر المتر إلى 4250 جنيه ، مقارنة بـ 3420 جنيها للمصريين بالخارج”، كما يقول فهمي.

عباس: عدم تغيير أسعار أراضي المرحلة الثانية سيؤدي إلى زيادة الإقبال على الشراء

وهو ما أكده خالد عباس، قائلاً إن عدم تغيير أسعار أراضي المرحلة الثانية سيؤدي إلى زيادة إقبال المصريين بالخارج على الشراء بخلاف حالة الاستقرار النسبي التى تمر بها مصر حالياً.

ووفقا لنائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية “سيتم تثبت سعر الدولار الخاص بأراضي بيت الوطن عند 7.53 جنيه للدولار، وهو سعر الدولار الرسمي الذى أعلنه البنك المركزي أمس الأحد”.

وبناء على سعر الدولار المحدد، سيكون سعر متر الأرض مقابل بالجنيه على النحو التالي، 3388.5 جنيها في القاهرة الجديدة و4593.3 جنيها في الشيخ زايد و1694.25 في دمياط الجديدة، ويقول نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين العاملين بالخارج “أن هذه الأسعار مطابقة لأسعار السوق وفقاً لدراسة حديثة قام بها الإتحاد خلال الفترة الماضية.. ولكنه لم يوضح تفاصيل الدراسة”.

“سعر متر الأرض في القاهرة الجديدة يتراوح ما بين 3500 و4000 جنيه وفي بعض الأحيان يصل إلى 8000 جنيها، وفي الشيخ زايد تبدأ الأسعار من 2500 و3000 جنيه حتى 5000 جنيها على حسب نقاط التميز المتاحة في المنطقة التى يقع فيها المشروع” يقول أبو أحمد.

وهو ما أكده ماجد عبد العظيم نائب رئيس مجلس ادارة شركة ايدار للتسويق العقاري أن “سعر متر الأرض في الشيخ زايد يتراوح ما بين 3000 و5000 جنيها وفي القاهرة الجديدة تتراوح الأسعار من 3 ألاف و8 ألاف جنيها”.

“مدينة الشيخ زايد لم يعد فيها أراضي لطرحها للأفراد سوى 117 فدان سيتم بيعها للمصريين في الخارج وجميعها مميزة، مضيفاً أن الجهاز خصص متر الأرض للمستثمرين مطلع العام الجاري بسعر يتراوح مابين 1500 و2000 جنيها للمتر ولكن بمساحات عملاقة لا يمكن مقارنتها بأسعار الأراضي المخصصة للأفراد”، وفقا لقول رئيس جهاز مدينة الشيخ زايد، جمال طلعت.

وأضاف طلعت أن الأراضي التى سيتم تخصيصها للمصريين ليس مدعمة وبالتالي بلغ سعر المتر فيها 610 دولار للمتر بما يعادل 4600 جنيهاً للمتر مربع، مؤكداً أن الجهاز يعتزم توصيل المرافق لجميع القطع التى سيتم طرحها خلال أبريل المقبل.

طبيب مصري في السعودية: “بيت الوطن” عايز رجال أعمال مش عمال

قال محمود عبد الخالق طبيب مصري يعمل في المملكة العربية السعودية، إن المشكلة ليست في أسعار الأراضي ولكن في المساحات الواسعة التى تطرحها وزارة الإسكان تتراوح ما بين 600 إلى 1000 متر مربع وهي مساحة كبيرة تحتاج أموال مبالغ فيها لا يقدر عليها سوى رجل أعمال.

“نفترض إني تقدمت للحصول على أدنى مساحة (600 متر مربع) لقطعة أرض في القاهرة الجديدة بسعر 450 دولار للمتر، عايز 270 ألف دولار (أكثر من 2 مليون جنيه مصري) تمن أرض بس غير تكاليف البناء.. ودي محتاجه رجل أعمال مش عامل أو دكتور أو مهندس”، وفقاً لعبد الخالق، وأضاف “أنا مش عايز اكسب من الأرض أنا عايز أوفر شقة لنفسي ولأبني”.

وتقول وزارة الاسكان انها تسمح باشتراك أكثر من شخص في حجز القطعة الواحدة، ولكن عبد الخالق اشتكى أيضاً من صعوبة إسجاد شريك موثوق في المشروع.

أحمد عاشور

أحمد عاشور

6:47 م, الأحد, 29 مارس 15