كيف ستؤثر الإعفاءات الكاملة على تنافسية السيارات التركية فى مصر؟

النجاح مرهون بانخفاض الأسعار وتلبية احتياجات السوق+

كيف ستؤثر الإعفاءات الكاملة على تنافسية السيارات التركية فى مصر؟
المال - خاص

المال - خاص

8:55 ص, الخميس, 19 ديسمبر 19

رهن عدد من ممثلى شركات السيارات نجاح فى احتلال مراكز متقدمة بقائمة الملاكى الأكثر مبيعًا فى السوق بإقرار تخفيضات سعرية حقيقية وضخ كميات كبيرة لتلبية الطلب المحلي، خاصة من الطرازات التى تشهد أوفر برايس مثل تويوتا كورولا.

يأتى ذلك فى ظل ترقب السوق لتطبيق الإعفاءات الجمركية الكاملة على السيارات المصنعة فى تركيا، والتى تتمتع حاليا بإعفاء نسبته %90 من الرسوم المقررة.

وتوجد فى مصر 3 طرازات تتمتع بالإعفاءات الجمركية على السيارات تركية المنشأ هى كورولا وتيبو وميجان.

يذكر أن تويوتا كورولا تحتل المرتبة الثانية بقائمة الطرازات الأكثر مبيعًا فى الملاكى بحصة سوقية 8.9 %، بعدد 8969 وحدة من إجمالى مبيعات السوق البالغة 100.6 ألف وحدة.

وتحتل فيات تيبو المرتبة العاشرة بمبيعات 2957 وحدة بحصة سوقية 2.9 % من الملاكي، وتأتى رينو ميجان فى المركز العشرين بـ 1763 وحدة وبحصة سوقية تعادل 1.7 %.

أكد محمد مراد، مدير قطاع فولكس فاجن التجارية بالشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف، وكلاء فولكس فاجن وأودى، أن إعفاء واردات مصر من سيارات الركوب والمرتقب تطبيقه فى الأول من يناير 2020، والتى من بينها تويوتا كورولا وفيات تيبو سيسمح بإعادة تسعير تلك الموديلات فى ضوء إعفائها بالكامل من الرسوم الجمركية.

وأشار إلى أن سوق السيارات مقبلة على هبوط فى أسعار جميع الموديلات والطرازات فى ظل استمرار تراجع سعر صرف الدولار، أمام العملة المحلية، علاوة على تطبيق المرحلة الأخيرة والنهاية من اتفاقية زيرو جمارك على السيارات المنتجة فى تركيا.

ولفت إلى أن تويوتا كورولا مؤهلة لتصدر الموديلات الأعلى مبيعًا فى سوق السيارات حال إعلان الوكيل هبوط أسعارها عقب تطبيق زيرو جمرك عليها، والتى تمثل حاليًا 4 %.

ورهن مراد تمكن تويوتا من تصدر مبيعات سيارات الركوب مع إعفاء كورولا بقدرتها على استيراد كميات كبيرة من فئاتها المتوافرة فى السوق، علاوة على إعلان الوكيل عن هبوط حقيقى فى سعرها.

وأضاف أن سوق السيارات رغم حالة الركود التى تعانيها خلال العام الحالى، والتى أثرت بالسلب على أداء مبيعاتها الإجمالية، إلا أن تويوتا كورولا لاتزال تعانى من ما يعرف بظاهرة الأوفر برايس، فى ظل وجود طلب قوى على السيارة، خاصة مع إعلان الوكيل تقديم الجيل الثانى عشر الجديد كليًا، خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بعرض محدود للغاية منها.

وتابع أن وجود أوفر برايس عليها يصعب من مهمة خفض أسعارها فى ظل محدودية المعروض منها، وفقًا لمعطيات السوق، الأمر الذى يصعب تمكنها من قيادة السوق فى ظل قدرة التجميع المحلى على تصدر مبيعات الركوب ممثلة فى نيسان صنى.

وفى سياق متصل، قال مصدر مسئول بإحدى شركات السيارات اليابانية العاملة فى السوق المحلية، إن سعر تويوتا كورولا، وفيات تيبو، ورينو ميجان لابد من أن يتراجع كما حدث مع الموديلات الأوروبية المنشأ، عقب إخضاع موديلاتها لـ»زيرو جمارك».

وأضاف أن إعلان مصلحة الجمارك فى الأول من يناير 2019 تطبيق المرحلة الأخيرة والنهائية من اتفاقية الشراكة الأوروبية ساهم فى هبوط أسعار الموديلات ذات المنشأ الأوروبى بنسبة تتراوح ما بين 2.6%، وحتى 32%، نظرًا لإعفائها الكامل من الرسوم الجمركية، وبالتالى لابد من هبوط أسعار السيارات المستوردة من تركيا.

وأوضح أنه مع استمرار هبوط أسعار الدولار، وزيرو جمارك ستكون الفرصة قوية للموديلات التركية بصفة عامة، وتويوتا كورولا بصفة خاصة فى ظل وجود طلب قوى عليها، مع تقديم الجيل الجديد كليًا منها، وما شهدته من ثورة فى التصميم.

وأشار إلى أن وجود وكيل قوى للعلامة اليابانية تويوتا، مع الانتشار الكبير لشبكة الموزعين والممثلة فى صالات عرض، أو خدمات ما بعد البيع، يعزز فرص كورولا فى قيادة سوق الملاكي، على حساب الموديلات الأوروبية، أو المنتجة محليًا، إلا أن أجواء المنافسة، وتزايد الطلب قد يدفع الموزعين والتجار للاستمرار فى بيعها بـ Over Price.

وقال المصدر إن تصدر كورولا لمبيعات الملاكى مرهون بقدرة مصنع تويوتا العالمية فى تركيا على تلبية احتياجات السوق المصرية عبر سد الفجوة الدائمة بين المطلوب من السيارة، والمعروض منها، والذى فى الغالب ما يصعب توفيرها بالسعر الرسمى وتسليم فورى.

وأكد أن فيات تيبو أيضًا أمامها فرصة قوية لحجز مقعد فى قائمة أعلى 10 موديلات مباعة فى مصر، خاصة أن بعد التخفيضات من المتوقع وصول سعر أعلى فئة إلى 265 ألف جنيه.

وتطرق المصدر إلى جملة التحديات التى باتت تواجه صناعة السيارات المحلية، فى ظل إعفاء واردات مصر من سيارات الركوب الأوروبية، والتركية خلال الفترة القليلة المقبلة من الرسوم الجمركية.

وشدد على ضرورة إعلان السلطات المصرية حزمة من الإجراءات الجديدة بما يحمى استثمارات المصنعين المحليين، عبر منح مزيد من الحوافر، والممثلة فى إعفاء مكونات السيارات المستوردة من الرسوم الجمركية المفروضة عليها، والتى تتراوح ما بين 5 % إلى 7 %.

وأضاف أن إعفاء المكونات من الرسوم سيدفع المنتجين لخفض الأسعار، بما يرجح كفة الموديلات المصنعة محليًا للعملاء الراغبين فى شراء سيارة جديدة، على حساب الموديلات المعفاه تمامًا من الجمارك.

فى المقابل، قال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، إن تأثير الإعفاءات الجركية الكاملة على السيارات تركية المنشأ سيكون محدودًا؛ لأن الشريحة الجمركية التى سيتم إلغاؤها لا تتجاوز 10 % من الرسوم، وليس من قيمة السيارة بما يتراوح فى غالبية الطرازات والفئات المستوردة بين 4 و6 آلاف جنيه.

واعتبر أن التأثير فى خريطة ترتيب السيارات الملاكى الأكثر مبيعًا فى السوق المحلية سيكون محدودًا؛ لأن الطلب ليس واسعًا على رينو ميجان أو فيات تيبو فى حين لا تتوافر تويوتا كورولا بكمبيات كافية أغلب الوقت بشكل يؤدى إلى بيعها بأعلى من أسعارها الرسمية فى كثير من الأحيان.

ولفت إلى أن تيبو تباع حاليا بالسعر الرسمي، وأحيانًا بخصومات محدودة، وهو ما ينطبق أيضًا على رينو ميجان بشكل يؤكد إحجام العملاء عن شراء هذين الطرازين لصالح منافسين آخرين، ومن ثم سيكون على الوكيل إقرار تخفيضات سعرية كبيرة بعد إلغاء الشريحة الأخيرة من الجمارك لإنعاش الطلب عليهما.

وأوضح أن الإعفاءات الجمركية على السيارات تركية المنشأ تختلف بشكل كبير عن زيرو جمارك التى طبقت على السيارات أوروبية المنشأ مطلع العام الجارى الذى شهد إلغاء 30 % من الرسوم الجمركية عليها دفعة واحدة، وهو ما كان يعادل 12 % من قيمتها بين 1300 و1600 سى سى ويصل لنحو 40.5 % من قيمة الوحدات أعلى من 2000 سى سى.

واستطرد أن تخفيضات الشراكة الأوروبية سمحت للوكلاء بالإعلان عن تخفيضات سعرية كبيرة لتأكيد تنافسيتهم فى سوق السيارات أمام شركات التجميع ووكلاء العلامات غير الأوروبية، مضيفًا أن هذه التخفيضات شملت عشرات الطرازات سواء كانت يابانية أو كورية أو غيرها على نحو أشعل المنافسة بينها ودفعها إلى المزيد من تخفيضات الأسعار.

وأشار فى المقابل إلى أن زيرو جمارك السيارات التركية لا تشمل سوى 3 طرازات فقط، كما يوجد طراز آخر قادم من تركيا لكنه لا يتمتع بالإعفاءات الجمركية؛ بسبب عدم وصوله لنسبة المكون المحلى المتفق عليها بين مصر وتركيا للتمتع بالتخفيضات، لافتا إلى أن بعض الوكلاء قد لا يخفضون الأسعار وسيكتفون بالإعلان عن عروض سعرية فقط.

أحمد شوقى – شريف عيسى