Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

كيف تفتقر الشعوب؟

وصف المحللون الماليون ما حدث فى الهند مؤخرا بأنه "إبادة مالية"، أو "الموت من خلال إزالة الصفة النقدية" وهو "ما قتل المئات بل الآلاف وربما الملايين"، كما وصفها المحللون، لأن ما حدث دفع المئات للمجاعة أو المرض أو اليأس أو الانتحار. ما حدث فى الهند هو إمتثال الحكومة لأوامر من واشنطن، أو بالأحرى "يو أس

كيف تفتقر الشعوب؟
جريدة المال

المال - خاص

11:20 ص, الخميس, 2 فبراير 17

وصف المحللون الماليون ما حدث فى الهند مؤخرا بأنه “إبادة مالية”، أو “الموت من خلال إزالة الصفة النقدية” وهو “ما قتل المئات بل الآلاف وربما الملايين”، كما وصفها المحللون، لأن ما حدث دفع المئات للمجاعة أو المرض أو اليأس أو الانتحار.
ما حدث فى الهند هو إمتثال الحكومة لأوامر من واشنطن، أو بالأحرى “يو أس إيد” بإعتبار كل فئات الخمسمائة والالف روبية لاغية، إلا إذا قام المواطنون بإيداعها أو إستبدالها فى البنوك قبل 31 ديسمبر الماضى؛ من لم يتمكن من استبدال أمواله ضاعت عليه نهائيا، وهؤلاء نحو نصف مواطنى الهند (أى أكثر من نصف مليار نسمة) لأنهم لا يملكون حسابات مصرفية. أما لماذا تقرر إتخاذ مثل هذا الإجراء المجحف؟ رسميا لأن الحكومة قررت مكافحة التزوير؛ ولكن السبب غير الرسمى هو رغبة الهند الدخول فى زمرة الدول الغربية التى شكلت مجتمعات لا تتعامل بالنقدية، بل بالأموال الإلكترونية، كروت الإئتمان والشراء عبر الانترنت؛ وهو التوجه الذى يساعد المنظمات الكبرى والبنوك العملاقة لأن تسيطر على الاقتصاديات الغربية.
ولكن المجتمعات الغربية تضم طبقة وسطى عريضة وكبيرة؛ هى التى تحافظ على كيان الدولة؛ فهى التى تعمل فى المهن المختلفة التى تصنع النهضة، مثل الفن والطب والهندسة والصناعة والزراعة الى أخر تلك المهن؛ وهى تتكسب منها، وتملك حسابات بنكية وتستخدم كروت الإئتمان فى الغالبية العظمى من تعاملاتها، فتعيش فى مستويات أكبر من قدرتها المالية الحقيقية، ولكنها تدفع عجلة الاقتصاد الى الأمام. وكذلك تدفع المنظمات الكبرى عابرة القارات ومتعددة الجنسيات لتفرض سيطرتها عليها.
هذه الدول والمجتمعات تستطيع أن تتحمل، بعكس مواطنى دولة من دول العالم الثالث، مثل الهند. حيث أدى مثل هذا القرار الى أن تفقد الملايين من البشر، غالبيتهم من الفقراء، مليارات الروبيات، لأن كمية النقدية التى منعتها البنوك تمثل %85 من قيمة كل الأموال السائلة الموجودة بالفعل. أى أن فقط %15 من السيولة النقدية يمكن تتداولها بين اكثر من مليار نسمة. وبينما فقط الأغنياء هم الذين يتعاملون بكروت الإئتمان، أما الفقراء فهم لا يجدون حتى البنوك لكى يكون لهم حسابات بها، فإن معظمهم لم يعد يملك ما يمكنه من شراء الطعام أو الدواء أو إعالة عائلته. فكيف يمكن لدولة مثل الهند مواجهة مثل هذا الوضع؟
ليلى حافظ

جريدة المال

المال - خاص

11:20 ص, الخميس, 2 فبراير 17