كيف تأثرت شركات صناعة السيارات فى أمريكا الشمالية بأزمة نقص الرقائق؟

تراجع نصيب القطاع منها بسبب زيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية

كيف تأثرت شركات صناعة السيارات فى أمريكا الشمالية بأزمة نقص الرقائق؟
أحمد شوقي

أحمد شوقي

7:43 ص, الثلاثاء, 13 أبريل 21

تعمل العديد من شركات صناعة السيارات على تخفيض الطاقة الإنتاجية فى بعض مصانع أمريكا الشمالية فى إطار التعامل مع النقص العالمى المتفاقم فى أشباه الموصلات – الرقائق الإلكترونية، والتى أدت لصعوبات فى الحصول عليها للاستخدام فى السيارات والشاحنات بعد تخصيص صانعى أشباه الموصلات سعة أكبر للمنتجات الاستهلاكية.

تسبب وباء كورونا فى زيادة الطلبات على الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر حيث يحاول الناس تحسين ظروف الحياة فى المنزل والتى أجبروا عليها فى ضوء الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار المرض، مما تسبب فى تقليص حصة صناعة السيارات من الرقائق كما أدت الاضطرابات فى إمدادات البتروكيماويات فى جنوب الولايات المتحدة نتيجة الأحوال الجوية وحريق فى مصنع لصناعة الرقائق فى اليابان إلى تفاقم عمليات الإغلاق بمصانع السيارات؛ وفقًا لما جاء بتقرير يجرى تحديثه دوريًا لوكالة «بلومبرج» التى تتابع تطورات الأزمة على صناعة السيارات.

قالت شركة أليكس بارتنرز الاستشارية فى وقت سابق إن النقص فى الرقائق قد يكلف شركات صناعة السيارات 61 مليار دولار فى المبيعات المفقودة هذا العام. وقد تؤدى هذه الانتكاسات إلى تأخير التعافى المتوقع فى الإنتاج خلال الربع الثاني. قال تاكيشى مياو، محلل أسواق السيارات بوكالة كارنوراما اليابانية إن الإنتاج يتقلص، ولا يزداد، لذا فإن التوازن بين العرض والطلب يزداد سوءًا.

إغلاق مؤقت بمصانع تابعة لجنرال موتورز

أعلنت شركة جنرال موتورز يوم 8 أبريل أنها تخطط لاستئناف الإنتاج فى مصنع فى مدينة وينتزفيل بولاية ميسورى بالولايات المتحدة، اعتبارا من الاثنين 12 أبريل؛ لكن سيتوقف مصنعها فى سبرينج هيل بولاية تينيسى لمدة أسبوعين من نفس التاريخ؛ ومن المتوقع الانتاج بمصنع بالقرب من لانسينغ، ميشيغان، اعتبارًا من 19 أبريل؛ وسيمدد مصنع آخر بمنطقة لانسينغ فترة توقفه لأسبوع بداية من 26 أبريل.

وفى كندا؛ سيمدد مصنع تجميع «كامى» التابع لشركة جنرال موتورز فى إنجرسول، أونتاريو، ومصنع Fairfax التجميعى فى مدينة كانساس، فترة التوقف عن العمل لأسبوع اعتبارا من 10 مايو، وفى المكسيك، سيتوقف مصنع تجميع راموس لأسبوع يبدأ فى 19 أبريل. وقالت الشركة إن سيارة شيفروليه بليزر الرياضية متعددة الاستخدامات ستتأثر.

يذكر أنه فى يوم 24 مارس الماضي؛ تم تحديد موعد توقف مصنع الشركة بمدينة ونتزفيل، الذى يصنع شاحنات شيفروليه كولورادو وجى إم سى كانيون متوسطة الحجم، لمدة أسبوعين اعتبارًا من 29 مارس، كما توقف المصنع، الذى ينتج كاديلاك CT4 وCT5 وشفروليه كامارو ، عن الإنتاج فى 15 مارس.

وكان من المقرر إعادة تشغيل مصنع تجميع جنرال موتورز فى سان لويس بوتوسى بالمكسيك- والذى كان معطلاً منذ 8 فبراير – بنوبتين بدءًا من 5 أبريل، وينتج المصنع شيفروليه إكوينوكس وجى إم سى تيرين. وفى 3 مارس قالت شركة صناعة السيارات إن مصنع جرافاتاى فى البرازيل سيتأثر بالتوقف فى أبريل ومايو.

فورد تغلق مصنع سيارات الدفع الرباعى بشيكاغو

بالنسبة لشركة فورد موتور؛ فقد أعلنت عن إغلاق مصنع سيارات الدفع الرباعى فى شيكاغو الذى ينتج طراز اكسبلورر، اعتبارا من الاثنين 12 أبريل وكذلك مصنع موستانج فى ميشيغان وخط ترانزيت فان فى منشأة التجميع الخاصة به فى كانساس سيتى بولاية ميسوري.

فى المقابل؛ ألغت فورد الإغلاق الصيفى التقليدى لمدة أسبوعين فى 6 مصانع فى الولايات المتحدة لتعويض الإنتاج المفقود من نقص الرقائق، قالت شركة صناعة السيارات إنها تخطط لأعلى إنتاج صيفى لها منذ أكثر من 15 عامًا.

وفى 31 مارس الماضى قالت الشركة إن مصنع طراز F-150 فى ديربورن، ميشيغان، سيتوقف لمدة أسبوعين اعتبارًا من 5 أبريل. وكان من المقرر أن تتوقف عمليات انتاج الشاحنات فى مدينة كانساس سيتى اعتبارا من 5 أبريل، وقررت الشركة كذلك اغلاق مصنع التجميع بمدينة لويسفيل بولاية كنتاكى لمدة أسبوعين اعتبارًا من 12 أبريل، فيما ستنخفض انتاجية مجمع أوكفيل للتجميع فى أونتاريو، كندا ، لمدة 3 أسابيع اعتبارا من 12 أبريل.

وفى 22 مارس الماضى أوقفت الشركة الإنتاج فى مصنع للسيارات التجارية فى أوهايو بالولايات المتحدة، مع خطط لاستئناف الإنتاج فى 29 مارس، كما أسقطت الشركة أيضًا وردية واحدة حتى 29 مارس فى مصنع الشاحنات فى كنتاكى والذى يُصنع المركبات بما فى ذلك شاحنة بيك اب F-250 وإكسبيديشن الرياضية متعددة الاستخدامات. وفى 18 مارس؛ ألغت فورد نوبات العمل الليلية لمدة يومين فى مصنع تجميع آخر فى لويزفيل- حيث تصنع فورد إسكيب ولينكولن كورسير بسبب العاصفة الشتوية فى الولايات المتحدة ونقص الرقائق. وكانت فورد قد ألغت أيضًا بعض نوبات العمل الإضافى فى مصانع متعددة فى أواخر يونيو الماضي.

تويوتا تبرر تراجع الانتاج بتداعيات كورونا والمناخ

أما شركة تويوتا موتور فقالت فى 8 أبريل؛ إن إنتاجها قد تأثر فى المصانع الواقعة فى كنتاكي، وميسيسيبي، وتكساس، وفرجينيا الغربية، والمكسيك بسبب كورونا والأحداث المناخية القاسية. وأضافت أن خط إنتاج شاحنات تندرا بالحجم الكامل فى مصنعها فى سان أنطونيو بولاية تكساس لا يزال معطلاً.

وفى 22 مارس أُعلن عن تأثير النقص فى البتروكيماويات على إنتاج 10 نماذج مصنوعة فى مصانع فى كنتاكى وميسيسيبى وتكساس وفيرجينيا الغربية والمكسيك. وتم تقليص إنتاج تويوتا كامري، وكامرى هايبرد، وأفالون، أفالون هايبرد، RAV4 هايبرد، وكورولا وتاكوما وتوندرا وليكزس exus ES 350.

استئناف الانتاج بمصانع هوندا.. وتأثر ستيلانتيس

وفى المقابل؛ قالت شركة هوندا فى 1 أبريل 2021؛ إنها ستستأنف الإنتاج الطبيعى فى جميع مصانع السيارات والمحركات وناقل الحركة فى أمريكا الشمالية. وكانت الشركة أعلنت يوم 22 مارس السابق أن فرق الشراء والإنتاج لديها تعمل على تعديل الإنتاج حسب الضرورة، وذلك بعد أن نحو أسبوع من تعليق الشركة الإنتاج فى بعض المصانع فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا، بما فى ذلك المصانع فى ألاباما وإنديانا وأوهايو وأونتاريو، وألقت باللوم على تأثير الوباء ونقص الرقائق والطقس الشتوى القاسى على سلسلة التوريد الخاصة بها.

وعلى صعيد شركة ستيلانتيس الناشئة عن اندماج مجموعة «بى إس إيه» الفرنسية للسيارات وشركة «فيات كرايسلر» قال يوم 26 مارس الماضى إنها تخطط لإيقاف تشغيل 5 مصانع فى أمريكا الشمالية بدءًا من 29 مارس وحتى منتصف أبريل، وفقًا لمتحدث باسم الشركة. وشمل ذلك مصنع بيك أب فى وارن بولاية ميشيغان؛ ومصنع سيارات جيب شيروكى الرياضية متعددة الأغراض فى بلفيدير، وإلينوي؛ ومصنع جيب كومباس الرياضية متعددة الأغراض فى تولوكا بالمكسيك؛ ومصنع سيارات فى برامبتون، أونتاريو بكندا؛ ومنشأة لتصنيع المينى فان فى وندسور، أونتاريو.

وقالت النقابة التى تمثل العمال فى وندسور فى تغريدة على تويتر يوم 25 مارس إن مصنع المينى فان سيتوقف عن العمل لمدة شهر، وفى 20 مارس؛ أعلنت الشركة عن أن إنتاج شاحناتها رام كلاسيك بالمكسيك سيتأثر لعدة أسابيع.

وعلى صعيد شركة نيسان موتور؛ فقد قالت يوم 25 مارس إنها تخطط لاستئناف الإنتاج فى مصنع بالمكسيك ، بعد أسبوع من توقف الإنتاج. وقبل ذلك بيومين أعادت نيسان تشغيل خط تجميع فى مصنع فى كانتون، ميسيسيبي، وخط إنتاج فى مصنع فى سميرنا بولاية تينيسي، وكلاهما تم تعليقه منذ 19 مارس. وفى 22 مارس استأنفت نيسان الإنتاج على خط تجميع آخر فى كانتون كان خارج الخدمة لمدة يومين.

وبعيدًا عن التداعيات السلبية لأزمة نقص الرقائق قالت شركة BMW AG يوم 22 مارس إن إنتاج سيارات بى إم دبليو لم يتأثر فى أمريكا الشمالية، كما قالت شركة تسلا فى 8 فبراير الماضى إن الطلب المتزايد على الإلكترونيات الشخصية أدى إلى نقص فى المعروض من الرقائق الدقيقة، ولا يزال من غير المعروف كيف يمكن أن يتأثر انتاج الشركة بالأزمة.

وفى 5 فبراير الماضى قالت شركة دايملر إيه جى إن مصنع مرسيدس بنز فى توسكالوسا، ألاباما، كان يعمل كما هو مخطط له وفى نفس اليوم قالت شركة هيونداى موتور إنها تراقب الوضع عن كثب وتتعاون مع الشركاء من الموردين للحفاظ على استقرار العملية الإنتاجية.